المحتوى الرئيسى

سفير العراق بالقاهرة: مُقبلون على شراكة مع مصر.. نحن فى خندق واحد ضد الإرهاب (حوار) | المصري اليوم

11/09 20:06

حبيب الصدر سفير العراق بالقاهرة لـ«المصرى اليوم»: مقبلون على شراكة استراتيجية مع مصر ونحن فى خندق واحد ضد الإرهاب

«مشروع العبادى» لمستقبل المنطقة يقوم على أساس التنمية والاهتمام بالشباب وتم طرحه على الرئيس السيسى أنجزنا مذكرات تفاهم تنتظر اللجنة المشتركة.. والرئيس المصرى شدد على الإسراع بعقدها نهدف لزيادة التبادل التجارى لـ5 مليارات دولار.. ويمكن مضاعفة الرقم بتبسيط إجراءات دخول العراقيين الاتفاق النفطى تم تنفيذه بالكامل وبغداد ضخت 12 مليون برميل للقاهرة دون عوائق

قال الدكتور حبيب الصدر، سفير العراق لدى مصر، إن بلاده تطرح مبادرة شاملة بأبعاد تنموية واقتصادية، من شأنها إعادة صياغة العلاقات السياسية بين الدول وشعوب المنطقة على أسس سليمة ودائمة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء، حيدر العبادى، أطلع الرئيس عبدالفتاح السيسى على مكونات المشروع، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة.

وأوضح «الصدر»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن الرؤية الحاكمة للمشروع تتركز على أن الصراعات الدائرة فى المنطقة لم ولن تجلب للشعوب سوى الدمار والتخلف، وأنها تسببت فى نزيف هائل للطاقات البشرية والطبيعية وضياع لفرص التنمية والتقدم، مشيرا إلى أن إطفاء هذه النزاعات المدمرة وحقن الدماء هما القاعدة الصحيحة والبديل الوحيد للانطلاق إلى عهد جديد من التعاون والبناء.. وإلى نص الحوار:

* ما أبرز نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، إلى القاهرة مؤخراً ولقائه بالرئيس السيسى؟

- رغم قصر الزيارة، فإن نتائجها كانت بَنّاءة ومثمرة، حيث تناول «العبادى» فى لقائه مع الرئيس السيسى كل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ويمكن القول إن مصر والعراق يقفان فى خندق واحد فى مواجهة الإرهاب، ويكافحان- نيابة عن أمتهما- فى دحر الإرهابيين، بحيث لو حدث انكفاء من القاهرة أو بغداد أمام الجماعات الإرهابية المتوحشة لرأينا راياتهم ترفرف فى عواصم عربية، كما اتفق الزعيمان على ضرورة تعزيز التعاون العسكرى والأمنى والاستخباراتى، لوضع حد للصراعات التى تشهدها المنطقة.

* ما رؤية «العبادى» التى طرحها على الرئيس السيسى فى هذا الشأن؟

- رئيس الوزراء العراقى جاء إلى مصر حاملاً مشروعاً ذا أبعاد تنموية واقتصادية، يقوم على أن الخلافات بالمنطقة سببت كوارث وخسائر واستنزافا بشريا وماديا، واستدعت التدخلات الأجنبية، والمشروع قائم على أساس التفاهم بين الأطراف الفاعلة فى المنطقة، ليس فقط العربية، حيث يجب تفاهم الجميع من أجل مستقبل المنطقة وتنحية التنافسات والخلافات للأخذ بيد المنطقة نحو التقدم والازدهار.

* وما مكونات هذا المشروع؟

- الدول أدركت أن السنوات الماضية التى كانت زاخرة بالصراعات والحروب لم تفلح سواء فى سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن، حيث كانت نتيجتها الخسارة للجميع، وإذا كانت هذه الخلافات عقيمة، فلماذا الاستمرار فيها؟!، حيث يجب الجلوس للحوار والتفاهم على مستقبل المنطقة، التى ينعكس الاستقرار فيها على المجتمع الدولى برمته.

ووجهة نظر العراق أنه مثلما لا يتجزأ الأمن، فالتنمية كذلك، ولا يمكن وجود بلد غنى وعلى حدوده بلد يعانى الفقر والمرض، لذا يجب التعاون والتكامل، ومعنى ذلك القدرة على إقامة مشروع للبتروكيماويات فى مصر، بمساعدة من البترول العراقى، بحيث تكون مركزاً لتصدير المنتجات إلى أفريقيا والعالم، لذا تدرس بغداد مد أنبوب استراتيجى للنفط، وآخر للغاز، مروراً بالأردن، إلى مصر، وهناك مجمع بتروكيماويات بالسويس باستثمارات مليارى جنيه، وهذا يعنى تكامل اقتصاديات البلدين.

* وماذا عن باقى عناصر المشروع؟

- الاهتمام بالشباب، لأن مشكلة الإرهاب أنه يجند الشباب وصغار السن، وهذه الشريحة ذخيرة المستقبل، خصوصاً أن عدد الشباب بالمنطقة مرتفع بالمقارنة مع أوروبا، فالمشروع يركز على الشباب وتوفير فرص عمل لهم، كما يركز على العلاقات بين الشعوب.

* وكيف يرى المشروع المقترح سبل تنمية العلاقات بين الشعوب؟

- من خلال وسائل التواصل والإعلام والبرامج ومنظمات المجتمع المدنى والجامعات والمنح الدراسية، وهناك أساليب كثيرة لإدماج الشعوب، فتلك البرامج التمازجية تزيد الأواصر، وتستطيع ردم الهوة، التى ينفذ منها ذوو الغرض السيئ.

* ألا يتعارض المشروع أو يتقاطع مع أدوار منظمات العمل العربى القائمة؟

- ليس هناك تعارض على الإطلاق، فالمشروع تنويرى يُراد منه خير المنطقة، والعراق لا يريد تأسيس محاور، هو مجرد صحوة لتدارك ما آلت إليه أوضاع المنطقة ولأجل خير شعوبها، والرئيس السيسى أبدى تفهمه الكامل، وتمنى أن يحظى بموافقة البلدين.

* حدثنا عن العلاقات الثنائية بين مصر والعراق.. ولماذا تأجل عقد اللجنة المشتركة؟

- نحن مقبلون على شراكة استراتيجية على جميع الأصعدة مع مصر، وتضمنت مباحثات «العبادى» مع الرئيس السيسى سبل تفعيل اللجنة المشتركة، وضرورة الإسراع بعقدها، حيث كان الموعد المقرر أكتوبر الماضى، وتم التأجيل لظروف البلدين، والرئيس شدد على الإسراع بعقدها، وانتهينا من كثير من مذكرات التفاهم والعديد من المشروعات بين الجانبين، وفى هذه اللجنة ستُوقَّع المذكرات، وستكون منطلقاً حقيقياً للشراكة الاستراتيجية.

* ماذا عن الاتفاق النفطى وتصدير البترول الخام العراقى إلى مصر وتفاصيله؟

- الاتفاق النفطى الذى تم توقيعه بين البلدين تم تنفيذه بالكامل، وتم ضخ نحو 12 مليون برميل وصلت إلى مصر بشكل انسيابى دون عوائق، وطلب رئيس الحكومة العراقية من الرئيس السيسى خلال لقائهما مشاركة شركات بترول مصرية مثل «بتروجت» فى إصلاح خطوط النفط التى تضررت من العمليات الإرهابية بالعراق، كما دعا الشركات المصرية إلى أن تكون جاهزة فى إعادة الإعمار بالمناطق المُحرَّرة من «داعش».

* ماذا عن مستقبل العلاقات الاقتصادية؟

- مستقبل واعد وينبئ بالخير للبلدين، وبغداد تريد رفع مستوى التبادلات التجارية، والأرقام تقول إن التبادل مليار دولار، ونطمح فى زيادتها إلى 5 مليارات دولار، بخلاف الاتفاق النفطى، وبعد معالجة بعض التعقيدات الحالية فى دخول الطلاب والسائحين العراقيين إلى مصر، ربما يقفز الرقم إلى الضعف، والسلطات المصرية مقتنعة بضرورة تبسيط الإجراءات لرفع مستوى الاستثمارات والتبادل التجارى.

* ماذا عن التعاون المصرفى، وما مستقبل مصرف الرافدين فى مصر؟

- البنك المركزى المصرى جمّد أنشطة الفرع فى مصر، وتحدثت مع نائب المحافظ، بحضور مدير عام المصرف، الذى يريد ممارسة جميع أنشطته، وليس تسديد رواتب المتقاعدين المصريين الذين عملوا فى العراق فقط، وإدارة المصرف قدمت دراسة للبنك المركزى المصرى بأنه لو تم السماح له بممارسة النشاط فسينتج نحو 2 مليار دولار سنوياً.

* وماذا تطلبون من الحكومة المصرية لدفع التعاون مع مصر؟

- أدعو الحكومة المصرية إلى تقديم كل التسهيلات للعراقيين- من رجال أعمال ومستثمرين وطلاب وسياح- وتقديم كل سبل الدعم لهم، خاصة أنهم يعانون فى دخول مصر، كما أن هناك تعطيلا لمحاولاتهم فى الاستثمار بكل أنواعه.

* هل تستعينون بالخبرة المصرية فى ترميم الآثار العراقية التى دمرها داعش؟، وحدثنا عن مجالات التعاون الثقافى بين البلدين؟

- التقيت بوزيرى الثقافة والآثار عدة مرات، وهناك مذكرات تفاهم تنتظر التوقيع فى اللجنة المشتركة، تتضمن كل آفاق التعاون الثقافى، وزارة الآثار أعادت إلى العراق مسكوكات معدنية، تم ضبطها قبل تهريبها خارج مصر، وهناك استعدادات من الوزارة للتعاون، وهذا ما نتمنى توقيعه خلال اللجنة.

* هل التعاون الثقافى بشكل عام يرقى للطموح؟

- ليس فى مستوى الطموح، وفى الفترة الأخيرة جاءت مشاركات عراقية فى كثير من الفعاليات، لكننا نريد أكثر بكثير، فلدينا 17 ألف طالب عراقى يدرسون فى مصر.

* ماذا عن التداعيات التى أفرزها الاستفتاء غير الدستورى فى كردستان العراق؟، وما الأبعاد القانونية والدستورية لهذه الخطوة؟

- الأخ «بارزانى» انتهك الدستور وقواعد الديمقراطية فى الإقليم بسبب اعتلائه سدة الحكم منذ 1991، أى 26 سنة، ورغم انتهاء ولايته منذ عامين، فإنه منع برلمان الإقليم لمدة 22 شهراً، ومنع رئيس البرلمان من الوصول للإقليم، وهدد عددا من الوزراء المنتمين إلى كتل كردية معارضة إن حاولوا الوصول إلى أربيل، وأصبح حكم كردستان عائليا وليس ديمقراطياً. والحكومة العراقية فوجئت بمطالبة رئيس كردستان بالانفصال، رغم أن الدستور العراقى، الذى شارك الأكراد فى صياغته، يحظر ذلك، وما يحدث الآن قفز على الدستور والشرعية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل