"الوطن" في منزل "أسرة الحوراني".. وقريبة للضحايا: غاز السخان السبب

سيطرت حالة من الحزن والأسى على الضحايا الخمسة بحادث قرية الحوراني، (منعم عبده نصر- 45 عاما- نجار)، و(صابرين سامي خلف- 35 عاما- زوجته)، ونجله (كريم منعم- 11 عاما) بالمرحلة الإعدادية، و(سارة منعم- 9 أعوام)، و(فاطمة منعم- ٥ أعوام) بالمرحلة الابتدائية، الذين لقوا مصرعهم في ظروف غامضة بمنزلهم الكائن بالقرية دائرة مركز فارسكور بمحافظة دمياط.

توجهت " الوطن"، إلى موقع الحادث للتحقيق في الواقعة ومعرفة ملابساتها، حيث قال عبده نصر، والد رب الأسرة: "مساء الثلاثاء خرج كريم حفيدي، ونجل ابني الأكبر لشراء العشاء، وصلى العشاء مع نجل عمته بمسجد الكريم، ثم تناول نجلي وأولاده العشاء، ونزلت سارة حفيدتي الصغرى لتجلس مع جدتها ثم تناولت العشاء، وصباح الأربعاء لم يتوجه نجلي للعمل أو الأطفال لمدارسهم، فظننت ارتفاع السكر عنده ونام ولم يتوجه للعمل.

وأضاف الجد: "وعدى يوم الأربعاء، وصباح الخميس طرقنا الباب، فلم يرد أحد ولم يتوجه أحفادي أو لجدتهم من أمهم، وظننا سفره للمنصورة لمتابعة طبيبه، كما توجهت شقيقته لشقيقها فلم يفتح الباب كما توجهت لحماة شقيقها فلم يكن أحد بالمنزل، كما جاءت حماة نجلي لنجلتها وطرقت الباب ولم يفتح أحد، وجاءت لنا وأبلغناها، وصليت المغرب والعشاء بالمسجد، وعدت للمنزل، وسألت زوجتي هل ظهر نجلك فقالت: لا، وحاولت الجلوس بالمنزل فانتابتني قشعريرة وشعرت بقبضة قلبي ونزلت الشوارع أبحث عن نجلي حتى اكتشفنا الكارثة مساءً بمصرع نجلي وزوجته وأطفاله الثلاث".

وأكدت صفاء محمد عبدالقوي، قريبة الضحايا، أن آخر مرة شاهدت الزوجة الضحية صباح يوم الثلاثاء كان خلال توجهها بنجلها للمعهد الأزهري، مضيفة: "الأسرة عايشة وسطنا منذ زمن، عائلة محترمة والجميع يشهد لهم بذلك، سواء الزوجة أو زوجها أو أولادها والجميع بالأخلاق ويحبهم وفجأة مساء أمس الخميس طالبوا زوج بنت شقيقتي بالتوجه لفتح باب الشقة، بعدما عجز الجميع عن فتحها وخشينا عليهم نظرا لعدم ظهور أي من أفراد الأسرة منذ مساء الثلاثاء، واضطر زوج بنت شقيقتي الذي يعد نسيب الأسرة المتوفاة شقيق الزوجة لفسخ باب الشقة فوجد الأبناء الكبار مرميين على الأرض والأب نائم على وجهه على الكنبة والزوجة ونجلتها الصغيرة نائمين على السرير، وقيل لنا أن سبب الحادث تسرب غاز السخان بحسب ما قال لنا قوات الشرطة، ولكن يكن هناك آثار للدماء كما تردد، كما يستبعد وجود شبهة جنائية".

وتلتقط الحاجة حنان، جارة الضحايا، طرف الحديث قائلة: "علمنا بعدم ظهور أي أحد من الأسرة منذ مساء الثلاثاء حتى جاء شقيق الزوجة وفسخ الباب بعدما لم تظهر هي وأسرتها، فوجدنا جثامين الجميع حيث توفوا نتيجة تسرب غاز بحسب ما قيل، حيث كانت رائحة الغاز منبعثة بأركان الشقة وكل من أفراد الأسرة عثر على الجثمان بمكان مختلف، فيما تبين عدم تسمم الطعام ووفاة الأسرة نتيجة الغاز، وبات الجميع يتسارع لحملهم لمحاولة إسعافهم ونقلوا لمستشفى فارسكور وتبين وفاتهم جميعا".

وأشارت إحدى الجارات للأسرة: "الزوج كان يعمل إمام مسجد القرية ونجار في ذات الوقت، ويشهد لهم الجميع بحسن الخلق، وكان يقيم الزوج وزوجته وأطفاله بمنزل العائلة، وآخر مرة شاهدت الأسرة صباح الثلاثاء".

وصرحت نيابة فارسكور الجزئية، بدفن جثامين "أسرة الحوارني"، التي لقت مصرعها في ظروف غامضة، وذلك بعد تشريح جثامين الضحايا من قبل الطب الشرعي، وطلب تحريات المباحث الجنائية حول ظروف وملابسات الحادث.

وشيع الأهالي، اليوم الجمعة، جثامين الضحايا من مسقط رأسهم بقرية الحوارني.

وكان 5  أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم بقرية الحوارني بفارسكور، وتم نقلهم لمستشفى فارسكور المركزي، وانتقلت قوات مباحث مركز فارسكور برئاسة الرائد محمد المليجي، للتحقيق في ظروف وملابسات الحادث.

فيما أكد مصدر قضائي لـ"الوطن"، أنه لا توجد شبهة جنائية حتى الآن في الحادث.