المحتوى الرئيسى

«الوهابية» تودع مسقط رأسها وتطارد الفنون في القاهرة

11/06 19:26

من النسخة الورقية لجريدة "اليوم الجديد"

السعودية تستعين بأم كلثوم لتجميل وجهها.. وأغنية لـ«الست» تتسبب فى إيقاف شيخ أزهرى

طلعت زكريا: انفتاح الرياض ليس غريبا.. ولكن الأغرب ارتفاع الأصوات المنغلقة فى مصر

رامى عبد الرازق: تراجع مصر سببه استبدال عمرو خالد ومحمد حسان برموز مثل العقاد وطه حسين

تشهد الأراضى السعودية هذه الأيام حالة من السعى نحو الظهور بصورة أكثر تفتحًا، والتخلى عن الوجه المعروف عنها، حيث الانغلاق، وكره الفن ورواده ومتابعيه، بداية من عرضهم لأغنيات أم كلثوم على قنواتهم الرسمية، فى سابقة أحدثت جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وفرحة عارمة بين المواطنين السعوديين، مرورًا بعرض أكثر من عمل مسرحى مصرى على أراضيهم، خلال الشهرين الأخيرين، بدأت بـ«صبح صبح» لمحمد سعد نهاية يوليو الماضى، والتى عُرضت بمركز فهد الثقافى، وانتقلت بعد ذلك إلى الدمام، انتهاءً بمسرحية «سيبونى أغنى» لسمير غانم، و«ليلة القبض على حاحا» لطلعت زكريا، وسيعرضان خلال نوفمبر الجارى.

فى المقابل شهدت مصر فى نفس الفترة أمورًا تختلف كلية عما حدث على أراضى المملكة، فتم منع الشيخ إيهاب يونس من الإمامة والخطبة من قِبل لجنة القيم بوزارة الأوقاف، لحين التحقيق معه، بحسب ما صرح به جابر طايع، رئيس اللجنة والقطاع الدينى بالوزارة، وذلك بعد بعد غنائه لأم كلثوم فى برنامج «ست الحسن» على شاشة «أون إى»، وكذلك مطالبة أحد شيوخ السلفية وقف عرض فيلم «شيخ جاكسون» بحجة إهانته للإسلام، وهو ما أحدث مفارقة غريبة، ففى الوقت الذى تتخذ فيه المملكة العربية المتحدة ذات الأصول الوهابية، منهجًا مغايرًا عن ذى قبل، نجد بعض الأصوات فى مصر تعتنق ذات المذهب، وتحاول جاهدة وقف سير عجلة التقدم الحضارى ممثلًا فى واحد من أهم دعائمه وهو الفن.

وأكد طلعت زكريا فى تصريح خاص لـ«اليوم الجديد»، أن ما فعلته السعودية ليس جديدا، فمنذ مدة وأعمالنا المصرية فى شتى المجالات الفنية تُعرض هناك، وتُقابل بترحيب كبير.

وقال زكريا: «لا أرى فى الأمر شيئا يستدعى التعجب، فما أعلمه عن الرياض أنها منفتحة جدا، لكن المثير هو ما يحدث هنا من مطالبات بوقف بعض الأفلام، وظهور العديد من الأفكار الكارهة للفن».

وأضافت الناقدة ماجدة خير الله لـ«اليوم الجديد»: «من حق أى دولة فى الدنيا أن تتخذ ما يحلو لها من قرارات، سواء كانت مع الحريات أو ضدها، حتى لو كان ذلك لمجرد الظهور بصورة منفتحة والواقع غير ذلك»، ولكن ما يهمنا الآن هو الشأن الداخلى، وما وصل إليه حالنا من ترد، فإلى الآن وبعد مرور أكثر من مئة عام على بداية الفن السينمائى فى مصر، نجد بعض الأصوات التى تحرم الفن.

وتساءلت «خير الله» مستنكرة، كيف لبلد موجود به ما يسمى حرية الإبداع أن نجد فيه محاميًا «معندوش قضايا»، يقرر من تلقاء نفسه وقف فيلم، لمجرد أنه لا يتوافق مع قناعاته، من خلال رفع دعوى قضائية ضده؟، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى اهتمام من قبل الدولة لرفع الوعى التعليمى.

ويرى الناقد رامى عبد الرازق، أن السعودية تبدو ظاهريا فقط منغلقة، لكن الحقيقة أن بها انفتاحًا غير موجود بمصر، وسرد واقعة رواها له الناقد الراحل سمير فريد، قائلًا: «فى السبعينيات شاهد فريد بقسم أفلام البورنو بمهرجان كان، فيلمًا دنماركيا، أو هولنديا على ما أعتقد، وكان ممنوعا من العرض فى بلده، وقابل مخرج العمل وسأله، أين ستعرض الفيلم؟ فأجابه نصا: فى مكة.. عزيزتى مكة، يقصد السعودية، خاصة أن ذلك الوقت كان للأثرياء السعوديين قاعات عرض داخل بيوتهم وكانوا يتباهون بالحصول على أحدث الأفلام، بجميع فئاتها، وهو ما كان يسعد منتجى تلك الأعمال، الذين سيحصدون أموالًا طائلة».

وأضاف عبد الرازق: «رواية الراحل سمير فريد هذه تبين مدى الانفتاح السعودى فى عهد سابق كالسبعينيات، حتى وإن كان الظاهر عكس ذلك، وهو ما لم نجده لدينا فى الوقت الذى سيطرت فيه الجماعات الظلامية».

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل