المحتوى الرئيسى

نوفمبر: بين وعد بلفور وإعلان مرسى! (1) | المصري اليوم

11/12 07:22

فى شهر نوفمبر 1917 كانت بداية أفدح مأساة حلت بالوطن العربى فى تاريخه الحديث.. وفى نوفمبر 2012 كانت بداية مأساة أخرى حلت بمصر وامتدت آثارها إلى الكثير من بلاد العالم العربى!، وفى الحالتين كليهما كنا إزاء وعد صادر ممن لا يملك يستفيد منه فى النهاية من لا يستحق، (من وجهة نظر من يمسهم الأمر على أضعف الإيمان!!).. فى نوفمبر 2017 (الذى يحتفل الصهاينة فى هذه الأيام بذكراه المئوية) صدر وعد بلفور الذى تضمنته رسالة موجهة من السير آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطانى، إلى المليونير اليهودى اللورد روتشيلد (الذى كان من أهم الساعين إلى إنشاء دولة لليهود تكون بمثابة وطن قومى لهم).. وقد جاءت الرسالة كما هو معروف على النحو الآتى: عزيزى اللورد روتشيلد.. يسرنى جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالى الذى عرض على الحكومة وأقرته: «إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومى فى فلسطين للشعب اليهودى، وسوف تبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية»..

كانت فلسطين فى ذلك الوقت جزءا من الدولة العثمانية، ولم يكن لبريطانيا إذ ذاك صفة أو سلطة أو ولاية شرعية تخول لها عرض مثل هذا التصريح- مجرد عرضه- على حكومتها القائمة (حكومة لويد جورج التى كان بلفور وزيرا فيها) ناهيك عن إصداره!!.. بدأت المأساة فى نوفمبر ثم بلغت ذروتها عندما اشتعلت نيران حرب 48 التى استمرت عاما كاملا تقريبا، ثم كانت نهايتها الموجعة فى يوليو 1949 عندما اعترف العرب بهزيمتهم ووقعوا على اتفاق الهدنة فى جزيرة رودس!!، فإذا ما انتقلنا إلى المأساة المصرية وجدنا أن الشعب المصرى كان قد استطاع بعد ثلاثين عاما من الجمود السياسى والانتخابات المزورة، المحددة نتيجتها سلفا، استطاع من خلال ثورته العارمة فى يناير 2011، وبعد سلسلة متوالية من التضحيات التى أريق فيها الكثير من دماء أبنائه.. استطاع أن يفرض إجراء انتخابات رئاسية نزيهة، تقاربت فيها كفتان هما: كفة المرشح الإخوانى محمد مرسى، وكفة الفريق أحمد شفيق!، لكن مرشح الإخوان هو الذى فاز فى النهاية بفارق ضئيل!، وبذلك أصبح للمصريين لأول مرة، منذ ما يقرب من ستين عاما سابقة، رئيس منتخب جاء إلى مقعده عبر انتخابات لا يشك أحد فى أنها كانت نزيهة ومعبرة عن إرادة الناخبين، وهكذا سادت موجة من التفاؤل بأن مصر قد بدأت تمضى إلى الأمام فى طريق الديمقراطية، وأنها قادرة بفضل الأداء الديمقراطى أن تجتاز ما يعترضها من الصعاب وأن تتغلب على ما يواجهها من الأزمات!، لكن هذا التفاؤل سرعان ما بدأ يتبدد عندما بدا واضحا للعيان أن الجهد الأبرز للحكم الجديد ينصب على محاولة أخونة الدولة، وشغل المواقع المؤثرة فيها تباعا بعناصر تنتمى إلى الجماعة أو موالية لها حتى لو كانت قليلة الخبرة والكفاءة والأمانة..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل