يونس شلبي.. ممثل جسّد شخصيته الحقيقية في أعماله الفنية

الفنان المصري الراحل يونس شلبي

اشتهر بشخصية الرجل الطيب، إلا أنه لمس أوتار القلوب بكوميديته ووجهه الدائري وعينيه الحائرتين، إنه يونس شلبي الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأحد 12 نوفمبر.

ولد الفنان المصري يونس شلبي 31 مايو 1941 بالمنصورة، وعرف منذ البداية بشغفه للتمثيل؛ إذ بدأ التمثيل وهو بعمر الـ15، ودرس بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وظهرت موهبته الفنية على سلم المسرح بالجامعة.

وذاع صيت شلبي بسرعة كبيرة خاصة بين المخرجين بعد أن انتقل لمسرح وسط البلد، ما أثقل موهبته الفنية أكثر، ما دفعهم للمسارعة في تقديم العروض التمثيلية له من أجل مشاركته في العديد من المسرحيات والتي كانت بدايتها "العيال كبرت"، و"حاول تفهم يا زكي".

ومنذ أول أدواره المسرحية تعلق الجمهور بأداء يونس بشدة، والذي سطع بين زملائه عمالقة الكوميديا الذي شاركهم في عدد من مسرحياته مثل سعيد صالح وأحمد ذكي وعادل إمام.

ومثل أي ممثل مسرحي أثبت ذاته، كانت الخطوة التالية للفنان يونس شلبي هي السينما التي شارك فيها بأكثر من 77 فيلما سينمائيا، قام ببطولة عدد قليل منها، إلا أن أدواره الثانوية كانت بمثابة بطولة في حد ذاتها لجمهوره والنقاد أيضا، الذين رأوا في جميع أعماله إخلاصا وإتقانا للوصول لقلب الجمهور.

ومن بين أفلامه "العسكري شبراوي"، و"ريا وسكينة"، و"مغاوري في الكلية"، و"سفاح كرموز"، و"الشاويش حسن"، و"عليش دخل الجيش"، و"رجل في سجن النساء"، و"الكرنك"، و"شفيقة ومتولي"، و"إحنا بتوع الأتوبيس" ويعد فيلم "أمير الظلام" عام 2002 آخر أدواره السينمائية.

وبجانب مشاركته في المسرح والسينما، يمتلك شلبي رصيدا دراميا؛ إذ شارك في أكثر من 20 مسلسلا تلفزيونيا منها "عيون"، و"الستات مايعملوش كده"، و"أنا اللي أستاهل"، كما تعد مشاركته في مسلسل الأطفال "بوجي وطمطم" من أكثر المشاركات التلفزيونية قربا لجمهوره من الأطفال، والذي تمت إذاعته على مدى سنوات في شهر رمضان.

عُرف يونس شلبي في أدوار الرجل الذي يواجه الحياة بطيبة وسذاجة، ويواجه الشر بالخير ونقاء القلب، ويتعامل مع خصومه بحسن نية، وكانت هذه صفاته الحقيقية كما يقول زملاؤه، إلا أن طلبه من زملائه قبل حفل زفافه كان مفاجئا لهم؛ إذ طلب من جميع زملائه الفنانين عدم حضور حفل زفافه قائلًا إنه سيكون حفلا عائليا صغيرا وأنه لن يستطع توفير الطعام إلا لعدد قليل من المدعوين في الحفل وهم عائلته وعائلة عروسه.

ولكن الفنان سعيد صالح رفض الطلب وفوجئ يونس شلبي بزميله يدخل قاعة الحفل ومعه عشرات الزملاء من الفنانين، وعندما شاهدهم يونس شلبي شعر بصدمة كبيرة وأخبرهم بأنه لا يوجد طعام لهم، إلا أنهم أبلغوه بأنهم يريدون مشاركته فرحته بيوم عمره.

ومع بداية الألفية، أُصيب يونس شلبي بمرض السكر والقلب، وتدهورت حالته المالية والصحية بعد رحلة علاج طويلة ومرهقة؛ إذ أجرى شلبي جراحة في القلب بجانب جراحات عدة أخرى لزراعة شرايين في ساقه، وتم تغيير 3 شرايين في القلب لتوسيع عظام القفص الصدري له.

ورافقت يونس خلال رحلة علاجه زوجته التي ساعدته في تحمل تكاليف العلاج الباهظة حتى باعت بيتها الذي كانت تملكه بمحافظة الدقهلية مسقط رأسه، إلا أن حالته الصحية ظلت تتدهور إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة يوم 12 نوفمبر 2007، عن عمر ناهز 66 عاما، تاركا خلفه تاريخا حافلا من أروع وأمتع ما أنتجته الكوميديا المصرية.