حكاية اختراع| ابتكره صحفي وصنع بإنجلترا.. قلم الحبر معجزة القرن الـ18

يقول المثل الشهير "الحاجة أم الاختراع"، ومن هنا فالصحفيون يكتبون كثيرا وعليهم أن يبحثوا عن وسيلة أسهل لكي يقوموا بهذا العمل، لكن ليس كل إنسان يذهب لاكتشاف ما وراء الأشياء لكي يكون مبتكرًا.

خير مثال على تحويل الحاجة إلى اختراع هى قصة قلم الحبر الجاف، الذي كان بمثابة المعجزة وقتها، حيث باتت الكتابة أكثر سهولة ومتعة، قبل أن يأتي الكمبيوتر بالطبع.

بدأت القصة في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، باختراع الأقلام ذات الرأس الكروي على يد مخترع أمريكي يدعى جون لاود، وابتكر هذا القلم ليكتب به على الجلود التي يمتلكها بعد دباغتها، وتثبت تلك الكرة فولاذية في تجويف في رأس القلم بحيث تدور وينزل الحبر منها، ولكن الاختراع لم يلقى نجاحًا مع الورق فقد كانت الكرة غير زلقة وكانت الكتابة بها تسبب فوضى وتدفق الحبر بطريقة غير منتظمة، وهو ما فتح الأفق نحو التفكير في تطوير الأمر.

قصة اختراع القلم الجاف بشكله الحديث تعود إلى الصحفي لاديسلاو جوزيف بيرو، وهو من أصل هنغاري مجري ولد في بودابست العاصمة، ولاحظ أن الحبر الذي يستعمل في طباعة الصحف يجف بسرعة على الورق، راقب ذلك وهو يشاهد ماكينات الطباعة تدفع بنسخ الصحيفة لتخرج من المطبعة وبعد دقائق تكون جافة.

وفكر بيرو في أن يستخدم حبر الطباعة نفسه، في قلم الحبر التقليدي يعبأ ولا يزال مستخدما، لكن التجربة لم تنجح لأن حبر الطباعة لم يكن يصب في المنقار أو رأس القلم وهو في حالة اللزوجة، وقد عانى الأمريكي من استخدام نظام التعبئة التقليدية أو قلم الريشة حيث أصابه ذلك بالجنون، فكان عليه في كل مرة أن يغمس الريشة ثم يخرجها، وهو السبب الذي دفعه للتفكير في اختراعه.

استعان "بيرو" بشقيقه وعملا معًا على تطوير منقار جديد يشمل كرة حرة الحركة تغلق وتفتح لتسمح بتمرير الحبر من حولها إلى المنفذ، بحيث كلما تحرك القلم دارت الكرة فسمحت بتمرير الحبر من الخرطوشة من حولها إلى أسفل بانسياب متوازن.

وهاجر الأخوان إلى الأرجنتين سنة 1943 وهناك ظهر في عام 1943 قلم الحبر الجاف بشكله المعتاد والمعروف باسم بيروم، لتنتشر بعدها هذه الأقلام في العالم من بريطانيا إلى بقية الدول، وبعدها بحثا الأخوان عن الدعم بعد أن تطور الاختراع ليتم إنشاء أول مصنع لأقلام الحبر الجافة في العالم، وتمت الدعاية للقلم الجديد في البداية على أنه القلم الذي يكتب حتى تحت الماء.