المحتوى الرئيسى

سرادق عزاء مفتوح فى وداع الشهيد أنور حمودة | المصري اليوم

10/23 21:44

خارج أبواب منزل متواضع فى قرية «ذات الكوم»، التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، التى اكتست بالسواد، تجمَّع عشرات الأفراد يثيرون الضجيج ويتهامسون بين اللحظة والأخرى بكلمات العزاء لإخوة وأسرة الرقيب الشهيد أنور محمد، الشهير بـ«أنور حمودة»، بعد سقوطه فى صفوف شهداء الشرطة فى الصحراء الغربية وتحديداً طريق الواحات، الكيلو 135، الذى بات يحظى بشهرة إعلامية بعد أن وضع كلمة النهاية لحياة عدد من ضباط وعناصر الأمن.

داخل المنزل الريفى الصغير توافد المُعزُّون إلى مجلس الحاج «محمد»، والد الشهيد المكلوم، وإلى جواره زوجته، يقدمون لهما التعازى ويشاطرونهما الأحزان، فيما تبقى الأم صامتة، ويحاول الأب الحفاظ على رباطة جأشه، ويقول بشدة تتناسب مع سنوات عمره المتجاوزة حاجز الـ70: «سعيكم مشكور».

كان الأب والأم قد اجتمعا بـ«أنور» للمرة الأخيرة صباح الخميس الماضى.. تذكر الأم بهدوء: «قال لى زى كل يوم: عاوزة حاجة يا أمة، قلتله: عاوزة سلامتك يا حبيبى.. بس ماشفتهوش تانى».

وفقاً لرواية «كرم»، ابن عم الشهيد وصهره، تلقت الأسرة نبأ استشهاد «أنور» عبر مكالمة هاتفية من أحد الضباط بقطاع الأمن الوطنى، حيث يعمل ويحظى بسيرة طيبة بين الزملاء والقادة على حد سواء.

اهتزَّت الأسرة لنبأ استشهاد الشاب الثلاثينى، ثم اهتزَّت مرة أخرى لمكالمة من هاتف الشهيد لأحد أفراد العائلة، كان المتصل من زملاء أنور وأحد رفاقه فى المأمورية الدموية الأخيرة، كان لايزال حبيس هضاب «الواحات» يسعى لطلب المدد والنجدة.

يقول والد الشهيد لـ«المصرى اليوم»: «مش هقول غير لا إله إلا الله.. لكن المفروض لما ناخد خطوة نكون دارسينها الأول». ويتذكر الأب بعض التفاصيل عن سنوات أمضاها فى قتال العدو إبان حرب السادس من أكتوبر، ويقول: «أنا كنت فى الجيش وحاربت فى 73.. قعدنا سنين فى تخطيط واتذلينا لحد ما حاربنا».

ورغم غضبه لسقوط ابنه شهيداً فى ظروف عمليات لاتزال غير معروفة الملابسات فإنه لايزال يتمسك بحق الشهيد، متمثلاً فى القضاء على البؤرة الإرهابية حيث استُشهد.

يضيف الأب: «أنا ما أعزِّش ولادى كلهم علشان البلد، إخواته هيتطوعوا مكانه ويجيبوا حقه، وأنا لولا المرض كنت اتطوعت، أروح العريش، أشتغل أى حاجة بس أجيب حق ابنى».

ترك الشهيد «أنور» من خلفه 3 أطفال، محمد ورحاب وسيف، إلا أن ذلك لم يمنعهم من إدراك رحيل الوالد. وفى «حوش» المنزل يجلس «محمد» أكبر أبناء الشهيد فى مجموعة كبيرة من زملاء مدرسته، أغلبهم بملابس المدرسة الرسمية يحملون حقائب الكتب، فيما فضَّلوا القدوم لتقديم واجب العزاء لصديقهم الصغير.

وبقيت صديقات «رحاب» من الجهة الأخرى يحملن إليها ما فاتها من واجبات مدرسية. وتقول عمة الصغار فيما تحاول كبح نحيبها: «دول صغار لسه مايدركوش، لكن لما يكبروا هيفهموا إن أبوهم شهيد وعمرهم ماهينسوا».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل