المحتوى الرئيسى

تشكيلية سعودية لـ"بوابة العين": "عودة الروح" محاورة بين 3 فنانات

11/09 16:28

تحتضن قاعة آدم حنين بالهناجر في دار الأوبرا المصرية معرضاً فنياً متميزاً لثلاث فنانات تشكيليات من مدارس مختلفة، يحمل المعرض عنوان "عودة الروح" ويجمع بين أعمال الفنانة د.سهير أبو شادي، وابنتها الفنانة رانيا شريف رزق، والفنانة أمل يوسف. 

يتميز المعرض بإيقاع بصري هادئ لكنه يخطف المتلقي ويدعوه للتأمل في تجارب الفنانات الثلاث اللاتي يقدمن رؤى تجريدية وتشخيصية وتعبيرية للواقع المعاصر. تقول الفنانة التشكيلية سهير أبوشادي لبوابة "العين" الإخبارية: "فكرة المعرض جاءت كوننا انقطعنا عن الفن التشكيلي لفترة انشغالاً بالحياة الأكاديمية، ودفعتنا الظروف والأحداث التي يشهدها العالم العربي لإخراج الشحنات الانفعالية في هذه الأعمال؛ لذا أطلقنا على المعرض "عودة الروح"، وهو بمثابة محاورة فنية بيننا".

أثناء التجول معها في المعرض، تشير أبوشادي إلى اللوحات التي تعبر عن تأثرها بالحروب والصراعات التي تشهدها بعض الدول العربية وقضية الهجرة غير الشرعية وأزمة اللاجئين والمرأة والبحث عن الحرية. في لوحة تجسد عواصف جوية يخرج من بينها جوادين، تقول أبوشادي "يعبر الحصان بالنسبة لي عن القوة والانطلاق والحرية، فمن بين كل هذه العواصف الإنسانية سوف تنطلق نحو الحرية".

 تتبدى في لوحات أبوشادي الألوان الترابية والغامقة والتي تعبر عن قسوة الحياة والظرف الحالي الذي تمر به البشرية من عنف وإرهاب في مختلف أنحاء العالم. ولا تخلو اللوحات من رموز تدعو للتفاؤل والأمل في عودة السلام والاستقرار مثل الحمام والقطط والأشجار وفروع الأشجار وأغصانها والأسماك والقمر، وقد اعتمدت في لوحاتها على ألوان الإكريليك.

تجدر الإشارة إلى أن الفنانة سهير محمد عدلي أبوشادي، حاصلة على درجة الفلسفة في الفنون الجميلة، وتقود بالتدريس في مصر والسعودية، وشغلت عدة مناصب في وزارة الثقافة المصرية في قطاع الفنون التشكيلية، وشاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية، حيث قامت بأربعة معارض فريدة بمصر ولها مقتنيات خارج مصر في ألمانيا والهند والصين وغيرها.

 أما الابنة رانيا شريف رزق فقد شاركت بعد تشجيع من والدتها د. سهير، حيث تمارس رانيا العلاج بالفن من خلال الرسم وهي من خلال لوحاتها تعبر عن الشحنات الانفعالية التي تكونت لديها من خلال الغوص في دواخل النفس البشرية. فنجد تقلباتها النفسية تبدو في استخداماتها للألوان وضربات الفرشاة المتراوحة بين القوة والضعف ومزج التجريد بالتشخيص واستخدام تقنية الكولاج بمزج خامة الدانتيل بالرسم. شخوص رانيا تتوارى خلف خطوط الفرشاة وتارة يعلنون عن أنفسهم وتارة يختبئون خلف تفاصيل اللوحات. تقول رانيا رزق لـ"العين": "بعض اللوحات حينما أنظر إليها أجد تفاصيل لم أكن واعية لها وأنا أرسمها، في حين بعض الشخوص التي أذكر جيداً أنني قصدت وجودها في زوايا معينة من اللوحة وكأنها أشخاص آخرون يظهرون بشكل آخر، وهو ما أقصده عامة في لوحاتي هو أن تخلق حالة تفاعلية مع المتلقي الذي يراها وفقاً لانفعالاته الداخلية ومشاعره وبالتالي يراها كل متلقٍ بشكل مغاير".

حصلت الفنانة رانيا رزق على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم جرافيك عام 1997، وحصلت على ماجستير العلاج بالفن. وشاركت في ورش تدريبية في سويسرا وألمانيا ولها مقتنيات لأفراد في مصر وخارجها وبالولايات المتحدة الأمريكية.

أما الفنانة أمل يوسف حجه فقد بدأت الرسم بالألوان المائية ثم اتجهت للإكريليك والزيت وهي عضو النادي التشكيلي في الرياض وعضوة جمعية الفنانين التشكيليين بالأردن، وشاركت في معارض من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. تميل الفنانة في لوحاتها لمزج التجريد مع التشخيص متلاعبة بالقوة اللونية في جذب المتلقي عبر الألوان الساخنة والبادرة التي تتحاور في كل لوحة، لتأخذ المتلقي إلى رحابها وتعطيه شحنة عاطفية خلاقة. تنطق لوحات أمل حجة بالتراكيب اللونية في محاولة للبحث عن الذات بين المساحات اللونية. ونجحت في خلق تعبير بصري مكثف غير مرتبط بالزمان والمكان ولا تخلو اللوحات من صيغ أو نماذج هندسية تضيف بعداً للوحات محاولة الابتعاد عن التجريد اللاشكلي مقدمة تجربة فنية غنية.

"منارات" هي نبض الحياة الثقافية ومساحة لتقديم قراءات ذات طابع نقدي حول أهم الانتاجات الثقافية العالمية والعربية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل