المحتوى الرئيسى

حكايات وطن 133

11/07 22:19

قبل أن يرحل مودعاً العالم فى موعده تماماً قرر أكتوبر تكريماً لذكريات الوطن أن يعيد إلينا نسمة من نسمات الماضى ويهدينا ثأر الشهداء ليحتفظ بمكانته الأثيرة فى القلوب.. ويدب فى العروق نبض الوطن من جديد.. مهما حاولنا اختزاله لماتش كورة.. أو قصره على أغنية سريعة.. معلناً أنه موجود وسيظل دائماً كمارد المصباح ينتظر اللمسة المناسبة.

وبعيداً عن الحزن الذى لم يغادرنا لفقد خيرة أبناء الوطن.. وحتى نتعلم الدرس.. اسمحوا لى أن أكشف الجرح رغم الألم.. فالسيناريو المعلن للأحداث يضعنا أمام علامات استفهام.

هل هنالك يد امتدت لتشى بأخوة الأرض والعرض وتلقى بهم بين براثن الأنجاس؟ أم أنها الصحراء بطبيعتها.. ليس لها حبيب تفضح ما يجوبها ولا تبالى بمواكب الأتقياء أو الأشقياء؟

هل حدث تقصير فى عمل خطة احترافية تليق؟ أم أن طبيعة المهمة تعتمد على المباغتة التى عندما فقدناها فقدنا كل شىء؟

هل حدث تهاون فى تقييم حجم ما نواجهه من جهات متخذة مطاياها من مرضى النفوس والعقول؟ أم أنها إمكانيات دول وأجهزة يصعب التنبؤ بحجم قذارتها؟

ولأن الحياة تضن علينا أحياناً ببعض الإجابات فستظل رهينة صدفة قدرية.. اعتراف متأخر لضمير مرهق.. بعثرة أوراق تهدى التاريخ حفنة من الحقيقة.. او إحدى مفاجآت القدر التى نعجز مهما حاولنا أن نتنبأ بها.

ولكن اسمحوا لى أن أغرد خارج السرب وأخرج من طابور العزاء بعد أن جفت دموعى ليطلق عقلى صفارة إنذار، فهنالك ما يؤلم فى ثقافتنا التى بدأت تلقى بظلالها على قواتنا باختلاف مسمياتهم كجزء من أجهزة دولة ترهلت وأفسدت أكثر مما أفسد الأعداء.

إنه افتقاد التعاون تحت أى مسمى.. الركود الفكرى.. الاستحواذ على القرار.. الرغبة فى الاستئثار بالنجاح.. الاستهانة بالعدو القابع فى انتظار التسلل من أخطائنا.. لكن من المؤكد أن من ارتكبوا الخطأ ليسوا من دفع الثمن غالياً من دمائه وحياته.. وانسحابهم ليس عقاباً كافياً بالنسبة لى.. فهل نتعلم من أعظم معلم.. واسمه (مرارة التجربة).. وهل سنظل متجاهلين التطور التقنى العظيم الذى يوفر الكثير من الدماء بالاستشعار عن بعد واستخدام وسائل الاستكشاف الحديثة؟! رأيت منها العجب.. فمنها روبوت بكاميرات دقيقة يحلق بسيطرة عن بُعد على هيئة طائر لا يلفت نظر الأعداء لقبول وجوده كجزء من البيئة ويحقن الدماء.. ويمنع الخسائر البشرية وفقده أهون كثيراً من قطرة دماء تُسال على يد الحقراء.. لهذا وحتى لا نكون من المتباكين على الماضى أرجو أن يتم ضم عقول شابة موهوبة على مائدة صنع القرار لتضيف سيف تقنيات العلم الحديث بقوته الجبارة إلى ترسانتنا وعتادنا الحربى بدلاً من الاعتماد على حصول صناع القرار على فرق (زوغوا من معظمها) للأسف واكتفوا بشهادة تضاف فى ملفهم الوظيفى المزين بتقارير الامتياز.

فلنتوقف عن الذاتية فى اتخاذ القرار ولنعلى مصلحة الوطن على أى اعتبار.. فأن يسرق منك انتصارك لحظياً نظير التعاون مع كل الجهات دون تمييز بين جيش وشرطة.. أمن عام أمن وطنى.. فكلهم جنود الوطن.. أفضل ألف مرة من أن تفقد روحاً زكية على طرف توقيع قلمك.

وليقام أخيراً سرادق العزاء ولتقبل التهانى قبل الرثاء ولترتدى النساء للعرس ناصع البياض من الرداء ولتودع أرواح أبنائنا زغاريد مواكب الشهداء.. ولتدق الكنائس وتنساب من الجوامع تراتيل السماء.

وقد اختصر حكاياتهم الكثيرة أبويا أحمد فؤاد نجم عندما قال:

يا ميت خسارة ع الرجال

مات الجدع فوق مدفعه جوة الغابات

من لسعة النار ف الحشا

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل