المحتوى الرئيسى

«مصطفى إسماعيل».. الذي يروض «السلك» لصناعة التماثيل

11/10 16:08

** من النسخة الورقية لجريدة "اليوم الجديد"

«السلك» قد يكون في اعتقاد الكثيرين شيئًا مُنَفِرًا؛ فمن يقترب من لمسه إما أن يُجرح أو يتألم، ولكن كان في نظر «مصطفى إسماعيل»، الشاب الثلاثيني، شيئًا فنيًا غير تقليديًا يمكن أن يخرج منه نبتة من الإبداع والجمال؛ حيث تميز «مصطفى» بموهبة جعلته يجمع بين إتقان العديد من أنواع الفنون، ولكنه اختار لنفسه نوعًا آخر من الفن استطاع أن يضع فيه بصمة مميزة؛ لتجعله فنانًا فريدًا من نوعه: «باحب أشتغل كل أنواع الفنون، بس السلك باعتبره هو اللي بيميزني؛ علشان شغله صعب شوية وكمان مش كتير اللي بيشتغلوا فيه».

«مفيش حاجة بلا قيمة.. كل حاجة ليها قيمة بس المهم إزاي نستغلها»؛ قالها «مصطفى» وهو يشعر بالسعادة الممزوجة بنفحة من الفخر وهو ينظر لتماثيله مُتقنة الصنع التي كانت في الأصل مجرد بكرة من «السلك»: «باشتغل بسلك اسمه (سلك رباط)، وده اللي بيستعملوه عمال المباني في ربط الحديد المسلح. انا باحب شغل الأشكال اللي من النوع ده لأنه بيكون كتلة مليانة بالسلك؛ وده بيخلي الناس تقدر تشوفها وتميزها من بعيد». ويتذكر منذ أن كان طفلًا صغيرًا عندما كانت نظرته للأشياء مختلفة عن غيره ممن كانوا في نفس عمره: «وانا في ابتدائي؛ كنت بأجمع أي علب كرتون وأعمل منها مجسمات كتير وعرايس، وكنت بادخل مسابقات في المدرسة مع مراحل عمرية أكبر مني سواء إعدادي أو ثانوي، بالإضافة لحبي للرسم، ودايما كنت باحب أحول الخامات البيئية اللي الناس بترميها لأعمال فنية».

مشهد في فيلم، كان بداية إطلاق صاروخ الحماس من داخل «مصطفى»؛ حيث كان كفيلًا لجعله يتخذ قراره بالمضي في طريق حبه لصناعة تماثيله باستخدام «السلك»: «بدأت في السلك من حوالي سنة، لما شوفت أحمد حلمي في فيلم (آسف على الإزعاج)  في مشهد عمل فيه موتوسيكل صغير. كان نفسي أعمل واحد زيه؛ فدورت على النت علشان أعرف الطريقة إزاي بس ملقتش حاجة؛ فجبت صورة لموتوسيكل حقيقي وفضلت أحاول أشكله بالسلك لحد ما خلصته. الناس شافته وعجبهم. وفكرت بعدها أعمل حاجة تاني أكون باحبها، فعملت حصان وبعدين عقرب، وفي رمضان اللي فات عملت فانوس كامل من السلك».

«انا تلقائي وباحب أهتم بالتفاصيل»، أضافها «مصطفى» في حديثه، فالتفاصيل والتلقائية هما كلمتا المرور لعالم إتقان استخدام السلك في صناعة أشكاله الفنية: «المفروض مع أي حد الصح انه يرسم الشكل اللي هو عايز ينفذه الأول على ورقة بالقلم، وبعد كده تتنفذ بالسلك أو بالمادة اللي هو بيشتغل بيها، بس انا باشتغل بتلقائية؛ بارسم الشكل في دماغي وأنفذه. كمان انا مش باشتغل طول اليوم، كل يوم باقعد من ساعتين لـ4 ساعات، يعني الموتوسيكل أخد مني يومين علشان أعمله، والحصان 5 أيام، والعقرب عملته في ساعة واحدة بس، والوقت بيتوقف دايما على حسب الشغل والتفاصيل اللي في المجسم».

رسالة شعر «مصطفى» أن عليه أن يؤديها، فهو يريد نقل ذلك الحماس والحس الفني بالقيمة الموجودة في الأشياء من حولنا لغيره وخاصة الأطفال، فهو يؤمن بمبدأ «العلم في الصغر كالنقش على الحجر»: «انا باشتغل في إدارة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة في مشروع اسمه (أتوبيس الفن الجميل)، بنعمل ورش مختلفة مع الأطفال زي الرسم والمجسمات والنحت وشغل العرايس. باحاول أخليهم يحسوا بقيمة الأشياء ويحولوا أي حاجة ملهاش قيمة لعمل فني ليه قيمة».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل