المحتوى الرئيسى

التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050-الفرص والإمكانيات

11/11 17:52

هل تزويد كل سكان المعمورة بالكهرباء من الطاقات المتجددة وخزانات الطاقة على مدار الساعة أمر ممكن؟ ما هي أفضل أنواع التكنولوجيا وأرخصها في مختلف مناطق العالم؟ وما تأثير نظام طاقة متجدد على فرص العمل وحماية البيئة؟

هذه التساؤلات يعكف على الإجابة عليها فريق من علماء دوليين بـ"جامعة لابينرانتا للتكنولوجيا" بفنلندا. هذا الفريق، بقيادة البروفيسور كريستيان برايير، درس بيانات متعددة من جميع مناطق العالم حول استهلاك الطاقة وتطور السكان والطقس. كما عكف الفريق على البحث عن أقل أنواع التكنلوجيا كلفة في العقود الثلاثة المقبلة. ولأول مرة تم عرض دراسة الجامعة الفنلندية بالتعاون مع "مجموعة مراقبة الطاقة" في مؤتمر المناخ المنعقد في مدينة بون الألمانية.

يقول البروفيسور برايير: "الاستغناء عن المواد المسببة لانبعاث الكربون في إنتاج الكهرباء أمر قابل للتنفيذ حتى عام 2050، وهذا الأمر أقل كلفة من النظام الحالي لإنتاج الكهرباء. الاتجاه للطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء لم يعد قضية قابليته للتطبيق من الناحية التكنلوجية أو مردوديته الاقتصادية، بل هو قضية توفر الإرادة السياسية من عدمها".

نظراً للتكاليف المنخفضة بشكل كبير، فإن الألواح الشمسية والتخزين بالبطاريات ستصبح على المدى البعيد أهم مصادر التزود بالطاقة. وينطلق الفريق الفنلندي من أن حجم الألواح الشمسية في إنتاج الكهرباء العالمي سيرتفع من 37 في المائة في عام 2030 إلى 69 في المائة في عام 2050؛ وبالتالي فإنه سيؤمن أكثر من ربع الحاجة العالمية من الكهرباء.

ومن أجل تأمين التزود بالطاقة على مدار الساعة تبرز الحاجة إلى خزانات لذلك الغرض. وبينت مقاربة الفريق الفنلندي أن الاحتياج من الكهرباء في 2050 ستتم تغطيتها بنسبة 31 في المائة من خلال خزانات الطاقة. وتغطي البطاريات ما نسبته 95 في المائة من تلك الطاقة الموفرة. وتُستخدم البطاريات بشكل رئيسي لتحقيق التوازن في التغيرات اليومية في الاستهلاك. كما يُستخدم الغاز المنتتج من طاقات متجددة في تحقيق التوازن عند حدوث التغيرات الموسمية.

مظاهرة في مدينة بون على هامش "مؤتمر المناخ العالمي"

وينطلق أصحاب الدراسة من أن عدد سكان العالم حتى عام 2050 سيرتفع إلى نحو 9.7 مليار نسمة. وبالمقارنة مع اليوم سيستهلك العالم ضعف كمية الكهرباء والطاقة. والاتجاه للطاقات المتجددة وتخزينها سيجلب معه أيضاً فوائد للاقتصاد والمستهلكين: فبالمقارنة مع اليوم ستنخفض تكاليف إنتاج الكهرباء بحوالي 25 في المائة.

خلق المزيد من فرص العمل

التحول العالمي للطاقات المتجددة الصديقة للبيئة سيؤثر أيضاً على سوق العمل. ويشار إلى أنه يشتغل حالياً على مستوى العالم نحو 19 مليون شخص في قطاع الكهرباء، نصفهم في قطاع استخراج وإنتاج الفحم. في خضم عملية التحول للطاقات المتجددة الصديقة للبيئة فقد الكثيرون فرص عملهم. غير أنه وفي المقابل وفر الاتجاه للطاقات البديلة، حسب الحسابات بالمقارنة مع اليوم، ضعف فرص العمل، ولاسيما في مجال الطاقة الشمسية وتقنية البطاريات وطاقة الرياح.

سيناريو واقعي أم مجرد خيال؟

في "مؤتمر المناخ العالمي" في بون يتم مناقشة الإجراءات اللازمة لتقليص الانبعاثات السامة، وذلك لخفض سخونة الأرض درجتين. وتبلغ نسبة تسبب إنتاج الكهرباء في تلوث الجو بالانبعاثات السامة حالياً نحو 20 في المائة، لاسيما من خلال الفحم.

يوشك مؤتمر المناخ "كوب 23" في مدينة بون على الانطلاق. وعلى الرغم من عدم استضافتها للمؤتمر، فقد اختيرت جزرفيجي لرئاسته باعتبارها أكثر دول الجزر المتضررة من تغير المناخ. فما هي تحديات وأهداف مؤتمر المناخ؟ (05.11.2017)

افتتحت رسميا أشغال مؤتمر المناخ العالمي المنعقد في مدينة بون الألمانية بحضور ممثلين عن مئتي دولة وسط غموض في الموقف الأمريكي، وألمانيا تتعهد بتقديم المزيد من المساعدات للدول المتضررة. (06.11.2017)

وفي حال إعادة هيكلة إنتاج الكهرباء، حسب المحاكاة التي قام بها البروفيسور بايير وفريقه، فإن الانبعاثات من محطات توليد الكهرباء قد تنخفض حتى عام 2025 بأكثر من 60 في المائة وحتى أكثر من 80 في المائة بحلول عام 2030. وبهذا يتم تحقيق جزء كبير من تخفيض الانبعاثات السامة. وتقول كلاوديا كيمفيرت من "المعهد الألماني لبحوث الاقتصاد": "أرى أنه يمكن تحقيق هذا النوع من السيناريوهات، لأن تكاليف إنتاج الطاقات المتجددة تصبح أرخص كل يوم". وتنطلق كيمفيرت من فرضية أنه بعد ثلاثة عقود يمكن أن تزودنا الطاقات المتجددة بحاجياتنا من الكهرباء والطاقة وبنسبة 100 في المائة.

رئيس "مجموعة مراقبة الطاقة"، هانس يوزيف، فيل يشاطر كيمفيرت تقييمها السابق، ويتحدث عن ديناميكية متسارعة، تلقى الدفع من عدة جهات، ولاسيما من قطاع الاقتصاد المالي. "المؤسسات المالية الضخمة والبنوك الكبرى تعتبر الاستثمارات في الفحم والطاقة النووية والنفط والغاز الطبيعي مخاطرة، وتقوم بالتخلي والإقلاع عنها".

ومن جانبه اعتبر شيتفان غازينغر من "الرابطة العالمية لطاقة الرياح" الافتراضات السابقة قابلة للتحقيق، إلا أنه يحذر من المبالغة في التفاؤل. كما أضاف أن الأمر يحتاج لدعم من الساسة وصناع القرار ولضغط من الرأي العام على أولئك الساسة للمضي في ذلك الاتجاه.

واعتبر خبراء آخرون أن هذا التحول في إنتاج الطاقة يحتاج إلى تغيير في الفكر السياسي؛ إذ أن مجموعات الضغط الكبرى ماتزال تضغط على الحكومات للاستثمار في اقتصاديات الطاقة الأحفورية. وبذلك فإنها ستؤدي إلى تدمير اقتصادات تلك الدول.

يوما واحدا قبل انعقاد الدورة الـ23 لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، اجتمع عدد كبير من النشطاء المناهضين للفحم لأجل حث الدول على التخلّص التدريجي من الفحم لفائدة استخدامه في محطات توليد الطاقة. النشطاء المتظاهرون ارتدوا بذلات بيضاء واقية، وساروا لمسافة 10 كيلومترات تقريبا، من قرية مجاورة لمنجم هامباغ للفحم شمال الراين وستفاليا في ألمانيا.

يعد هامباغ أكبر مصدّر لثاني أكسيد الكربون في أوروبا، وقد أدى توسيعه جزئيا إلى إزالة غابة يصل عمرها إلى ألف سنة، مخلفا وراءها العديد من القرى الأشباح، هذا إلى حد الآن، إذ ينتظر أن تكون له تداعيات أخرى. لا يثق هؤلاء النشطاء في المحادثات التي تحتضنها بون خلال قمة الـ23، إذ يقولون إنه لا قيمة لها ما دامت مثل هذه المناجم تستمر في العمل.

رغم الحضور الأمني القوي، فإن المتظاهرين احتجوا على استمرار المنجم بشكل سلمي. حمل النشطاء لافتات ملوّنة وصبغوا وجوههم، بينما احتج نشطاء آخرون بالموسيقى. هذا ما وقع خلال النصف الأوّل من يوم الاحتجاج.

بمجرّد ما اقترب النشطاء من المنجم، تحرّكت عناصر الشرطة وبدأت بتطويق المسيرة، منبهة عبر مكبرات الصوت أن على المتظاهرين عدم الدخول إلى المنجم باعتباره ملكية خاصة، زيادة على أن اقتحامه قد يعرّضهم إلى الخطر.

غير أنه مع الاقتراب من المنجم، تحرك المتظاهرون بشكل سريع ومفاجئ، وبدأ نشطاء بينهم بالهرب والصراخ.

يرى النشطاء أن الوقوف في وجه مثل هذه المناجم والاحتجاج هو أفضل طريقة للاحتجاج والمطالبة بإنهاء استخدام الفحم بشكل يضر البيئة. أصحاب المنجم قاموا لوقت قصير بإيقاف العمل، وهو ما اعتبره المتظاهرون نصرا كبيرا لهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل