المحتوى الرئيسى

قصة حرب « المورة» بقيادة إبراهيم باشا: تسببت في رعب الدولة العثمانية

11/10 21:09

مع تأسيس الجيش المصري في عهد محمد علي باشا ارتفع عدد الفتوحات في إفريقيا وآسيا ووصلت إلى أوروبا ورغم أن بعض هذه الحروب كانت بطلب من الدولة العثمانية إلا أن ذلك تسبب في غضب كبير لديها وكانت سببًا فيما بعد في خلاف بين محمد على والباب العالي.

يظهر من خلال هذه الحروب اسم أحد أبرز قادة الجيش المصري وهو إبراهيم باشا إبراهيم باشا، ابن محمد على باشا، مؤسس مصر الحديثة، والذي يمر اليوم ذكرى وفاته ، وهو أحد من عشقوا مصر وأوفوا لها وليسوا من أبنائها، وهو مولود في ١٧٨٩، وكان عضد أبيه القوى وساعده الأشد في جميع مشروعاته، ومعاركه، وكان باسلًا مقدامًا، وقائدًا محنكًا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب، وهو الابن الأكبر لمحمد على باشا، وقد أحبه المصريون لما رأوه في فترة حكمه القصيرة، التي امتدت لتسعة أشهر فقط، من إرساء للعدل وإنصاف للمظلوم وعطف على الفلاحين والفقراء، ولما حققه لمصر من أمجاد عظيمة أذهلت أوروبا وأرعبت الباب العالى.

من بين الحروب التي قادها إبراهيم باشا وتسببت في غضب الدولة العثمانية كانت عندما بدأت ثورة اليونانيين للخروج على الحكم العثماني، وأعلنت منطقة المورة باليونان استقلالها عن الحكم العثماني.

أرسل السلطان العثماني إلى محمد علي باشا يطلب الاستعانة بإبراهيم باشا، الذي أثبت قدرته في حربه على الوهابيين، وبالفعل في العاشر من يوليو عام 1824، خرج إبراهيم باشا، بقوة عسكرية تكونت من 73 سفينة حربية و70 مركبا شراعيا أجنبيا، نقلوا 18 ألف محارب، ونزل قواته في مورون في 16 فبراير 1825، لتسقط كل مدن المورة في يده باستثناء نوبليا.

في الوقت ذاته كانت قوات الجيش العثماني، بقيادة رشيد باشًا تحاصر مدينة ميسولنجي، وعندما فشل رشيد في اقتحامها، طلب السلطان العثماني من إبراهيم باشا، أن يتدخل بقواته، فذهب إلى ميسولنجي برفقة 10.000 عسكري، من المشاة و500 فارس وحاصروا المدينة حصارا كاملا، حتى نجح في دخولها، وعاد إلى المورة مرة أخرى.

بعد عودته حاول إبراهيم باشا، غزو مدينة ماني، من جهة الشمال الشرقي قرب ألميرو بتاريخ في يونيو 1826، ولكنه أجبر على التوقف أمام التحصينات المنيعة التي كانت تنتظره في فيرجاس.

وحاول إبراهيم باشا، اجتياح ماني مجددًا، ولكن المانويين تمكنوا من هزيمته، ولاحقوا جيشه حتى كالاماتا قبل أن يعودوا إلى فيرجاس، وكانت تلك المعركة مكلفة جدًا لإبراهيم باشا ليس فقط من حيث تكبده خسائر بشرية وصلت لألفين وخمسمائة رجل، ولكن لإحباطها خطته بغزو ماني من الشمال، وكل هذه الخسائر لم تمنع إبراهيم باشا من مواصلة محاولاته المستميتة لدخول ماني.

حملة إبراهيم باشا، وخروج الجيش المصري للمرة الثانية عبر حدوده أسفرا عن إعادة شبه جزيرة بيلوبونيس، وميسولونجي، وأثينا وأكروبوليس، إلى الدولة العثمانية، وهكذا عادت معظم أجزاء اليونان لسلطة العثمانيين بفضل الجيش المصري، وجاء ذلك في الوثائق التي حصل عليها الملك فؤاد، وأرسلها إلى المستشار النمساوي ميترنيخ، لتخرج هذه الوثاق بعد ذلك فيما عرف باسم "حرب المورة في الوثائق النمساوية"، وتمت ترجمتها بالعديد من اللغات ومنها العربية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل