مبادرة من رجال الأعمال! | المصري اليوم

من ضمن العناوين التى يناقشها «منتدى شباب العالم» فى شرم الشيخ، المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال، أو المؤسسات الاقتصادية الخاصة.. كان ذلك ضمن عناوين كثيرة تتحدث عن التحديات وصناعة المستقبل.. وكان هذا العنوان وحده كفيلاً بأن يثير مناقشات أخرى خارج سياق المنتدى بالطبع.. ومنها، ما هو حجم الدور الاجتماعى للقطاع الخاص؟.. هل هو دور شكلى، أم أساسى فى مصر؟!

وحضرت نقاشاً جانبياً حول دور القطاع الخاص الوطنى فى عملية النهضة.. كان أحد الحضور يمثل الدولة رسمياً.. والآخر يمثل الإعلام، وأنا.. كان «ممثل الإعلام» أكثر إيماناً بأن الدولة ينبغى أن تتعامل مع رجال الأعمال بالطريقة نفسها التى حدثت فى عهد عبدالناصر، وهى قرارات التأميم.. ويشير من طرف خفى إلى محاكمات رجال الأعمال فى السعودية.. وانزعجت بشدة، وانزعج ممثل الدولة جداً!

ويبدو أن صاحبنا ناصرى الهوى، يؤمن بفكرة التأميم.. ونسى أنها كانت مدمرة على مستوى الاقتصاد، وأدت لفرار الجميع خارج البلاد.. ولاحظتُ بكل صدق أن الدولة لم تفكر فى أى شر تجاه رجال الأعمال، وترى أن أى تصرف سلبى يضر الاستثمار أبلغ ضرر.. فقلت: ولكن، هل من المصلحة أن يدعو الرئيس رجال الأعمال إلى اجتماع بعد المنتدى؟.. قال الأفضل أن «يطلب اللقاء» رجال الأعمال أنفسهم!

وعملاً بنظرية «الأوانى المستطرقة» أقول إن ما جرى فى السعودية كان له تأثير مروع هنا فى مصر.. ومن الصدمة لم يتمكن أحد من النوم ليلة الخامس من «نوفمبر».. وحتى تعرف أن الأمر حقيقة فعلاً، فإن مجموعة طلعت مصطفى قد أصدرت أمس بياناً يتعلق باستثمارات الأمير الوليد بن طلال، وعلاقته بمجموعة طلعت مصطفى.. وحتى يتبدد هذا القلق لابد أن يلتقى رجال الأعمال برأس الدولة شخصياً!

ومعناه أن الفكرة تنبع من رجال الأعمال أولاً.. هم من يتقدمون بهذه المبادرة.. فلا ينبغى أن يكون الطلب من مؤسسة الرئاسة، حتى لا يساء فهمه وتأويله.. قد يتلقون الطلب بنوع من الذعر.. وقد يعتبرونه استدعاء رسمياً.. ولذلك أؤيد فكرة المسؤول الكبير، الذى اقترح تغيير الطريقة.. لكى تكون منهم لا من الرئاسة.. والفرق كبير جداً، المهم ألا يحدث قلق، ويكون القطاع الخاص شريكاً فى التنمية لا عدواً! وهناك فرق طبعاً بين الدور الاجتماعى لرجال الأعمال وما أقوله الآن.. لكن أريد أن أضعكم فى الصورة.. كيف تطورت الفكرة؟.. الرئيس يشكو من الموارد.. ويتحدث عن المخاطر والتحديات.. ويتحدث عن فرص العمل.. والحل ليس عند الحكومة وحدها.. الحل فى قطاع خاص «قوى» يعمل طبقاً لقواعد وقوانين مستقرة.. فلا يقلق.. ولا ينزعج.. يقدم المبادرات، ولا ينتظرها تأتى إليه على طبق من ذهب!