المحتوى الرئيسى

خبير ألماني: ما يحصل بين السعودية وإيران مقلق للغاية

11/07 22:32

تزايدت في الآونة الأخيرة لغة الحرب المستخدمة بين إيران والمملكة العربية السعودية، ما دفع بالمراقبين إلى التحذير حول خطورة هذا الصراع على المنطقة بأسرها. DW  استضافت الخبير في الشأن السعودي سباساتيان زونس للحديث حول هذه التهديدات. 

DW: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتهم طهران بالوقوف وراء الهجوم بالصواريخ على الرياض في نهاية الأسبوع المنصرم. كما تحدث سلمان عن "عمل حربي". فهل يكون هذا الكلام بداية مناوشات في حرب محدقة بين القوى المتنافسة؟

سباساتيان زونس: في الحقيقة، ما يحصل هو أكثر من مجرد مناوشات. الخلاف بين إيران والعربية السعودية شهد تصعيدا منذ عام 2011، ولاسيما بعد الاتفاق النووي في 2015. ونحن نعاين ذلك في اليمن وكذلك في سوريا والبحرين والآن أيضا في لبنان. وإذا تم الحديث حاليا بوضوح عن عمل حربي، فإن هذا يشكل بُعدا جديدا. وهذا يستوجب في الحقيقة الرد بوسائل عسكرية. وهذا مقلق للغاية إذ من الممكن أن يؤدي هذا إلى أعمال حربية مباشرة.

سباستيان زونس - خبير في الشأن السعودي

كم هي المدة المتبقية لحين نشوب حرب حقيقية بين القوتين الإقليميتين؟

دوامة التصعيد تدوربسرعة بالطبع ، ووصلت إلى ذروة جديدة. وعلى الرغم من ذلك فإنني متفائل من أنه لن يحصل أي نزاع عسكري مباشر بين إيران والعربية السعودية. وفي الحقيقة ليس للبلدين مصلحة في نشوب حرب بينهما، لاسيما المملكة العربية السعودية، فهي ليست في وضع عسكري متفوق ـ رغم أنها تملك أسلحة ـ يجعلها تكسب هذه الحرب. وعلى هذا الأساس أعتقد أن الحرب الكلامية ستبقى كذلك ولن تُترجم إلى حرب حقيقة.

ما الذي سيحصل لو انتقل النزاع من الكلام إلى أرض المعركة؟ هل سيشعل هذا المنطقة بأسرها؟

المنطقة مشتعلة أصلا في كل جوانبها، وحصول مواجهة مباشرة بين إيران والعربية السعودية سيدفع الشرقين الأدنى والأوسط إلى فوضى كاملة. ولا أحد له مصلحة في ذلك، وعليه يمكن لي أن أتصور أن يستمر التصعيد في هذا الشكل حتى يتم الإستمرار في إستخدامه وتوظيفه مثل ما يفعل حزب الله الذي يُعتبر حليفا لإيران في لبنان.

في الصراع على النفوذ في لبنان، عمل القصر الملكي  السعودي على تصويب جديد للفرقاء: فرئيس الوزراء اللبناني الحريري استقال ـ خلال زيارة إلى الرياض. ما هي هنا مصلحة العربية السعودية؟

من الصعب الإجابة على هذا السؤال. إلى حد الان كان هناك تفاهم مع الإيرانيين على ترك لبنان في هدوء. وحزب الله كان جزءا من الحكومة. والآن مع الحريري انكسر الحليف الموالي للطرف السعودي أو أنه استقال بضغط من السعوديين. ويمكن تفسير ذلك بأن السعوديين يبحثون الآن عن مواجهة مع حزب الله. وهناك شائعات مفادها أن السعوديين يأملون أن تتحرك إسرائيل الآن عسكريا ضد حزب الله للتخلص من حليف إيران. ويمكن لي فقط أن آمل أن لا يندرج ذلك في استراتيجية السعوديين، لأن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى مواجهات عسكرية إضافية وانعدام استقرار أكبر في المنطقة.

وحتى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سافر الآن فجأة إلى الرياض؟

نعم، وأتصور أن لبنان يلعب دورا هنا في هذه الرحلة . لكنني أريد في هذا الموضع الكف عن الدخول في تكهنات. ليس بوسعي قول شيء دقيق حول المخططات السعودية في هذا المجال وماذا يعتزمون القيام به مع الفلسطينيين.

لماذا وتيرة الأحداث هي سريعة حاليا؟ فإلى جانب جميع التداخلات في السياسة الخارجية أمر ولي العهد بن سلمان باعتقال نصف قمة هرم الدولة.

هنا أيضا لا يسعنا إلا التكهن. موجة الاعتقالات في العربية السعودية هي استمرار للسياسة التي بدأها محمد بن سلمان ولي العهد في الشهور الأخيرة. وتجريد ولي العهد الحقيقي محمد بن نايف في يونيو كانت هي الانطلاقة. واعتقال رجال دين نافذين كانت هي الخطوة التالية والآن هو يتوجه ضد سياسيين وأعضاء العائلة المالكة وضد رجال أعمال. فهو يريد بذلك توطيد سلطته. هو لا يريد أن يخشى من أحد داخل العائلة المالكة أو خارجها إذا أصبح ملكا. فهذا تخطيط بعيد المدى.

هل يتبنى ولي العهد أسلوبا هجوميا، لأنه يتمتع بمساندة مطلقة من جانب الرئيس الأمريكي ترامب، ويلوح أيضا بالقوة ضد طهران؟

السعوديون ينفون هذا الأمر بقوة. لكنني أعتقد أن ذلك هو سبب وراء ذلك النهج. دونالد ترامب أظهر خلال زيارته الأولى إلى الخارج في الرياض بوجه خاص أنه يقف وراء العربية السعودية.بالكامل، فهوأعطاهم تفويضا كاملا للقيام بما يحلو لهم. حتى لو كان هذا الأمر لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية بالمطلق، مثلا ما حصل مع مقاطعة قطر، فهو يتحمل ذلك. ما يحصل الآن يتم بمساندة دونالد ترامب. وهذا يمثل أيضا إشارة لمحمد بن سلمان للتدخل بقوة.

+ خبير شؤون الشرق الأوسط سباستيان زونس، وباحث في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية حول التطورات الاجتماعية في العربية السعودية.

ليس استقبال أكثر من مليوني حاج بالمهمة السهلة. السلطات السعودية تنسق مع البلدان الإسلامية لاستقبال عدد محدد من الحجاج. وتحاول السيطرة على مسار الشعائر وتوفير خدمات التمريض. بيد أن المشكلة تكمن غالبا عند رمي الجمرات. الآن تم تحديد مسارات وبوابات الكترونية لإدارة الحشود. كما تم توزيع أساور إلكترونية على الحجاج ليتمكنوا من تتبع حركة الحشود والحصول على إنذار مبكر قبل بداية التكدس.

اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن زعماء إيران بأنهم "ليسوا مسلمين" ليثير استنكار طهران في تراشق كلامي عنيف بين القوتين الإقليميتين المتنافستين بشأن إدارة الحج. آل الشيخ صرح قائلا: "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس وعداؤهم للمسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة".

تصريح مفتي السعودية جاء بعد تذكير مرشد الثورة في إيران آية الله علي خامنئي لحادث تدافع منى الذي أودى بحياة نحو 2300 شخص السنة الماضية، حيث لقي فيه 464 حاجا إيرانيا مصرعهم. خامنئي وصف حكام السعودية بأنهم "لا يعرفون الله ولا دين لهم".

غاب الإيرانيون عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ ثلاثين عاما، بسبب عدم الاتفاق بين الجانبين على الإجراءات اللوجستية بعد حادث منى العام الماضي. ومن شأن هذه الحرب الكلامية التي تتزامن مع توافد الحجاج أن تعمق الخلاف القائم بين المملكة السنية والجمهورية الشيعية اللتين تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل