المحتوى الرئيسى

"إصلاحي في عجلة من أمره" أم "ساعٍ إلى التفرّد بالعرش"؟

11/06 19:20

منذ تلك المقابلة المطولة معه، حين تصدرت صورته شبكة "بلومبرغ" كصاحب رؤية اقتصادية وإصلاحي سعودي و"Mr. Everything"، تجددت التساؤلات عن حجم الدور الذي سيلعبه نجل الملك الحالي في مستقبل المملكة.

ما تلى ذلك من إعفاء الملك المستعجل لوليّ العهد محمد بن نايف من منصبه وتعيين بن سلمان مكانه، وتوليه مناصب مفصلية أسهمت في تثبيت نفوذه، زاد من حدة التساؤلات.

ثم جاءت "ليلة السكاكين الطويلة"، كما جاء وصفها في وكالة "رويترز"، السبت الماضي. في تلك الليلة، انتشر خبر احتجاز 11 أميراً والعشرات من الوزراء والمسؤولين الحاليين والسابقين، إضافة إلى رجال أعمال متنفذين.

كان ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الملك السعودي عن تشكيل لجنة لمكافحة الفساد، أُسندت رئاستها إلى "الشاب الواعد" في المملكة.

هكذا، وبحسب ما أُعطي للجنة من صلاحيات، أصبح بإمكان بن سلمان "حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام"، فضلاً عن "التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها".

الجدير ذكره أيضاً، أنه قبل تلك الليلة الطويلة كانت قد صدرت أوامر ملكية قضت بإعفاء وزير الحرس الوطني ومعه وزير الاقتصاد والتخطيط من منصبيهما، فضلا عن إحالة قائد القوات البحرية إلى التقاعد.

مع التطورات الأخيرة، بات البحث في نوايا بن سلمان كـ"ساعٍ إلى العرش" أم "مكافح للفساد" أكثر إلحاحاً من ذي قبل بالنسبة للمراقبين.

انقسمت الآراء بين الاحتمالين، وتدفقت التحليلات بشأن تداعيات "الزلزال الذي هزّ المملكة".

في حساب الأشهر الماضية، يظهر بن سلمان بمثابة الحاكم الفعلي للمملكة السعودية، لكن - حسب المراقبين - يرتكز، إلى حين توليه مقاليد السلطة بشكل كامل، على استراتيجية إزاحة خصومه ومنتقديه.

يشيرون إلى أن الاعتقالات لم تطل وحسب من يُعتقد أنهم معارضين لسياساته الداخلية، بل أولئك الرافضين لنهجه الخارجي.

وكالة "رويترز" رأت أن القرارات الأخيرة تستدعي إلى الأذهان ما وصفته بـ"انقلاب القصر الملكي" الذي حدث في يونيو الماضي، مع إعفاء محمد بن نايف ووضعه رهن الإقامة الجبرية، في مصير مشابه للوليد بن طلال ورفاقه المحتجزين في فندق "ريتز كارلتون".

من بين من ضمّتهم لائحة الأمراء المحتجزين كان وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله.

هذا الاسم كان قد تردد مراراً بوصفه منافساً لبن سلمان، كـ"ملك المستقبل"، على عرش المملكة.

يقول الباحث أتش أي هيلير في مجلة "ذا أتلانتيك" لـ"وكالة الأنباء الألمانية" إن "اعتقالات هؤلاء الأمراء والمسؤولين السعوديين تتعلق بترسيخ السلطة والنفوذ"، معبراً عن مفاجأته من "السرعة التي يجري فيها هذا الأمر".

وفي مجموعة من التغريدات، شرح المغرد السعودي الشهير "مجتهد"، سيناريو ولي العهد بن سلمان لإزاحة الأمير متعب، في إطار التخلص من "جيوب العائلة التي لا تزال تمتلك رغبة بالانتقام والتغيير".

يشير "مجتهد" إلى أنه "بعد إقالة بن نايف وتحويل كل القوات المسلحة في الداخلية لسلطة بن سلمان مباشرة لم يبق من القوات المسلحة خارج سلطة الأخير إلا الحرس الوطني".

أما سبب حرص بن سلمان على تلك الخطوة، حسب المغرّد السعودي، فهو إزالة آخر عائق "عسكري" متمثلا في الحرس ضد اعتلائه العرش، حيث يُفسح الطريق لتنحي والده له واستلامه الحكم رسميا.

مجموعة تغريدات مجتهد @mujtahidd عن :

— نورة الحربي (@n_alharbi12) November 6, 2017

مع ذلك، بقيت تعبيرات "الصدمة" و"التخوف" بارزة في مقاربة خطوة بن سلمان.

في صحيفة "الغارديان"، كتب باتريك وينتور عن "الرجل الذي لا يأبه المخاطر على درجة لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط من قبل".

ورأى كاتب المقال أن "السرعة وعدم التنبؤ بتصرفات ولي العهد تقلق المستثمرين الأجانب... وأسماء المعتقلين يخطف الأنفاس".

في "واشنطن بوست"، حذر ديفيد إيغناسيوس من مخاطر خطوات بن سلمان لتعزيز حكمه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل