المحتوى الرئيسى

«قبّل يده وقال له أنت أستاذي».. هكذا انبهر باولو كاويلو عندما التقى نجيب محفوظ

11/07 23:25

يظل الأديب الراحل نجيب محفوظ، مهما مرت الأزمنة وظهرت أجيال جديدة، هو الأب الروحي لكتابة الرواية فى مصر والوطن العربي، فهو الكاتب الذي لم يغادر مصر مرة واحدة، ومع ذلك أثّر فى الملايين من المحيط إلى الخليج، حتى فى أدباء وعلماء كبار.

كان أبرز هؤلاء الذين تأثروا بنجيب محفوظ، هو الروائي العالمي باولو كاويلو صاحب رواية «الخيميائي»، ففى زيارة للأخير إلى مصر، أصرّ على مقابلة «أديب نوبل»، وكتب تفاصيل هذا اللقاء الكاتب محمد سلماوي، الذي كان حاضرًا والمقرب من الأديب الراحل.

يقول «سلماوي» إن اللقاء الذي جرى فى 2005، أي فى أواخر حياة نجيب محفوظ، كان لقاءً إنسانيًا، مليئًا بالضحك والفكاهة، إذ إنَّ «محفوظ» عندما رأى الروائي البرازيلي أمامه، قال له: «لقد نمت لحيتك مثلي»، فرد عليه كاويلو قائلًا: «بل إنها رمادية تمامًا مثل لحيتك يا أستاذي»، فضحك الجميع.

وتكلم الأديبان عن أعمالهما، فقال الروائي البرازيلي إنه تأثر برواية «الطريق» لنجيب محفوظ، لدرجة أنها أوحت له بكتابة رواية «الخيميائي»، ذلك الشخص الذي يبحث عن كنز، مثل بطل رواية «الطريق» الذي يبحث عن والده، فكلاهما يبحث عن الحقيقة.

وقال «كاويلو»: «عندما قرأت رواياتك وجدت نفسي أستسلم لها بدون أدنى مقاومة، بينما أجد نفسي فى أوقات أخرى أقاوم بعض الكتب»، فرد عليه «محفوظ» بتواضعه المعهود: «وأنت غزوت العالم بأعمالك دون أدنى مقاومة أيضًا، فقد تُرجمت رواياتك لأكثر من 56 لغة وباعت أكثر من 60 مليون نسخة، وهذا بالتأكيد يعني استسلام القراء»، ليقاطعه «باولو»: «ولكنك حصلت على جائزة نوبل بينما لم أحصل أنا عليها».

قال له «محفوظ» بلهجة أكثر جدية: «أشعر بأن أنت أيضًا سيتم منحك تلك الجائزة، فجميع المعايير تنطبق عليك - والأهم من ذلك، فى المقام الأول أن الأدب الخاص بك هو الإنسان، بل وكتاباتك تدعم قيم المحبة والسلام بين الشعوب، وثانيًا، أنها تحظى بشعبية بما فيه الكفاية».

ودخل الطرفان فى سجال عن كتابة السيرة الذاتية، وقال «محفوظ»، إنه استغنى عن كتابة السيرة الذاتية بالروايات، وشعر الروائي البرازيلي بالسعادة عندما وجد نجيب محفوظ ما زال يدخن رغم وصوله لسن التسعين، فأجابه نجيب محفوظ بحزن قائلا إنَّه مسموح له بشرب سيجارتين فى اليوم فقط.

وقبل أن يغادر «كاويلو»، قال: «لقد زرت مصر أول مرة عام 1978، وتأثرت برؤية الأهرامات، وهو ما أعطاني الإلهام لكتابة رواية الخيميائي بمجرد العودة إلى البرازيل، وها هيّ زيارتي الثانية لمصر التي قابلتك بها، وهو الحدث الأهم بالنسبة لي، وقد ألهمتني رؤيتك كما ألهمتني الأهرامات فى زيارتي الأولى»، ثم قدم لنجيب ترجمة عربية لرواية الخيميائي وكتب عليها: «إلى من تعلمت منه الكثير».

وبدوره قدم محفوظ لكويلو كتاب «أحلام فترة النقاهة» مترجمًا بالفرنسية، وعندما أقدم كويلو على تقبيل يد الحائز على نوبل، قام الأخير بالانحناء له احترامًا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل