صحيفة أمريكية: ترامب بحاجة إلى مزيد من الحذر فى استخدام الكلمات

رصدت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية حصول الرئيس دونالد ترامب على الثناء قبيل انتهاء جولته الصعبة مؤخرا فى آسيا، وذلك لتفاديه استخدام لغة تصادمية طالما أزعجت مستشاريه على صعيد السياسة الخارجية، وطالما أثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة، حسب الصحيفة.

ورأت الصحيفة أن ذلك يمثل نجاحا دبلوماسيا متواضعا إلى حد ما؛ وأشارت إلى أن ترامب فى خطاب أمام برلمان كوريا الجنوبية حذر جارتها الشمالية من مغبة اختبار الولايات المتحدة، لكنه لم يكرر وعيده السابق "بالنار والثبور"؛ وفى لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ، فإن ترامب الذي اشتكى العام الماضي من أن الصين كانت "تسرق" الولايات المتحدة قال هذه المرة إن واشنطن تسعى إلى علاقة تجارية "عادلة وتبادلية" مع بكين.

واستطردت "لوس انجلوس تايمز" قائلة "إن هذه اللغة المتحضرة هي محل ترحيب، ولكن ترامب فى نقاط معينة أدلى برسالة مشوشة، وتحديدا على صعيدي التجارة والتهديد المتمثل فى الأسلحة النووية لكوريا الشمالية؛ فعلى صعيد التجارة، وبينما خفف ترامب من لهجته مع الصينيين، إلا أنه عمد إلى لهجة حادة مع دول آسيوية أخرى، شاكيا من رداءة الصفقات وغش الشركاء التجاريين".

ورصدت الصحيفة قول ترامب لقادة رجال الأعمال، فى منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الذي أقيم فى فيتنام أمس الأول الجمعة: "إنني دائما أسعى إلى وضع أمريكا فى الصدارة، تماما كما أتوقع أن يسعى كافة الحاضرين هنا إلى وضع بلادهم فى الصدارة".

ورأت "لوس انجلوس تايمز" أن هذا التوجه الذي يصارع على الهيمنة من المستحيل أن يتوافق مع دعوة ترامب فى الصين إلى تجارة "عادلة وتبادلية".

وأكدت الصحيفة أن النزعة الانعزالية تجاريا تضرّ بمصالح أمريكا بحيث تتراجع إلى دور المشاهد، بينما الصين تلعب دور البطولة على المسرح التجاري العالمي، وتسعى لأن تكون محورا للتبادل التجاري على هذا المسرح.

وعلى صعيد كوريا الشمالية، رصدت الصحيفة إحجام ترامب عن استخدام اللغة التصادمية التي هي من قبيل حديثه عن قدرة الولايات المتحدة على تدمير كوريا الشمالية نهائيا؛ وإنما عمد ترامب، حسب الصحيفة، فى خطابه فى كوريا الجنوبية إلى لغة أكثر غموضا قائلا إن "أمريكا لا تسعى إلى صراع أو مواجهة، لكننا أبدا لن نهرب من ذلك".

وتابعت الصحيفة قائلة "إضافة إلى نزوع ترامب إلى خفْض حدة لهجته، فإنه ألمح إلى إمكانية فتح باب للتسوية بشأن مسائل تتعلق بتهديد كوريا الشمالية النووي؛ على سبيل المثال، وأثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي، قال ترامب "من المنطقي أن تأتي كوريا الشمالية إلى طاولة التفاوض لإبرام صفقة".

ورأت "لوس انجلوس تايمز" أن المشكلة تتمثل فى أن ترامب لم يوضح الشروط المتطلبة لكي تستأنف واشنطن التفاوض مع بيونج يانج؛ وبعد أن ذكر ترامب أنه ينبغي على كوريا الشمالية أن تبرم صفقة، سُئل عما إذا كان يقترح إجراء محادثات مباشرة فأجاب ترامب قائلا "لا أريد أن أقول ذلك"؛ وفى خطابه فى كوريا الجنوبية قال ترامب "إنما نحن مستعدون لمناقشة مسار أكثر وضوحا لكوريا الشمالية إذا ما توقف قادتها عن التهديد وعن تطوير البرنامج النووي".