المحتوى الرئيسى

جدل حول اعتماد وزير التعليم تدريس اللغة الأجنبية بعد سن التاسعة

11/12 17:11

"ألا يبدأ تعليم اللغات الأجنبية إلا بعد سن التاسعة؛ كي يتمكن الطفل من استيعاب لغته القومية، دون مزاحمة اللغات الأجنبية لها؛ أسوةً بما تصنعه باقي الأمم مع لغاتها القومية"، تلك هي أبرز التوصيات التي اعتمدها وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار.

نشرت جريدة الوقائع المصرية في عددها الصادر، أمس السبت، قرار الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، بشأن اعتماد قرارات وتوصيات مجمع اللغة العربية الصادرة عن مؤتمر المجمع في دورته الثالثة والثمانين تحت عنوان: "اللغة العربية في التعليم ومسئولية الأمة".

أكد الدكتور كمال مغيث الخبير فى المركز القومى للبحوث التربوية، صعوبة تطبيق القرار، فهناك من 5 إلى 6 ملايين طالب يبدؤون دراسة اللغة الإنجليزية كلغة ثانية من سن 5 سنوات، وسيؤدي القرار إلى ارتباك أولياء الأمور، وأيضا القائمين بتعليم هؤلاء الأطفال.

وأعرب مغيث عن رفضه للقرار، موضحا أنه سيتسبب في إثارة قلق الكثير من المدارس التي تبدأ تدريس اللغة الأجنبية من الصف الأول الابتدائي، ومدارس أخرى من «كي جي 1».

وأضاف الخبير في المركز القومي للبحوث، أنه لا مانع من تدريس لغتين "العربية والإنجليزية" للطلاب قبل سن التاسعة، بشرط أن يتم ذلك في إطار مدروس جيدا، مؤكدا عدم وجود أي دراسات تربوية تشير إلى حدوث أضرار بسبب تعليم لغتين.

وأشار الدكتور كمال مغيث إلى أن جودة المادة العلمية وتقديمها بشكل مبسط وجذاب هى الطريقة المثلى لاستيعاب الطفل اللغتين معا.

تدريس لغة ثانية تشتيت للطفل

"أتفق مع هذا القرار شكلا وموضوعا لأن السنوات الثلاث الأولى في التعليم من المفترض التركيز فيها على اللغة الأم، فالطفل في هذا الوقت يستقبل أي شيء باعتباره صفحة بيضاء"، قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، مضيفا أنه يجب انتهاز تلك السنوات الأولى في غرس اللغة الأم وأخلاقياتها، وتدريس أي لغة أخرى سيكون بمثابة تشتيت للطفل.

وتابع معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، أن ما أعلنه المجمع اللغوي من توصيات يختلف تماما عن خطة طارق شوقي التي يعلن عنها، فهو يريد تدريس لغات أجنبية والتحول رقميًا في الكتاب المدرسي، وأشياء أخرى بعيدة عن الواقع، وبالتالي هذا القرار سيصطدم بخطط وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي.

ويتوقع نورالدين ألا يتم تنفيذ القرار لأنه يتعارض مع خطط شوقي، مشيرا إلى هذا إن دل فيدل على أن خطة شوقي ستتعارض مع كثير من المؤسسات والقوانين في الدولة ليس فقط المجمع اللغوي.

قال معاون وزير التربية والتعليم الأسبق إنه يأمل أن يستجيب الدكتور شوقي للمجمع اللغوي ويعيد أوراقه ثانية ويفكر بالواقع قليلا، فكلامه أولا غير واقعي للبيئة والموارد الحالية، ثانيا سيتضارب مع قوانين التعليم والمجمع اللغوي.

ووصف نور الدين الحديث عن كون تعليم لغتين للطفل في سن مبكرة لا يؤثر عليه، بأنه غير صحيح، مضيفًا أن تدريس أي حاجة غير اللغة الأم في سنوات الطفل الأولى ستعود بالسلب على الطفل وعلى مستوى تعليمه في المراحل التالية، أسوةً بما تصنعه باقي الأمم مع لغتها القومية.

وفي نفس السياق اتفق الدكتور عبد الحفيظ طايل مؤسس مركز الحق في التعليم، مع قرار تأجيل تدريس اللغة الأجنبية إلى سن التاسعة، خاصة أنه معمول به في كل الدول التي تحترم هويتها الثقافية ولغتها.

ويضيف طايل: «في الأول الأطفال يتعلموا لغة بلدهم، وبعدين ندخل اللغات الأجنبية بالتدريج لغة واحدة منسقة، وبعد شوية لو عايزين نضيف حاجة تانية نضيفها»، مؤكدا أنه معمول به في كل الدول التي تهتم بالتعليم وبالأطفال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل