احتفالات قبطية بنكهة صوفية.. "دير مارجرجس" بالرزيقات هنا مصر المحبة

يشد آلاف المسيحيين، يوم الحادي عشر من فبراير من كل عام، رحالهم إلى دير مارجرجس، الواقع بجبل الرزيقات بمدينة أرمنت، على بُعد حوالي 20 كيلو مترًا عن مدينة الأقصر غربًا للاحتفال بذكرى مولده في طقوس تشبه كثيرًا طقوس موالد المسلمين الصوفية، من إقامة الولائم والخيام وبيع الحلوى ولعب الأطفال وترديد الأناشيد والترانيم وتسيير المواكب الدينية.

ويشارك مئات المسلمين سنويًا المسيحيين هذه الاحتفالات، في مشهد يعكس الوحدة، مجردة من أي شوائب تعكر صفو المحبة التي عرفها المصريون، مسلمين ومسيحيين عبر الأزمان والقرون المتلاحقة.

يخترق دير مارجرجس جبل الرزيقات، حيث تلمح من على بُعد كيلو متر أسوار الدير المرتفعة، تتخللها بوابة حديدية ضخمة تنتهي بشارع يقسم الدير إلى نصفين، في نهايته توجد الكنيسة القديمة ويتجمع في محيطها مئات المواطنين المسيحيين من مريدي الشهيد مارجرجس، طالبين المحبة والغفران، تاركين وراء ظهورهم متاع الدنيا وزخرفها.

ويضم الدير كنيسة قديمة يرجع تاريخ إنشائها للقرن التاسع عشر، وتضم ستة هياكل، هي: الهيكل الرئيسي باسم القديس مارجرجس شفيه الدير، والهياكل الخمسة باسم الأنبا متاؤس الفاخوري والأنبا أنطونيوس والسيدة العذراء والملاك والشهداء، كما يضم سقف الكنيسة 24 قبة من الطوب اللبن، ولها ست بواكٍ وثلاثة أبواب.

كما يضم الدير مكتبة توفر الكتب الروحية وشرائط الكاسيت والفيديو والهدايا التذكارية، فضلاً عن المجمع الذي يوفر الوجبات الغذائية لجميع زوار الدير على مدار العام، كما أنه يقوم بتوفير الغذاء لأكثر من سبعة آلاف خادم يوميًا، أثناء الاحتفال بالمولد، ويضم الدير كذلك عمارتين تم إنشاؤهما في عام 1981 لاستقبال الضيوف زوار الدير، كما تم تزويده بصهريج مياه ومحولات كهرباء، فضلاً عن وجود بئر للمياه داخل سور الدير لتوفير مياه الشرب.

ويعود تاريخ بناء الدير إلى الفترة ما بين عامي 1850 و1870 ميلادية، وفي بعض الروايات الأخرى إلى ما قبل عام 1896 في عهد الأنبا مرقص، أسقف كرسي إسنا في ذلك الوقت، وورد ذكره في كتابي "تحفة السائلين" و"دليل المتحف القبطي".