أمريكا وروسيا..'شيزوفرينا' التصريحات تسيطر على لقاء بوتين وترامب.. واشنطن تؤكد: لا يوجد اجتماع ثنائي لتضارب جدول الأعمال.. وموسكو ترد: اسألوا الأمريكان.. وكلمة السر 'التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة'

تناقض تصريحات البيت الأبيض والكرملين حول لقاء بوتين وترامب على هامش "أبيك" واشنطن: لا يوجد لقاء لتضارب جدول الأعمال بينهما وزير الخارجية الروسي: ترامب يرغب في لقاء بوتين واسألوا الأمريكان عن ذلك

في تخبط وارتباك واضح للعلاقات الأمريكية الروسية، تناقضت تصريحات البيت الأبيض والكرملين، اليوم الخميس، حول الاجتماع الثنائي الذي كان سيعقده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش قمة منتدى منتدى التعاون لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).

ووصل ترامب، اليوم إلى مدينة دانانج في فيتنام حيث من المقرر أن يلقي كلمة مرتقبة حول رؤيته للتجارة العالمية أمام قمة المنتدى، وهي المحطة ما قبل الأخيرة من الجولة الآسيوية التي ينهيها الرئيس الأمريكي في الفلبين.

بدأ الأمر بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون، أمس الخميس، والتي أكد فيها أن لقاء بوتين وترامب ما زال قيد النظر، قائلًا في تصريحات نقلتها شبكة "آيه.بي.سي" الأمريكية: "الجانبان لم يتفقا مطلقا على عقد اجتماع رسمى خلال قمة أبيك التى ستعقد فى فيتنام"، مشيرًا إلى أن العامل الحاسم لعقد هذا الاجتماع يتمثل فى وجود "مادة كافية ومفيدة" للتباحث بشأنها.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، اليوم الجمعة: "لم يتم تأكيد عقد أي اجتماع كما أنه لن يعقد بسبب التضارب في جداول أعمال الجانبين"، وذلك قبل دقائق على هبوط الطائرة الرئاسية الأمريكية في دانانج بفيتنام"، لكنها مع ذلك لم تؤكد بشكل قاطع أن اللقاء لن يتم، حيث أشارت بعد ذلك إلى أن هناك إمكانية إلى عقد لقاء "أقل رسمية" بين ترامب وبوتين على هامش أعمال المنتدى أو خلال زيارتهما الفلبين.

وعلى الجانب الروسي، فقد أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس الخميس، أن موعد ومكان هذا الاجتماع لا يزال محل نقاش، قائلًا: "فيما يتعلق بمحتوى الاجتماع، لا يوجد جدول أعمال متفق عليه، لكن بوتين وترامب سيلتقيان بطريقة أو بأخرى نظرا لمشاركتهما في قمة "أبيك".

وخرج وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، بتصريحات مثيرة للجدل في هذا الصدد؛ إذ قال: "الرئيس الأمريكي أبدى رغبة في لقاء نظيره الروسي، لا أعرف ما يقوله المسئولون لديه، اسألوهم".

ومن المعروف أن أي أنباء عن لقاء بوتين وترامب تثير جدلًا واسعًا على الساحتين المحلية والدولية، فقد جاء لقاؤهما الأول على هامش قمة مجموعة الـ20 يوليو الماضي، ملغمًا بتسائلات وشكوك شتى حول مدى علاقة الرئيس الأمريكي بروسيا، خاصة في الوقت الذي يجري فيه الكونجرس الأمريكي ومكتب التحقيقات الفيدرالية "إف.بي.آي" تحقيقات موسعة بقيادة المدعى الخاص، روبرت مولر، حول ما يعرف إعلاميًا بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، وجهت اتهامات لأشخاص بارزين داخل الإدارة الأمريكية ومقربين للغاية من ترامب، على رأسهم مدير حملته الانتخابية السابقة، بول مانافورت، ومساعده جورج بابادوبولوس، وآخرهم كان العقل المدبر وراء عزل مدير مكتب "إف.بي.آي" السابق، جيمس كومي، ألا وهو ستيفن ميلر.