المحتوى الرئيسى

محافظ دير الزور يطلع "سبوتنيك" على أوضاع المحافظة بعد الحصار وخطط إعادة الإعمار

11/08 12:57

© AP Photo/ Hadi Mizban

دير الزور تستقبل 4 آلاف نازح في مراكز مؤقتة وتعيدهم لديارهم بعد تمشيطها

وقال المحافظ في لقاء مع وكالة "سبوتنيك": "الأحياء التي كانت تحت سيطرة داعش في مدينة دير الزور مدمرة بنسبة من 75 إلى 80% تقريبا ومنها أيضا مدمر بنسبة 90%، وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة من الحكومة والأهالي لتهيئة الظروف لعودة الحياة إلى ما كانت عليه في دير الزور".

وأضاف سمرة: "سيكون هناك شركات عملاقة لإعادة إعمار دير الزور، الخسائر تقدر بمئات المليارات من الليرة السورية وإعادة الإعمار ستكون كلفتها مرتفعة نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء وغير ذلك".

وأشار المحافظ إلى أن "عملية البناء تتطلب سنوات إلا أن الهدم يمكن أن يتم بلحظات، هناك فاتورة كبيرة دفعها الشعب السوري الذي قدم الدم والمال، ونحتاج إلى وقت لإعادة ما كنا عليه سابقا قبل الحرب".

"حجم الدمار يحتاج لسنوات للتخلص منه وليس هناك لمسة سحرية. هناك عشرات الآلاف من الأطنان تحتاج إلى ترحيل وهناك حجم دمار هائل في مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة. نعمل حاليا بشكل إسعافي، تم رصد ستة مليارات ليرة سورية [ما يقارب 12 مليون دولار]، لإعادة إعمار وتأهيل البنى التحتية والكهرباء والماء والصرف الصحي والنظافة".

وقال: "ما عانته مدينة دير الزور من حصار خلال فترة أكثر من ألف يوم تحمل المواطن خلالها الكثير، مدينة دير الزور كانت أشبه بمدينة الأشباح، لا كهرباء ولا محروقات ولا أسطوانات الغاز، كان يتم إحضار بعض المواد للمواطنين عبر الحوامات وإسقاطات الطيران لمساعدات مقدمة من منظمة الهلال الأحمر السوري، بالتعاون مع الحكومة السورية".

وأشار محافظ دير الزور: "كان هناك حصار مطبق من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة دير الزور بأكملها، وأن جميع شرايين الحياة مقطوعة، ولا يوجد أي طريق مطلقا، وببطولات الجيش العربي السوري وحمايتهم لأهالي دير الزور رفع معنوياتهم وساعدهم على الصمود".

شاهد...محظورات "داعش" التي منعها عن سكان دير الزور في مناطقهم

وتابع قائلا: "خلال فترة الحصار كان يداوم أكثر من عشرة آلاف طالب في مدارسهم، إضافة إلى طلاب المعاهد والجامعة، وكان هناك كادر تدريسي، ومؤسسات الدولة كافة من صحة وزراعة وخدمات وغيرها كانت تواصل عملها كأي محافظة أخرى على الرغم من الظروف القاسية من جوع وحصار وسقوط قذائف يوميا".

وأفاد أن "تنظيم "داعش" ضرب مضخات المياه ومحولات الكهرباء ودمر العديد من المشافي في مدينة دير الزور وما حولها، كمشفى القلب الجراحي ومشفى الفرات ومشفى الأطفال، إضافة إلى سرقة ونهب الحبوب التي تعد من أسباب صمود هذا البلد. ففي شهر مايو/أيار العام الماضي 2016، أحرق مسلحو "داعش" آلاف الأطنان من الحبوب، حيث تمكن الإرهابيون من احتلال مراكز الحبوب لعدة أيام ليقضي الجيش بعد ذلك عليهم وحرر مراكز الحبوب، إلا أن الإرهابيين كانوا قد احرقوا ثلاثة آلاف طن من الحبوب".

وفي مجال الصحة، قال سمرة: "هاجم الإرهابيون مشفى الأسد عام 2016 وتمركزوا في الطابقين الثالث والرابع وقاموا بإحراق الطابقين بكل ما يحتويانه من معدات وأجهزة طبية بقيمة أكثر من 500 مليون ليرة سورية كقيمة تقديرية".

وعن عمل المرافق الحكومية تحت سيطرة داعش، قال سمرة: "داعش حاول ضرب كل نواحي الحياة وكل ما يتعلق بالحضارة، ورغم هذه الظروف استمرت مراكز بالدولة بالعمل بشكل اعتيادي وكانت المشافي الأخرى تقدم ما أمكن. لم يكن هناك خدمة مثالية كون أن معظم الكوادر والكفاءات غادرت المحافظة بحثا عن الأمان وبعيدا عن الأعمال الإرهابية التي يرتكبها مسلحو داعش. خلال الحرب خرج ثمانون في المئة من الكادر الطبي من محافظة دير الزور".

السنوات الثلاث التي عاشتها المدينة، وصفها محافظ دير الزور بـ"السنوات العجاف"، مرت على هذه المحافظة، وفي الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي وصل رجال الجيش العربي السوري إلى دير الزور بالتعاون مع القوات الصديقة والرديفة، وتم فك الحصار عن المدينة وكان النصر والتحرير حيث التقت القوات المدافعة عن المدينة بالقوات التي جاءت لتحريرها وشهدت المدينة احتفالات كبيرة بالانتصار".

وعن الوضع المعيشي الحالي للمدينة قال محافظ دير الزور: "من لحظة إعلان فك الحصار والنصر، أرسلت الحكومة كافة المواد الغذائية والتموينية والطبية والوقود إلى دير الزور في قوافل بينها سيارات إسعاف وأدوات طبية، وتضم أطنانا من المساعدات وحقائب مدرسية وقرطاسية استفاد منها حوالي عشرة آلاف طالب. حاليا لا يوجد اي أزمة في الوقود والغاز فهذه المواد متوفرة بشكل دائم فضلا عن توفر المواد الغذائية بأنواعها وبأسعار زهيدة".

"استقبلنا الأهالي النازحين من ريفي دير الزور الشرقي والغربي ووصل عددهم إلى 4000 نازح، وتم فتح مراكز إيواء في عدد من أحياء دير الزور ويتم تقديم كل المساعدات المجانية لهم.. كما تم إرسال عدة فرق طبية لهم، ونقدم للأطفال التعليم كونهم انقطعوا عن الدراسة خلال 3 سنوات من احتلالهم من قبل داعش، وتم إحداث أربعة مدارس ونعمل على افتتاح مدارس إضافية لتعويض الأطفال الذين حرموا من المدارس وسيتم اتباع طريقة لتعليمهم عبر تكثيف المناهج لكل صفين في سنة واحدة".

وقال: "هذه العائلات ستعود إلى قراها ومناطقها فور تمشيطها من قبل وحدات الهندسة التابعة للجيش السوري للتأكد من خلوها من المفخخات والعبوات الناسفة".

أضاف المحافظ سمرة: "قمنا بفتح الشوارع وأزلنا السواتر الترابية التي وضعها الجيش لحماية المدنيين من الإرهاب وجهزنا طريق المطار، سنقوم برفع الأنقاض وفتح الشوارع".

ويقول المحافظ إن عدد سكان مدينة دير الزور "وصل قبل الحرب إلى نحو 400 ألف نسمة بقي خلال الحصار حوال 75 ألف نسمة. عادت عشرات العائلات إلى المدينة بعد سيطرة الجيش عليها وهناك رحلات برية لعدة شركات نقل بدأت رحلاتها من وإلى دير الزور منذ عشرة أيام".

© Sputnik. Ministry of Defence of the Russian Federation

شاهد...ماذا فعل الطيران الأمريكي بأهم الجسور وأعرقها في دير الزور

ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد قتلى القذائف والصواريخ والجوع في زمن الحصار، حيث قال المحافظ: "نقوم حاليا بوضع قاعدة بيانات وصلت نتائجها الأولية لعدد القتلى إلى ما يقارب 3000 قتيل بينهم 1145 عنصرا من قوى الأمن الداخلي و800 مدني و700 عنصر من الدفاع الوطني".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل