المحتوى الرئيسى

ريبورتاجات الكوميكس.. منبر تعبيري جديد للمهاجرين بألمانيا

11/06 09:33

 "الهجرة واللاجئين" موضوع يتم الحديث عنه كثيراً في الأوساط السياسية والاجتماعية في ألمانيا. "لكن الحديث عن المهاجرين يتم بشكل أكبر من إتاحة الفرصة للمهاجرين أنفسهم بأن يتحدثوا عن أنفسهم"،  كما تقول لموقع مهاجر نيوز الصحفية ليليان بيتهان من نادي الكوميكس الألماني. ولذلك فقد اعتزمت هي ومدير نادي الكوميكس الألماني أكسيل هالينغ تقديم منبر تعبيري بحلة جديدة للمهاجرين واللاجئين، وبشكل صحفي غير مألوف كثيرا في ألمانيا وذلك من خلال الرسم والكلمة.

صعوبات تأسيس حياةٍ جديدة تؤدي أحياناً إلى الشعور بخيبة أمل كبيرة، ربما هذا ما دفع بعض الشباب والفتية الذكور من الوافدين الجدد إلى كسب المال عن طريق ممارسة الجنس مع كبار السن من الرجال، بحسب تقارير وقصص عدة. (23.04.2017)

كل لاجئ لديه قصص يحتاج لمن يستمع إليه. جان مصطفى واحد من هؤلاء اللاجئين الذين حالفهم الحظ وضحك لهم القدر. حيث وصل إلى ألمانيا وبدأ يحكي قصصه عبر أفلام يمثل فيها ويشارك في انتاجها. ولكن لا يزال لديه حلم يطمح لتحقيقه! (26.07.2017)

كتاب توثيقي جديد عن اللاجئين، يتحدث عن قصص لاجئين من بلاد مختلفة، قدموا إلى ألمانيا. يتناول الكتاب معاناة هؤلاء اللاجئين في أوطانهم، وسبب قدومهم إلى ألمانيا، وما عانوه في الطريق إلى هنا، وكيف وجدوا الحياة في ألمانيا. (06.08.2017)

قبل ذلك فكرت الصحفية ليليان بيتهان كثيرا في تعزيز الدمج بين الكوميكس والصحافة بشكل أكبر في ألمانيا، لإنتاج ما يسمى ريبورتاجات الكوميكس، وهي تقارير صحفية مرسومة وعليها تعليقات قصيرة مكتوبة، مستلهِمةً التجربة الفرنسية في ذلك. فأطلقت ورشة عمل في مدينة هامبورغ عن "انخراط اللاجئين والمهاجرين في الحياة اليومية الألمانية"، وذلك بدعم من المركز الألماني الاتحادي للتثقيف السياسي وبمبادرة من نادي الكوميكس الألماني، شارك فيها مهاجرون ولاجئون وألمان من خلفيات مهاجرة.

صحفيون ورسامون من خلفيات مهاجرة ولغوية مختلفة

وقامت ليليان بيتهان نفسها في الورشة كصحفية  مع الرسام الألماني زاشا هومَر بتدريب 24 شخصا نصفهم صحفيون والنصف الآخر رسامون على إنتاج ريبورتاجات الكوميكس. "عادةً لا يتم التنبه في ألمانيا إلى مهنة المهاجرين واللاجئين كرسامين وصحافيين. ولذلك حاولنا جمع صحفيين ورسامين من خلفيات مهاجرة ولغوية مختلفة، نصفهم إناث والنصف الآخر ذكور"، فمنهم وافدون جدد من سوريا، ومنهم من يعيشون منذ سنوات في ألمانيا كطلاب صحافة أو صحفيين أو رسامين، ومنهم من أوروبا (فرنسا وإيطاليا) أو من المنطقة العربية والكردية (سوريا وتونس) ومن أفريقيا (إريتريا) وأحدهم حتى من إسرائيل، ومنهم ألمان من أصول مهاجرة (تركية أو بولاندية). "وهو ما يشكل موازنة بين اللغات والجنسين الذكري والأنثوي وكذلك المهاجرين والألمان"، كما تقول ليليان.

كوّن المشاركون 12 فريقا، بحيث يتضمن كل فريق صحفيا واحدا ورساما واحدا. وأنتجوا جميعا (في مارس/ آذار 2017 خلال الورشة التي استمرت لمدة أسبوع) 12 ريبورتاجا رسوميا حول انخراط الوافدين الجدد والمهاجرين في الحياة الألمانية.

تحديات يواجهها الوافدون الجدد عند العمل في تخصصاتهم

مختار مثلاً رسام وفنان سوري اضطر للجوء إلى ألمانيا. وقد أنجز مع زميله الصحفي السوري فادي جومر في الورشة تقريرا رسوميا حول التحديات التي يواجهها الوافدون الجدد في الحصول على عمل في مجال تخصصاتهم، وخاصة ما تطلبه السلطات الألمانية من مستلزمات وشروط لتحقيق ذلك. هذا الريبورتاج الرسومي لغته الأصلية اللغة العربية، وهو يتكون من أربع صفحات على كل صفحة مجموعة من الرسومات المعلق عليها بكلام الشخصيات المرسومة. ورغم إمكانية استخدام الحواسيب  في كتابة التعليقات العربية لكن تم اختيار الخط باليد بشكل عربي جذاب.

وبالإمكان تصفح هذا الريبورتاج على هذا الرابط:http://alphabetdesankommens.de/einausgekochterplan/

سوري من حلب يحاول تثبيت قدميه في المشهد الموسيقي الألماني

أحد ريبورتاجات الكوميكس عن موسيقيّ سوري من حلب، وهو عازف لآلة القانون الموسيقية، يحاول تثبيت قدميه في المشهد الموسيقي بمدينة هامبورغ الألمانية، ويطمح للانخراط في مجال العمل الموسيقي في ألمانيا. لكن هذا لم يكن سهلا بالنسبة إليه لأن نوع الموسيقى الشرقية التي يعزفها مختلفة عن مألوف الألمان تماما وعن ذائقتهم الموسيقية. فهو لا يستطيع الذهاب إلى فرقة أوركسترا ألمانية ليعمل معها بآلة القانون الشرقية. ثم تخطر له فكرة التعاون مع موسيقي ألماني لمزج الأنواع الموسيقية الأوروبية التقليدية بالأنواع الموسيقية العربية، كي تلقى رواجا لدى المتلقي الأوروبي.

"التقيت بهذه الفتاة الصغيرة، القادمة من مدينة درعا السورية، في مستشفى الرمثا بالأردن التابع لمنظمة "أطباء بلا حدود". تحطم بيتها بعد قصفه بالبراميل المتفجرة، كما قتل معظم أفراد عائلتها. أمها نجت واضطرت للفرار معها عبر الحدود، حيث لم يعد هناك أطباء جراحون لعلاجها في سوريا. جسدها مليء بشظايا القنابل، وفي رأسها جرح كبير".

"يزرع العديد من السوريين خضروات في حقولهم لمواجهة الجوع. أُصيب هذا المزارع ببرميل متفجرات عندما كان يساعد أحد جيرانه الذي كان هو أيضا ضحية قصف في وقت سابق. وقال المزارع إن نظام الأسد يسعى من خلال مثل هذه الهجمات إلى زيادة عدد الضحايا إلى أقصى حد. كما يحاول إجبار الناس على مشاهدة مأساة الآخرين دون أن يستطيعوا فعل أي شيء".

"أصبح مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، والذي يقيم فيه ثمانين ألف لاجئ، عبارة عن مدينة صغيرة ولكن بدون ماء وكهرباء أو مراحيض. نقص في كل شيء، حيث لا تود الحكومة الأردنية أن يقيم الناس هنا بشكل دائم. مناخ الصحراء القاحل يزيد من صعوبة عيش اللاجئين السوريين في المخيم".

"فاليريو وكيفين ورثا وضع "بدون جنسية" عن والديهما ولا يستطيعان تقديم وثائق ثبوتية للسلطات الإدارية. فهما يسكنان في سيارة متنقلة لشعب السينتي والروما خارج العاصمة الإيطالية. ولا يسمح لوالدهما بالتحرك أو مرافقتهما للمدرسة وإلا فإنه سيكون مهددا بالسجن والإبعاد خارج إيطاليا".

"خلال زيارتي لمستشفى الرمثا في الأردن كانت هذه الطفلة تنظر باتجاه النافذة. أصيب رأسها بجرح كبير، حيث ذكر الأطباء أنها تعيش من حين لآخر فترات الصدمات التي عايشتها والتي تسببت بجروحها. إنها لن تستطيع الحياة دون مساعدة الآخرين".

"بدأ نزاع دارفور عام 2003. ولازالت آثار الحرب بادية على ما حدث آنذاك في البلدان المجاورة. هؤلاء الأطفال يزورون مدرسة اليسوعيين للاجئين في الصحراء شرق تشاد. فهم ولدوا هناك وترعرعوا في بلد فقير غير مستعد أيضا لإدماجهم فيه".

"وفق وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يقضي اللاجؤون بالمتوسط 17 عاما في المخيمات، أي كل فترة شبابهم. في شرق تشاد يجب على العديد من هؤلاء الأطفال تحمل مسؤولية إعالتهم وهم في السادسة من العمر. الجوع والنقص في المياه بالمخيمات في كل العالم يساهمان في نشأة جيل بدون تعليم وغير قادر على تطوير نفسه".

"شيماء لها ثلاثة أطفال، وتتخوف من أن لا تستطيع أسرتها العيش أبدا حياة طبيعية. في السابق كانت ربة بيت، حيث ساعدت زوجها في المزرعة. وتقول إنها لا تعلم لماذا بدأت الحرب، حيث كان هناك طعام وماء وكان بإمكان الأطفال زيارة المدرسة. أما الآن فإنهم يسكنون جميعا في بيوت مسبقة الصنع، ويعانون من الجوع".

ملاحظات لاجئ إريتري للناس في القطارات الألمانية

وتقرير رسومي آخر لغته الأصلية باللغة الإنكليزية يعرض تجارب لاجئ إريتري وملاحظاته في الشوارع ووسائل المواصلات الألمانية، وخصوصاً في الميترو (قطارات الأنفاق)، حيث ليس من المعتاد في القطارات الألمانية أن ينظر الناس بعضهم إلى بعض وليس من المعتاد أن يتحدث بعضهم مع بعض حين لا يعرف أحدهم الآخر، بل إنهم بالأحرى يجلسون في القطار هادئين، ولكن يوجد أناس قد يأكلون أيضاً في القطارات وقد ينزعج الآخرون من ذلك.

ويبين الريبورتاج أيضاً ما يجده هذه الشاب الوافد الجديد غريبا عنه في ألمانيا، ويسلط الضوء على تساؤلاته حول التصرف الأمثل له في مثل تلك الحالات. "ولعل هذا مظهر من مظاهر الانخراط في المجتمع من خلال معرفة كيفية التصرف الأمثل في الفضاء العام، ومعرفة ما هو معتاد وما هو جيد وما هو في إطار الأدب والتهذيب وما هو خارج نطاق ذلك"، كما تقول ليليان لموقع مهاجر نيوز.

مشاركون نشطوا في الحراك الشبابي والمجال الصحفي العربي والكُردي

قبل إجراء الورشة كان نادي الكوميكس الألماني قد أعلن باللغتين الألمانية والإنكليزية عن ورشة عمل تدريبية للتقارير الرسومية، علما بأن ورشة العمل كانت باللغة الإنكليزية. وتم توجيه هذا الإعلان لصحفيين ورسامين متمرسين، سواء أكانوا هواة أو احترافيين. ومن أجل المشاركة في الورشة، أرسل عدد من المتقدمين بطلب الاشتراك سيَرهم الذاتية وعينات من رسوماتهم وأعمالهم الصحفية إلى لجنة الاختيار، التي استعانت أثناء عملية فرز الطلبات أيضا بمتحدثين باللغة العربية لاختيار المرشحين المناسبين.

هذه الطفلة الجميلة تدعى شهد، تسكن في وسط برلين حيث قام دانييل بالتقاط صور لأطفال لاجئين ونشرها في مجموعة بعنوان "لديهم أسماء". وعن سبب قيامه بهذا العمل يقول "أريد أن أقدم للجمهور الإنسان الحقيقي خلف كلمة (لاجئ)، وأنا متأكد عندما يتواصل الناس فيما بينهم ويتحدثون مع بعضهم سيجدون الكثير من الأمور المشتركة".

إلهام طفلة كردية سورية في التاسعة من عمرها. لاحظ المصور دانييل ما تخفيه عيناها من حزن عميق، إلا أنها قد تبدو سعيدة في أوقات أخرى كباقي الأطفال من عمرها، حين تلعب بمرح وتضحك. أشار دانييل إلى أن ما يميز هذه الطفلة هو أنها "عندما تكون سعيدة هناك مزيج من السعادة والحزن يظهر في ملامحها بشكل مميز وغريب جداً".

يبلغ علي الرابعة من عمره تقريباً، جاء من العراق مع عائلته إلى ألمانيا حيث رُفض طلبهم باللجوء. وهم الآن في خضم عملية الإجراءات القانونية بعد الطعن بقرار الرفض والحصول على حق اللجوء. وينتظر علي مع عائلته الحصول على حق اللجوء والإقامة في ألمانيا من أكثر من سنة.

زينب (8 سنوات) ورقية (6 سنوات) من العراق. يصف زونينتاغ الوضع الإداري الخاص بأوضاع اللاجئين بأنه "فوضوي"، بالرغم من مساعي العديد من المنظمات الخيرية للتخفيف من وطأة هذه الفوضى. ويقول إن "مشكلة الفوضى لا تشكل سوى جزء من المشاكل اليومية الهائلة التي يواجهها اللاجئون، مثل الفشل الإداري ومعاداة الأجانب المتفاقمة وغيرها الكثير من المآسي".

قام زونينتاغ بالتقاط صورة له مع زينب، ويصفها بقوله "زينب، ذكية جداً وناضجة جداً بالنسبة لعمرها". كالعديد من الأطفال في مركز الإيواء، تعلمت اللغة الألمانية بسرعة كبيرة، اللغة التي يواجه البالغون صعوبة بالغة في تعلمها، لذلك أثبتت برامج التبادل اللغوي مع الألمان نجاحاً باهرا في تعلم اللغة".

هذه الطفلة الجميلة هي ألما عمرها 6 سنوات مع والدها أحمد. يعتقد زونينتاغ بأن الطريقة الأمثل لمساعدة الناس هي بالتوجه إلى مراكز الإيواء وتقديم المساعدة لهم. ويضيف "لدينا كلنا الأساسيات نفسها، نحن نأكل ونشرب وننام. وكلنا نسعى لرعاية عائلاتنا في بيئة آمنة ومناسبة. وبتواصل وتحدث الناس مع بعضهم سيدركون حجم الأمور المشتركة بينهم، لأننا جميعنا بشر".

زهراء..وصف المصور الطفلة زهراء بكلمات بسيطة: "زهراء طفلة مشاغبة، حالمة، رقيقة. تتمتع بقلب كبير ينضح بالحب". هذه هي زهراء من العراق التي لا تتجاوز السابعة من العمر.

آية (6 سنوات) وأخوها حمزة (7 سنوات) من سوريا. يعيشان في ألمانيا مع أختهما الصغرى ألما، وأخيهم الأصغر ريان (6 أشهر). يصف زونينتاغ حمزة بقوله "حمزة طفل رائع وحساس جداً"، ويضيف "يعيش حمزة في كنف والدين رائعين، لذلك سيكبر ليصبح رجلاً صادقا وقوياً".

كان المركز الدولي للمؤتمرات في برلين يعتبر من أكبر المراكز عالمياً. أغلق عام 2014 لصيانته وتنظيفه من مخاطر التلوث، وقد أعيد اقتتاحه مطلع العام الجاري ليصبح مأوى لأعداد كبيرة من اللاجئين، يقدر عددهم اليوم بما يقارب 600 شخص يعيشون في هذا المركز من مختلف الدول: سوريا، العراق ، أفغانستان، إرتيريا، ودول البلقان. (غوري شارما/ ريم ضوا)

من المشاركين في الورشة أسماء العبيدي (من مدينة الكاف التونسية شمال غربي تونس قرب الحدود الجزائرية)، وهي صحفية وطالبة ماجستير في الإعلام والصحافة بمدينة بون الألمانية. درست الهندسة البيولوجية في تونس، لكن مع أول نسمات الانتفاضة الشعبية في 2010 / 2011 نشطت ميدانيا وفي وسائل التواصل الاجتماعي وبدأت أيضا بالعمل في مؤسسات إعلامية واكتسبت تجارب صحفية مختلفة وأعمال إنتاج تلفزيونية وأخرى إنسانية، بحسب ما أخبرت موقع مهاجر نيوز. ولها كتابات اجتماعية وشبابية وأخرى متعلقة بالتحولات الديمقراطية والحريات الاجتماعية وقضايا المرأة في تونس بالإضافة إلى قضايا الهجرة والهجرة غير النظامية ووضع اللاجئين غير النظاميين في السجون الأوروبية.

ومن المشاركين في ورشة هامبورغ أيضا آلند شيخي من مدينة عامودة الواقعة في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا. بعد اندلاع الثورة السورية بدأ بالعمل الصحفي وعمل كمراسل لمواقع إعلامية سورية كُردية وعربية تزامناً مع دراسته في جامعة دمشق، ويعمل محررا في مواقع عربية وسورية، بحسب ما يذكر لموقع مهاجر نيوز.

وحول تجربتها في ورشة صحافة الكوميكس في هامبورغ تقول أسماء لموقع مهاجر نيوز: "ورشة صحافة الكوميكس التي شاركتُ فيها كان تجربة مميزة، خاصة في طابعها التعاوني. كانت لي شبه تجارب سابقة في المجال لكنها اقتصرت على ترجمة بعض مقاطع الكوميكس لا أكثر". وتضيف: "كانت الورشة ممتعة، من حيث الإطار الجغرافي أي مدينة هامبورغ وبالتحديد بمنطقة سانت باولي قلب المدينة النابض وملتقى الثقافات، لكنها كانت تحديا كبيرا كذلك، ويتمثل هذا التحدي في إنتاج قصص تهم اللاجئين والهجرة، تتسم عادةً بطابع درامي جدي بشكل مختلف، أي: كومكيس".

وحول مشاركته ضمن ورشة الكوميكس في هامبوغ يقول آلند شيخي: "كانت هذه أول مرة أشارك فيها بورشة كهذه، إذ لم يسبق أن قمنا بالتدرب على هذا النمط الصحفي أو بالأحرى لم يكن يوجد هذا النمط في الصحافتين السورية والكُردية بشكل عام".

وترى أسماء أن التحدي الثاني يكمن في العمل التعاوني نفسه، فللصحفي رؤية خاصة للقصة لا تتماشى أحيانا مع رؤية الرسام، "فتتضارب أحيانا الآراء، إذ يصر الصحفي على إبراز الطابع الفلسفي لقصته و يصر الرسام على رسم مقاطع ممتعة من القصة". وتؤكد قائلةً: "الأمر كان أصعب مما تصورت قبل بداية الورشة".

تناقض موجود في قوانين اللجوء بألمانيا

الريبورتاج الذي قام بإعداده آلند كان حول لاجئ كُرديّ سوري، مدينته تسيطر عليها عدة فصائل عسكرية كُردية وأخرى تابعة للنظام السوري، وتشهد المدينة بين الحين والآخر تفجيرات دامية من أطراف كـ "داعش"، وما زالت عائلته تعيش هناك ولا يُسمح له بطلبهم إلى ألمانيا، كما يذكر آلند لموقع مهاجر نيوز. أما مضمون التقرير الرسوميّ فكان حول التناقض الموجود في قوانين اللجوء بألمانيا، والقرارات التي تتخذ بحق اللاجئين الذين حُرموا من لم شملهم بعائلاتهم ومُنعوا من الانتقال إلى مدن كبرى في ألمانيا للبحث عن عمل، ومنهم سوريون.

أما موضوع التقرير الرسومي الذي قامت بكتابته أسماء فكان عن الهوية المتغيرة مع الجغرافيا. فعندما يهاجر المرء لا تعترضه فقط مشاكل السكن والوثائق وصعوبة اللغة، بل أيضا مشاكل الهوية التي تتأرجح بين عوالم مختلفة، كما  تحكي أسماء لموقع مهاجر نيوز: "إذ يغلب على 'هويتنا' الطابع  القومي عندما نكون في أوطاننا، وتأخذ طابعا 'نسويا شرسا' عندنا ننتقل إلى بلد تنتهك فيه حقوق النساء و تصبح الهوية 'إنسانية مواطنية شاملة' عند قدومنا إلى بلد يعتبرنا 'مجموعة أجانب' ".

عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.

قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.

رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.

الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.

داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.

في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.

هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.

كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".

كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.

الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟

الكاتب: ماريانه كاراكولاك / ملهم الملائكة

هذه قصة بيان، شابة فلسطينية من مدينة الخليل، تهاجر إلى بنغلادش للدراسات العليا تاركة مدينة ممزقة وشبيبة تتوق إلى التحرر، لتتشبع بقضايا النساء وضرورة النضال المستمر لتغيير واقع ملايين النساء المعنفات والمنتهكات حقوقهن حول العالم، بعد سنوات قضتها في جامعة آسيوية نسائية، تنطلق بعدها في رحلة جديدة إلى بلد لطالما حلمت بزيارته: ألمانيا، بعد حصولها على منحة جامعية لاستكمال ماجستير الدراسات الآسيوية بجامعة فرانكفورت.

مفارقة...فتاة ترتدي الحجاب تتعرض للسخرية من داعمين لحقوق الإنسان

تواصل أسماء سرد قصة ريبورتاجها لموقع مهاجر نيوز: ففي يوم خروج ملايين النساء حول العالم للاحتجاج والدعوة إلى سن تشريعات وسياسات تتعلق بحقوق الإنسان وغيرها من القضايا، بما في ذلك حقوق المرأة، وذلك بعد انتخاب دونالد ترامب، تضامنا مع كل النساء في أمريكا و غيرها من الدول، تعرضت بيان التي ترتدي الحجاب إلى سخرية ونقد من المشاركين بالتظاهرة، متسائلين: كيف لفتاة ترتدي الحجاب، بحسب رأيهم، المطالَبة بالحرية؟ تجد بيان نفسها مجددا في خانة التمييز فيتحول واقعها اليومي إلى محاولة لرفض كل الأفكار النمطية التي يحملها بعض الألمان عن المحجبات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل