المحتوى الرئيسى

«أكشاك الفتوى».. فكرة «فاشلة» لا تموت

10/23 17:29

- من النسخة الورقية للجريدة الأسبوعية    

نائب برلمانى يطالب بوضعها داخل المحاكم: لا تتعارض مع مدنية الدولة

أمين الفتوى الأسبق يرد: ستكون عديمة الجدوى.. والإعلام أفشل تجربة المترو

رغم أن التجربة كانت محلًا للجدل فى الشارع المصرى، فإن الحديث عن «أكشاك الفتوى» عاد مجددا عن إمكانية تنفيذها داخل مقار المحاكم المختلفة على مستوى الجمهورية.

فمع فشل هذه التجربة والسخرية من إقامتها فى مترو الأنفاق، وعدم تحقيقها الهدف المنشود، إلا أن دعاوى برلمانية قادها شكرى الجندى، وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، تريد إحياءها من جديد.

الجندى وصف إقامة هذه الأكشاك بالمهمة العاجلة، مشيرًا إلى أنه تقدم بمقترحه إلى الأزهر الشريف ووزارة العدل، لتوسيع عمل لجان الفتوى فى مقرات المحاكم ومديريات الوزارات المختلفة بالمحافظات.

وكان مجمع البحوث الإسلامية قد أكد أن فكرة «كشك الفتوى»، بمحطة مترو الشهداء، تهدف إلى تحقيق التواصل المباشر مع الجماهير لمواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة ودعم جهود الدولة فى محاربة الإرهاب وحماية الشباب من الاستقطاب، إلا أن الفكرة باءت بالفشل واضطر المجمع، فى أعقاب عيد الأضحى الماضى، لرفع «الكشك» بدعوى تقييم التجربة والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها.

وأكد «الجندى» أهمية عودة هذه الأكشاك مجددًا، ولكن هذه المرة داخل أروقة المحاكم، بدعوى أنها أكثر الأماكن احتياجًا لتوضيح الرأى الشرعى، فى الكثير من مواطن الخلاف بين الناس، قائلًا: أصحاب الحاجات الذين تنتهى بهم الأمور إلى الاختصام فى المحاكم، يحتاجون إلى إصدار فتوى.

وشدد الجندي لـ«اليوم الجديد» على أن فكرته لاقت قبولًا لدى قطاع عريض من النواب الذين دعموه الفكرة، وأيدوه فى وجهة نظره، وأن الكثير منهم على وعى كبير بأن الموضع الصحيح لهذه الأكشاك من البداية فى المحاكم.

وردّ الجندي، على بعض الأصوات التى ارتفعت مؤخرًا لمهاجمة فكرته على اعتبار أن مصر دول مدنية وأن اقتراح الفكرة يتعارض مع الدستور، قائلًا: الدستور أكد فى مادته الثانية أن الدين الإسلامى هو المصدر الأول للتشريع، وإقامة هذه الأكشاك لا يتعارض مع فكرة الدولة المدنية، بل يساعدها فى محاربة الأفكار التى يبثها دعاة التطرف من خلال تبصير الناس بأمور دينهم من قبل الجهات الدينية الرسمية.

واتهم النائب البرلمانى، مهاجمى الفكرة بأن لديهم غلو فى التفكير خصوصا فى ظل اتهام البعض بأن تعزيز إنشاء هذ الأكشاك يساعد على نشر التطرف، مؤكدًا أن وجودها مهم للمرحلة الآنية داخل المحاكم لأنها ستخفف من وطأة الخصومات والنزاعات وستساعد القضاة فى حل العديد من المشكلات، وتحديدًا قضايا الأسرة والميراث.

على النقيض من ذلك، أكد عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن وجود أكشاك للفتوى بالمحاكم عديم الجدوى، فى ظل انتشار العديد من هذه اللجان فى جميع المحافظات ومناطق الوعظ.

وأوضح الأطرش لـ«اليوم الجديد» أن لجنة الفتوى فى مناطق الوعظ، مكونة من 4 أعضاء وسكرتير لتسجيل الفتاوى، بالإضافة إلى وجود لجان أخرى فى جميع مراكز المحافظات وفى المراكز الأزهرية على مستوى الجمهورية.

ورأى الأطرش، أن استصدار الفتوى لا يلزمه إقامة أكشاك لها فى المحاكم، قائلًا: الفتاوى يقبل عليها أصحاب الاسئلة فى كل وقت، معقبًا: الفتوى الآن أصبحت على مرأى ومسمع الجميع من خلال إذاعة القرآن الكريم، والقنوات التليفزيونية خصوصا قناة الناس الأزهرية، وأئمة المساجد.

ولفت الأطرش، إلى أن فكرة إقامة أكشاك للفتوى بمحطات المترو ومحاولة استنساخها بالمحاكم تأتى تأسيسا على أنظمة المملكة السعودية التى تنتشر فيها هذه اللجان فى الشوارع وبجوار الحرم المكى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل