المحتوى الرئيسى

«الرَّحالة»>> شباب يروون تفاصيل مغامرات 40 يومًا فى 8 دول إفريقية

11/11 21:01

كثيرٌ منا لا تصل إليه أى معلومات عن إفريقيا سوى تلك التى نقلها فيلم «أفريكانو»، والذى دارت أحداثه فى دولة «جنوب إفريقيا»، وسط الغابات المفتوحة.. ربما لا يدرى الكثيرون أن هناك مئات الآلاف من المصريين يعيشون فى الدول الإفريقية، يعملون فى مهن مختلفة، وكثير منهم لهم «بيزنس خاص». إفريقيا ليست جوعًا وفقرًا وجهلًا، مثلما يعتقد الكثيرون، تلك الصورة الذهنية المغلوطة، التى كان تصحيحها من أبرز أهداف «سفراء إفريقيا»، وهم مجموعة من الشباب، قرروا السفر إلى ٨ دول إفريقية فى رحلة استغرقت ٤٠ يومًا، قضوا فيها أيامًا حافلة بالمغامرات والصعوبات. «الدستور» التقت بهم، لتعرف كيف استعدوا لسفرهم؟، وما الخُطة التى وضعوها؟، وكيف كانت رحلتهم؟، من أين بدأت وكيف انتهت؟

محمود: اخترت 8 من 570.. وصارحتهم: «هنطلع نتمرمط»

مُحبًا للسفر والمغامرة، وشديد الحرص على العمل التطوعى، بدأ مشواره عام ٢٠١٣ حين سافر إلى الصين للمشاركة فى البرنامج التطوعى الذى نظمته اليونسكو، لتعليم الأطفال كيفية الحفاظ على التراث الأثرى، لكن سفره إلى «غانا» جعله يلغى خطته ويتطرق إلى القارة الإفريقية، باعتبارها فى حاجة إلى الدعم والاهتمام.

«محمود عبدالمجيد» خريج كلية التجارة الخارجية، جامعة حلوان، يقول: «عملت «إيفنت» وتفاعل فيه ٣٥٠، اخترت منهم ١٠ بعد الإنترفيو، وقعدنا ٣ سنين نحط برامج فى كل الدول، لكن كل حاجة اتغيرت بعد ما رجعت من غانا فى ٢٠١٥»، مؤكدًا أنه استقر على فكرة «سفراء إفريقيا» منذ عام، وعندما تفاعل معه ٥٧٠، اختار من بينهم ٨ فقط: «اخترنا ناس عندها مرونة، هتطلع تتمرمط، لأن الموضوع مش سهل». وقرر الشاب العشرينى أن تكون بداية الرحلة جوية، والعودة منها برية، أما أهدافه فتلخصت فى ٣ نقاط: العمل التطوعى ثم زيارة أهم الأماكن السياحية فى كل دولة، والتواصل مع الفئات المختلفة ليعرفوا أكثر عن بلادهم، وبدأت رحلة «سفراء إفريقيا» فى ٢٣ أغسطس الماضى، من القاهرة لجنوب إفريقيا، ثم زيمبابوى، وموزمبيق، وتنزانيا، وكينيا، وأوغندا، وجنوب السودان، وأخيرًا السودان ثم العودة إلى مصر.

وأوضح «محمود» أنهم كانوا يقسمون المهام بينهم، فالبعض يذهب لتغيير العملة والبعض الآخر يبحث عن مكان للإقامة قائلًا: «و٢ يقعدوا جنب الشنط، وفى كل دولة لازم نروح السفارة المصرية هناك، نقعد مع السفير أو النائب بتاعه، نعرف منه أكتر عن البلد وظروفه وإيه الأماكن السياحية والأثرية اللى ممكن نزورها، وسفراء كل الدول استقبلونا كويس جدًّا، زورنا أيتامًا ولاجئين، وتطوعنا فى مدارس، اتكلمنا مع الناس فى الشارع، عشان نعرف عنهم، ونعرفهم على مصر، وموزمبيق مقدرناش نعمل فيها ده بشكل كويس، لإن كل الناس بتتكلم برتغالى بس».

مالك: انعدام الأمن فى جنوب إفريقيا.. وشعب زيمبابوى «طيب ومبتسم»

«جنوب إفريقيا» كانت نقطة انطلاق الرحلة، يقول مالك مصطفى، منظم الرحلة، إن انعدام الأمان كانت المشكلة الأصعب التى واجهوها هناك، مشيرًا إلى أن سكان «جنوب إفريقيا» يتحدثون ١١ لغة، لكن الإنجليزية هى اللغة الأم. استقل «سفراء إفريقيا» ميكروباصًا من جنوب إفريقيا وبعد ١٦ ساعة وصلوا إلى أراضى «زيمبابوى» واستقبلهم جراح مصرى شهير يُدعى «حسن عشماوى»، يعيش هناك منذ ٢٥ عامًا، ويؤكد مالك: «استضفنا فى بيته، وخدنا جولة فى المدينة ورجعنا العصر»، مشيرًا إلى أنهم مكثوا بها ٦ أيام، وهى المدة الأطول مقارنة بالدول الأخرى، ورغم انتشار الفقر، فإن شعبها طيب ويتمتع بالأمان: «زيمبابوى سميناها الشعب المبتسم، كنا بنقعد فى الشارع لـ١٢ بليل».

هند: وصلنا موزمبيق بعد 37 ساعة فى الميكروباصات

فى الطريق إلى موزمبيق، قضوا ليلتهم فى مسجد بالقرب من حدود «زيمبابوى»، ثم اتجهوا فى الصباح بواسطة «ميكروباص» واستكملوا طريقهم سيرًا على الأقدام، إلى أن وصلوا للحدود فى الـ٥ صباحًا. التنقل فى «موزمبيق» كان شاقًا، والطرقات كانت تُغلق فى الـ١٠ مساءً، بسبب الحروب الأهلية وانعدام الأمان، لذلك كانت الرحلة الأصعب لديهم، حيث قضوا ٣٧ ساعة فى الطريق.

«هند أحمد» كانت المسئولة عن «موزمبيق»، تقول: «خط السير ماكنش واضح، مش عارفين إيه الوسيلة اللى هنركبها، وتكلفة الطريق كام، كنا بنحسبها على عدد الكيلو مترات اللى هنمشيها». وأكدت: قضى «سفراء إفريقيا» ٣ أيام فى «موزمبيق» منها ليلتان فى الطريق.

تنزانيا: بدأت بـ«نهر التماسيح» وانتهت بـ«النوم على الرصيف»

رحلة «سفراء إفريقيا» لـ«تنزانيا» كانت حافلة بالمغامرات، بدأت من حصولهم على تصريح خروج من «موزمبيق»، يقول طارق معتز: «مشينا ٣ كيلو، وصلنا إلى نهر بين موزمبيق وتنزانيا الساعة ٨ مساء، المعدية كانت شطبت مكنش قدامنا غير مركب قديمة وبايظة، ومكانش قدامنا حل غير إننا نركب، المراكبى كان ماشى بحذا النهر، لأنه كله تماسيح، ممنوع الفلاش، ممنوع الموبايل، ممنوع نتكلم أو نتحرك، وكان فيه تمساح طالع نازل قدامنا وحجمه أكبر من المركب، قضينا ٢٠ دقيقة رعب فى النهر وإحنا داخلين تنزانيا».. قضى «سفراء إفريقيا» يومهم الأخير فى «تنزانيا» على الرصيف بمنطقة «دار السلام»، وتولى أمن المول الذى ناموا أمامه حمايتهم: «وصلنا الساعة ١٠، والأتوبيس كان هيوصل المحطة ٤ الفجر، عشان نوفر فلوس قضينا الليلة دى على الرصيف بدل الفندق، عشان نستعد لرحلتنا لكينيا».

كينيا:المنتجات المصرية الأكثر انتشارًا.. والبقر مهر الفتيات

٩ ساعات مدة الرحلة من «تنزانيا» لـ«كينيا»، لم يواجه الفريق خلالها أى صعوبات، يؤكد باسل محمد المسئول عن الرحلة أنهم قضوا ٥ أيام فى «كينيا»، بدأت بزيارة بلد يشبه الإسكندرية، غنى بالمنتجات المصرية: «الميناء شبه ميناء إسكندرية، مفيش جمارك على المنتجات اللى بينها وبين مصر وفقًا لاتفاقية الكوميسا اللى بين البلدين»، وفى اليوم الثانى زاروا قلعة شهيرة تطل على المحيط، يتحدث ٢٠٪ من سكانها العربية: «روحنا العاصمة وكانت زحمة زى القاهرة، زرنا السفير المصرى محمود على طلعت بعد صلاة الجمعة، استضفنا فى بيته وبليل اتمشينا فى البلد، عملنا عمل تطوعى مع أطفال الكونغو اللاجئين هناك».

أما أغرب الأشياء التى عرفها «باسل» هناك، فتتعلق بمهر الفتاة، فبالإضافة إلى البقر «الراجل عشان يتجوز لازم يصطاد أسد جنب المهر، بس بطلوا العادة دى لأن عدد الأسود قل والسياحة اتأثرت».

أوغندا: لفُّوا البلد كله بـ«موتوسيكل»

كانت «أوغندا» الدولة السادسة بعد «كينيا»، بدأوا رحلتهم فيها بمدينة «جنجا»، التى تقع فيها بحيرة «فيكتوريا» ومنابع النيل، «يسرا فلالى»، كانت المسئولة عن «أوغندا»، تعمل فى مجال «الجرافيك ديزاينر»: «عملنا عملًا تطوعيًا مع أطفال فى جنجا، فى مكان جمعية سفراء اللى بيبنوا عليه مدرسة» ثم ركبونا الـ«بودابودا» أى الموتوسيكلات، وهى وسيلة المواصلات المنتشرة هناك: «لفينا البلد كله بالموتوسيكل، الطبيعة هناك ساحرة، وكلنا هناك أحلى أناناس». خططوا لرحلة نهرية فى بحيرة «فيكتوريا» استيقظوا فى الـ٦ صباحًا وصُدموا بسيول شديدة، جعلتهم ينتظرون حتى الساعة التاسعة: «خرجنا عشان اليوم ما يضعش علينا، الشوارع كلها رمل أحمر، وكنا بنتزحلق واتبهدلنا، ركبنا المركب فى البحيرة وشوفنا النقطة اللى فيها منبع النيل اللى بيصب فيها ومنها لمجرى النيل».

سلمى: فى جنوب السودان.. ممنوع تفتيش المصريين

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل