المحتوى الرئيسى

محلل أمريكي: محمد بن سلمان يسير على خطى أردوغان وبوتين!

11/12 17:53

أكد الكاتب الأمريكي فريد زكريا، أن ما حدث في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، لا يجب أن يكون مفاجئًا، خاصة للمتابعين والمراقبين لأحوال المملكة، خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد صعود نجم ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان آل سعود.

فقيام الأمير الشاب ذو الـ32 عامًا باعتقال أولاد عمومته، وتجميد حساباتهم المصرفية وفصلهم من المناصب الرئيسية، أمر يسير في النهج العام للأمير الشاب المغامر، ولنهج القوة الجديد الذي تتبعه المملكة وكثير من الدول الكبرى.

وأشار زكريا، في مقاله المنشور بصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إلى ما قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد وصوله إلى السلطة في روسيا، حيث قام في البداية بتضخيم التهديدات الأجنبية من أجل حشد بلاده حول نظام حكمه، ومنحه صلاحيات غير عادية من أجل مواجهة تلك الأخطار، وهو ما حدث خلال الحرب الشيشانية الأخيرة والذي وحد فيه جهود بلاده نحو ما أسماه مواجهة خطر "الإرهاب".

وتحرك بوتين ضد مراكز القوى في بلاده، والذين كانوا في ذلك الوقت أكثر قوة من الدولة نفسها، ثم بدأ في الحديث عن الحاجة إلى إنهاء الفساد، وإصلاح الاقتصاد وتوفير المنافع للمواطنين العاديين، وما ساعد بوتين على النجاح في تلك الخطوة، تضاعف أسعار النفط أربعة أضعاف خلال العقد الأخير، بالإضافة إلى قدرته على السيطرة على وسائل الإعلام الرسمية والغير رسمية.

وبطبيعة الحال، لا تنطبق عناصر الخطة في كل دولة، فقد ينجح محمد بن سلمان في إصلاح أحوال بلاده، مثلما حدث في بلدان مختلفة مثل الصين وتركيا والفلبين، حيث استخدم القادة نفس المكونات القومية، والتهديدات الأجنبية، ومكافحة الفساد؛ لتشديد قبضتهم على السلطة، مع إضعاف القضاء والإعلام حتى لا يقفا عقبة أمامه.

وأوضح فريد أن الأجيال الجديدة من رجال الدين في جميع أنحاء العالم تعلمت مجموعة من الحيل للحفاظ على السيطرة على الجماهير، مثل اتهام المدافعين عن حقوق الإنسان بشق عصا الطاعة على الحاكم وغيرها من الاتهامات الدينية المزعومة.

ويقول: كانت الديكتاتوريات المركزية الكلاسيكية ظاهرة القرن العشرين، والتي ولدت من رحم القوى المركزية الكبرى وتكنولوجيا في العصر، أما الديكتاتورية الحديثة فهي أكثر غموضًا، وأكثر خلطًا بين الديمقراطية والاستبداد.

فهم يحافظون على الشكل الديموقراطي، من خلال الدساتير، والانتخابات، ووسائل الإعلام، ولكن في المقابل يحافظون على الأغلبية، باستخدام أساليب ملتوية مثل حجة التهديدات الخارجية، من أجل الحفاظ على التضامن الوطني.

فدولة مثل تركيا، بدأت في العقد الأول من القرن العشرين على طريق ثابت نحو الديمقراطية والليبرالية، يدفعها إلى ذلك الرغبة في أن تصبح عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي، أما اليوم فحاكمها، رجب طيب أردوغان، يحاول القضاء على جميع العقبات أمام السيطرة الكاملة، حيث قام بتشويه الجيش، وأطلق أنواعا متعددة من الإجراءات الضريبية والتنظيمية ضد المعارضين في وسائل الإعلام.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل