المحتوى الرئيسى

الموت جزاء الزوجة وعشيقها

11/09 21:55

يقف الشيطان خلف النزوات والشهوات ليدفع بالإنسان فى ارتكاب المعاصى والجرائم التى تقشعر لها الأبدان.

ففى قرية تونا الجبل إحدى قرى مركز ملوى جنوب المنيا، تزوجت سعاد بأحد أقاربها والذى انشغل بأعمال الزراعة ليل نهار، وسعاد تحدث نفسها هى دى عيشة ترضى ربنا، يعنى إيه راجل يترك مراته طول النهار، ويعود من الزراعة منهكاً لينام ويستريح من تعب النهار، ونادراً أن يلتقيا معاً، ومع حالة الانفتاح والتقدم ومواقع التواصل الاجتماعى، تعرفت على (كمال) عامل بناء، ومع إرسال باقات الورد صباحاً ومساءً ومع كلمات الحب والعشق المعسولة، مالت (سعاد) إليه وبادلته الحب العشق والغرام، ساعات طويلة فى النهار والليل.

تتواصل مع حبيبها على مدار اليوم داعب الشيطان أذنيها لمَ لا يكون هناك لقاء يجمعها مع حبيبها، تحدث نفسها أمام المرآة ارجعى يا سعاد الشرف غالى وهنتقابل إزاى، الشيطان يوسوس فى أذنيها، والعقل يرفض فى البداية ولكن غلبت النزوات والشهوات والتى فرشها الشيطان مثل الورد، يا بنت عيشى وهيه دى عيشة، دى دنيا واحدة هتعيشيها ولا من شاف ولا من درى، اتفق العاشقان معاً على الهروب للقاهرة، خرجت من منزلها تاركة زوجها وأولادها راكضة خلف شهواتها مع حبيب القلب، تقابلا معاً وسقطا فى بئر الرذيلة والخيانة، الأسرة تبحث عنها فى كل مكان وعثروا عليها، ليتم جلبها من القاهرة ويلوذ الحبيب بالفرار، خوفاً من بطش إخوتها.

وبرغم فرار الحبيب، إلا أنه ظل لعدة أيام يتواصل معها بعد عودتها ليطالبها بالعودة مرة أخرى لحضن الرذيلة والعشق الحرام، وحينما رفضت قام بتهديدها وفضح أمرها على (الفيس)، وفعلاً قام بعمل بوستات تشير على وجود علاقة بينه وبينها، وأصبحت سيرتها بين أهل القرية فى الحقول والمقاهى عن العشق الحرام بين «سعاد» و«كمال»، ويصل الأمر إلى عائلتها التى يعمل معظمهم فى الجزارة، مفيش هزار فى (العرض) والشرف غالى، وكعادة الصعيد من تحيد من بناتهم عن العفة والطهارة وتسير فى الـ(حرام) إما الذبح أو الإلقاء فى النيل أو الحرق، لازم غسل العار.

أدركت سعاد أن ساعة الموت قد حانت، وأن ورقتها قد ذبلت وسقطت من الشجرة، وأن (عزرائيل) يقف أمامها لاقتطاف روحها، شريط حياتها يمر سريعاً أمام عينيها، وهى تسمع الجيران فى حياة عادية وسعادة لا توصف هنا أدركت أن القناعة

أصابع سعاد تمتد لعود الكبريت وتحضر الكيروسين وهى ترتعش، عيونها تزرف أنهاراً من دموع الندم والحسرة، الروح غالية تترد فى البداية ثم تغمض عينيها وتسكب (جركن) الكيروسين فوق ملابسها ورأسها حتى تغرق وتشعل عود الكبريت، لحظات، وكانت النار تلتهم جسدها المنهك من الحسرة والندم، مودعة الحياة وغضب الله والأهل يلاحقها، لتصل إلى مستشفى ملوى جثة هامدة، ويتم دفنها فى مقابر العائلة.

وبعد دفن سعاد طبعاً الأمر لم ينته لأشقائها، هناك من غرر بابنتهم وألبسهم لباس العار، هناك الحبيب الهارب والذى وضع رؤوس العائلة فى الوحل، لابد من قتله، كل العائلة تنتظر عودة الحبيب من القاهرة وقتله، وفى إحدى الليالى المشؤومة يصل خبر عودة العاشق للقرية، ليسرع شقيقها بسحب بندقيته، ويذهب لمنزل (كمال) ويطرق الباب، يرد كمال مين على الباب، ويجيب مصطفى افتح وإنت تعرف مين، ينقبض قلب كمال لكنه يفتح، فهو القدر المحتوم ولا فكاك منه، وبمجرد فتح الباب كانت طلقات البندقية، قد انطلقت من زناد الغضب وغسل العار لتسكن الجسد المخطئ، بركة من الدماء يسبح فيها جسده الزوجة والأولاد يصرخون على روح والدهم والذى قنصته رصاصات القصاص من قناص الشرف.

وفور وصل خبر الجريمة البشعة للواء ممدوح عبد المنصف، مدير أمن المنيا، ينتقل على رأس قوة أمنية ليقوم القاتل بتسليم نفسه والبندقية معترفاً بجريمته، نعم أنا قتلته لأغسل عارى دنس شرف العائلة، قتلته بسلاحى جعل سيرتنا على كل لسان، ليصبح خلف قضبان السجن منتظراً حكم العدالة ولسان حاله يقول الله يسامحك يا أختى.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل