كيف يضرب تسريب "أوراق الجنة" نزاهة الدوري الإنجليزي

ثاني أكبر تسريب للمعلومات في التاريخ، أوراق الجنة قد تغير من قواعد ملكية أندية الدوري الإنجليزي.

بعد تسريب أوراق بنما الذي تضمن ما يوازي 2.6 تيرابايت من المعلومات، نحن على موعد مع تسريب Paradise Papers أو "أوراق الجنة"، 1.4 تيرابايت من المعلومات و13.6 مليون مستند حول شركتين من شركات الـoffshore الموجودة في الجنات الضريبية. الهدف الأساسي من تلك الشركات هو تمكين الشركات والأفراد من التهرب الضريبي بشكل أساسي. الأمر تم الكشف عنه نتيجة تحقيق استقصائي اشترك فيه 96 مؤسسة إعلامية.

بين اتهامات قد تطول ملكة بريطانيا، فيسبوك، تويتر، دونالد ترامب، ما علاقة ذلك بكرة القدم؟

تقرير في الجول – دليلك لفهم مدى تداخل "تسريبات بنما" مع عالم كرة القدم "وثائق بنما" تضم أسماء ميسي وبلاتيني تسريبات بنما - وثائق تشير لحصول مسؤولين سابقين في "كونيمبول" على رشاوى

حتى الآن، أقوى رابط بين التسريب وكرة القدم يتعلق بناديين في الدوري الإنجليزي. أرسنال وإيفرتون.

رجلا أعمال – صديقان - بدرجة ملياردير. من هنا تبدأ القصة حسبما روتها جريدة "جارديان".

قبل 10 أعوام، قام مشجع لأرسنال من دولة أوزبكستان، أليشير عثمانوف، بشراء حصة في النادي اللندني عن طريق شركة Appleby "أبيلباي" التي تقع في جزيرة "آيل أوف مان"، جزيرة تتبع بريطانيا ولها حكم ذاتي في البحر الواقع بين إنجلترا وأيرلندا.

بين 2007 و2017، استطاع عثمانوف السيطرة على 30% من الحصص في النادي بمساعدة شركة أبلباي، مثلما ساعدت أيضا فارهاد موشيري، شريك عثمانوف بعد أن كان موظفا لديه وأحد شركاءه في حصته في أرسنال، في شراء حصة كبيرة في نادي إيفرتون.

التسريبات توضح العلاقة القوية بين رجلي الأعمال، حيث يرأس موشيري شركة USM، أحد الشركات المملوكة لعثمانوف.

موشيري في البداية كان محاسبا في شركات عثمانوف منذ 1993، قبل أن يصعد في السلم الوظيفي ليدير استثمارات عثمانوف.

شركة USM – كيف تكسر قواعد الدوري دون أن تحاسب

عثمانوف يملك 48% من شركة USM منذ عام 2012، قبل أن يسمح للموظفين التنفيذيين بامتلاك حصص في الشركة ليحصل موشيري على 10% من أسهم الشركة مع توليه إدارتها.

وفي مارس 2016، قام موشيري بشراء حصة في نادي إيفرتون. في ذلك الوقت، قام موشيري ببيع حصصه في أرسنال لعثمانوف ليمول شراءه 49.9% من أسهم إيفرتون بـ87.5 مليون جنيه إسترليني.

حتى الآن، الأمر يتبع قواعد الدوري الإنجليزي، التي تنص ألا يمتلك أي شخص أكثر من 10% من أسهم أي نادي في البطولة ويتملك أسهما في نادي أخر للحماية من إمكانية كسر نزاهة المسابقة.

موشيري وعثمانوف أكدا مرارا أن استثمارات موشيري لإيفرتون لا علاقة لها بعثمانوف. أقوى تأكيد صدر عنهما كان في يناير من هذا العام حينما وقعت شركة USM – المملوكة لعثمانوف- عقدا لرعاية ملعب تدريب إيفرتون.

ولكن مع تسريب أوراق الجنة، تبين أن شركة أبلباي كانت تدير عملية شراء أسهم عثمانوف وموشيري في أرسنال، وأسهم موشيري وحده في إيفرتون، عن طريق الشركة المملوكة لهما وتدعى Red and White Securities.

الهدية التي قد تغير القواعد

وجدت شركة أبلباي صعوبة في تفرقة أموال موشيري من عثمانوف. تقول المستندات أن ثروة موشيري أصلها – في 2007 – يعود إلى حصوله على هدية من عثمانوف.

بعدها بعام، حسب التسريبات، منح عثمانوف موشيري 10% من شركة تدعى جالاجير هولدينجز عن طريق مكافآته على نجاحاته في الشركة.

وعند شراء أسهم أرسنال، لا يتضح وجود أي أموال وضعها موشيري في الصفقة حيث أن التمويل جاء من شركة تدعى إبيون مملوكة تماما لعثمانوف. وحصلت إبيون على التمويل من شركة Red and White Securities.

الشكل العام هو أن عثمانوف اشترى حصته في أرسنال من أمواله، بينما حصل موشيري على حصته كهدية.

ولكن بعدها، باع موشيري حصته في أرسنال إلى عثمانوف لشراء حصته في إيفرتون.. كيف باع موشيري الهدية مرة أخرى إلى من أعطاها له؟

متحدث لشركة إبيون الخاصة بعثمانوف أكد لـ"جارديان" أن موشيري اشترى حصته في أرسنال عام 2007 – نصف حصة عثمانوف – من أمواله الخاصة رغم أن أوراق أبلباي تقول عكس ذلك.

حصول موشيري على أسهمه في إيفرتون حدث بعد تصديق من رابطة الدوري الإنجليزي، وتم السماح به بالفعل. ولكن القواعد تتحدث عن الأشخاص ولا تتحدث عن الشركات.

ولكن بدأت مجموعات الضغط في إنجلترا الحديث عن الأمر في الوقت الحالي، ما يطرح التساؤلات حول إمكانية فتح الملف وتغيير القواعد في المستقبل.

يقول مالكوم كلارك، رئيس اتحاد مشجعي الكرة الإنجليزي، لـ"جارديان" إن العلاقة بين موشيري وعثمانوف قد تجعل قاعدة الملكية المزدوجة لا تطبق بشكل كامل.