نهيان بن مبارك: الإمارات حريصة على نشر التسامح

الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خلال كلمته أمام الملتقى

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، حرص الدولة على التعاون مع جميع بلدان العالم من أجل نشر التسامح وتحقيق السلام.

جاء ذلك في كلمته أمام حفل الاستقبال الخاص بملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، الذي انطلقت أعماله اليوم السبت، في قصر الإمارات، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع السياسة من نحو 20 دولة حول العالم.

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن هذا الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات وتتابعه "بوابة العين" الإخبارية: "يسهم بشكل جيد في تحقيق الفهم لما يدور في العالم من حولنا من متغيرات وتطورات، وفي تعزيز قدراتنا الوطنية والقومية على التعامل الفعال مع الواقع السياسي والاقتصادي والمجتمعي في المنطقة والعالم".

وأضاف "انعقاد هذا المؤتمر وما يضمه من مجموعة مرموقة من المتحدثين والمشاركين، هو تعبير طبيعي عن القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة".

وتابع "القوة الناعمة لدولة الإمارات تنبع من ثقافتها الخالدة والمتجددة، بل وكذلك من سمعتها الطيبة ومكانتها المرموقة في العالم، وأيضا من القيم والمبادئ التي تحكم مسيرتها وتوجه مساراتها إلى كل ما هو حق وخير وجمال".

واستطرد "كما أن هذه القوة الناعمة لدولة الإمارات تنبع من نظامها القوي ومؤسساتها الناجحة وقادتها الحكماء، بل والإنجازات الباهرة لأبنائها وبناتها في جميع المجالات".

وأشار وزير التسامح إلى أن دولة الإمارات تجسد في مسيرتها الناجحة الرؤية الحكيمة لمؤسس الدولة، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في أن تكون الدولة دائما وباستمرار جزءا فاعلا ومؤثرا في هذا العالم، تمد أيديها بعزم وثقة إلى كل راغب في تحقيق التنمية والسلام، وصولا إلى درجات أعلى وأرقى في تعميق التفاهم بين الدول، وتطوير التعاون بين الأمم، إلى جانب نشر السلام بين جميع شعوب العالم .

وأكد أن القيادة الحكيمة للإمارات، ممثلة بالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حريصة كل الحرص على الحفاظ على رؤية القائد المؤسس، كما أنها ملتزمة تماما بالدور الإقليمي المهم للدولة، وبتحقيق التعاون المثمر لها مع الأشقاء والأصدقاء.

وأردف في هذا الصدد "وأن يكون للإمارات دائما أدوار مرموقة ومتجددة في تحقيق التنمية والسلام والرخاء في المنطقة والعالم".

وخاطب ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بقوله: "نحن في الإمارات محظوظون دائما بقادتنا الكرام الذين يديرون دفة الدولة بحكمة واقتدار، إن مؤتمركم هذا إنما هو احتفاء بذلك كله، كما أنه تعبير واضح وصريح عن الفخر والاعتزاز بقادة الإمارات، وشعبها الكريم والمعطاء، بل وبقدراتها الفائقة في الفكر والإبداع، وبسعيها الدائم والناجح على طريق الخير والإنجاز والنماء".

واعتبر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن المواضيع المطروحة على جدول أعمال الملتقى "تشير بكل وضوح إلى أننا نعيش الآن في عالم تلاشت فيه الحدود والمسافات، عالم يهتم فيه الجميع بشؤون الجميع، وتتداخل فيه الاهتمامات والمصالح للدول المختلفة".

كذلك لفت إلى أن الملتقى "يشير بكل وضوح إلى أنه من المهم للغاية أن نتدارس بعناية موقعنا الاستراتيجي على خارطة العلاقات الدولية، وسبل بناء قدراتنا الذاتية في العالم العربي، على فهم هذه العلاقات المتغيرة بين الدول، والإحاطة بآفاق التحالفات السياسية والعسكرية بينها، بالإضافة إلى التقدير الحصيف، للتطورات الاقتصادية والآثار المترتبة على النمو الكبير في المعارف، والتدفق المتواصل للمعلومات، إلى جانب التطورات المتلاحقة في التقنيات، والحاجة الضرورية إلى التعامل الذكي مع الآخرين".

وفي هذا الإطار، أعرب الوزير عن تقديره لتركيز الملتقى على مثل هذه الأمور "باعتبارها عوامل مهمة تسهم في تشكيل رؤيتنا في الحاضر والمستقبل، إلى جانب تعزيز قدراتنا في السيطرة على آثار هذه العوامل، في تحديد مسيرة مجتمعاتنا على النحو الذي نرجوه، ونأمل فيه في المنطقة العربية كلها".

كذلك رحب الوزير، بما يمثله هذا الملتقى "من محاولة إيجابية مهمة للتذكير بأن مكانة هذه المنطقة في العالم، هي رهن بإسهاماتها الواعية والفعالة في جميع التطورات العالمية، بل وأن نكون أيضا أندادا ونظراء للآخرين، في جميع مجالات التقدم الإنساني والحضاري دون تشدد أو تعصب أو عنف بل بانفتاح مسالم على العالم وما فيه".

وبحكم موقعه وزيرا للتسامح، أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على التعاون مع جميع دول العالم من أجل نشر التسامح وبعث الثقة والتفاؤل في العلاقات بين الدول والشعوب وتحقيق السلام والوئام".

وفي ختام كلمته، دعا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، القائمين على ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع والمشاركين فيه إلى دراسة أهمية نشر قيم ومبادئ التسامح في أنحاء العالم، وتحمل المسؤولية في بلورة وتأكيد القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة.