المحتوى الرئيسى

بلومبرج: أطماع إيران خلقت "تقارباً سعودياً إسرائيلياً" يتماشى مع جهود واشنطن

11/12 01:18

نشرت شبكة "بلومبرج" الإخبارية، السبت، تقريراً تحت عنوان "سلاح ترامب السري يكمن في خبايا علاقات إسرائيل والسعودية"، حيث أشارت إلى تصاعد التوتر على الحدود الشمالية للدولة العبرية بعد ارتباك المشهد السياسي اللبناني بـ"إيعاز من القيادة السعودية".

واستقال رئيس الوزراء سعد الحريري السبت الماضي من السعودية في خطاب متلفز اتهم خلاله إيران وحزب الله بالتدخل في شؤون لبنان وقال إنه يخشى تعرضه للاغتيال.

وقالت "بلومبرج" إن "التمدد الإيراني دفع كل من إسرائيل والسعودية إلى التقارب، وذلك يتماشى مع جهود الإدارة الأمريكية الحالية في تضييق الخناق على وكلاء إيران في سوريا ولبنان بعد انهيار تنظيم داعش الإرهابي".

وأضافت أن "الإسرائيليين منذ عام 2006، يترقبون مواجهة جديدة مع ميليشيا حزب الله اللبناني، المدعومة من إيران.. وأن التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط تجعل معطيات المعركة القادمة بين إسرائيل وحزب الله أكثر تعقيداً من سابقتها".

وعبر ديفيد ديش، أحد سكان القرى الحدودية الإسرائيلية مع لبنان، عن مخاوفه من صواريخ حزب الله، مشيراً إلى أن قريته استقبلت 12 صاروخاً من الأراضي اللبنانية.

وذكر التقرير أن "الأطماع الإيرانية تمكنت من توحيد أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، علاوة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى انتصارات الرئيس السوري بشار الأسد، والتي جاءت بعد دعم إيران وحلفائها، منوهة إلى أن السياسة الأمريكية والسعودية تركزت في السنوات الأخيرة على "ضرورة إقصاء الأسد من مستقبل سوريا".

وأثارت الاستقالة الكثير من الجدل وسط اتهامات للسعودية بإخضاع رئيس وزراء لبنان للإقامة الجبرية ضمن حملة احتجزت فيها الرياض عشرات الأمراء والوزراء السابقين والحاليين في إطار ما وصفته بالحرب ضد الفساد.

وعقب استقالة الحريري؛ كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية عن "إرسال وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأحد الماضي، برقيات تحتوي على توجيهات لجميع سفارات إسرائيل في العالم، تضمنت تعليمات بتوضيح دعم تل أبيب للسعودية على ضوء تورط ايران في الحرب في اليمن" – بحسب الشبكة الأمريكية.

من ناحية أخرى، تطرقت "بلومبرج" إلى العلاقات بين تل أبيب والرياض، مشيرة إلى أن البلدين لا يتمتعان بعلاقات رسمية، لاسيما وأن الإعلان عن اتصالات بين الطرفين هو أمر سيضر بشكل خاص بالسعوديين.

وحاولت الوكالة الأمريكية التواصل مع السلطات السعودية للتعليق عما إذا كان هناك تنسيق بين المملكة وإسرائيل، لكن المسؤولين السعوديين رفضوا إبداء أي تعليق على القضية.

وبحسب التقرير، قال أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طلب عدم كشف هويته، إن التهديد الإيراني أصبح قضية تمس عدة أطراف إقليمية، لذا من الطبيعي أن نتشارك في مواجهة نفس الخطر، بينما رفض التعليق على وجود تنسيق مباشر بين السعوديين والإسرائيليين من عدمه.

رضا نادر، المحلل السياسي في مؤسسة راند البحثية الأمريكية قال إنه "من الممكن جداً أن تشكل السعودية وإسرائيل استراتيجية مشتركة تجاه حزب الله وإيران"، مضيفًا: "في حين أن السعودية قد يكون لها تأثير دبلوماسي واقتصادي على لبنان، فإنها لا تستطيع أن تقاتل حزب الله عسكرياً.. لكن القوة العسكرية الإسرائيلية لديها القدرة على ذلك".

من ناحيته، ذكر عوفر شيلاش، عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي: "قد نضطر إلى مواجهة حزب الله عاجلاً أم آجلاً". وأضاف: "لكن الأوساط الإسرائيلية لا ترغب في تلك المواجهة".

تقول "بلومبرج" إنه على الرغم من الغارات الإسرائيلية داخل سوريا، والتي تستهدف قوافل يُقال إنها أسلحة إلى حزب الله، فإن الميليشيا الشيعية رفضت القيام بأي عمل انتقامي ضد الدولة العبرية، لكن من الواضح أن الدولة اليهودية غير سعيدة بانتصارات الأسد الأخيرة على المعارضة المسلحة والمتطرفين، خاصة وأنها ستعطي إيران مساحة أكبر من فتح ممرات مباشرة إلى لبنان.

ووفقاً لـ"بلومبرج"، قال بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن الميليشيات تركز على تعزيز مكاسبها داخل سوريا، وليس لديها شهية للانخراط في حرب كبرى أخرى، مؤكداً: أن" حزب الله سيخسر المال وسيفقد مقاتليه، فضلًا عن تدمير البنية التحتية اللبنانية".

ووصف أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية استقالة الحريري بأنها "نقطة تحول" بالنسبة إلى الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الوقت قد حان للممارسة مزيد من الضغط على حزب الله وعزله حتى يتم إضعافه ونزع سلاحه".

واتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الجمعة، السعودية بـ "تحريض إسرائيل" على ضرب لبنان، مضيفاً أن "السعودية جاهزة لتقديم المليارات لإسرائيل لضرب لبنان".

وقال نصر الله في خطاب نقلته محطات التليفزيون اللبنانية، إن لديه "معلومات" مفادها أن "السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان". وبعد أن اتهم الرياض بـ"إجبار" رئيس الحكومة سعد الحريري على الاستقالة و"منعه" من العودة إلى لبنان، قال "الأخطر هو تحريض إسرائيل على ضرب لبنان".

ورجحت الشبكة الأمريكية أن يكون هدف زيارة مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، إلى السعودية، الأسبوع الماضي، هو تنسيق المواقف بين واشنطن وتل أبيب والرياض ضد الميليشيات الشيعية.

يشار إلى أن صهر ترامي أجرى زيارة غير معلنة، الشهر الماضي، إلى السعودية، حسبما أفادت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية نقلا عن مصدر في البيت الأبيض.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل