المحتوى الرئيسى

بالصور| الإليزيه.. إمبراطورية الحكام الفرنسيين

10/23 15:37

بناء ضخم يتسم بالفخامة والرقي، طرازه يعود إلى القرن الثامن عشر، نقوش وهندسة معمارية ذات طابع فرنسي كلاسيكي، تحدي مئات الأعوام، هو قصر "الإليزيه"، الذي تزيد مساحته عن 11 ألف متر، ويقترب ارتفاعه من برج إيفل الذي يجاوره في شارع الشانزليزيه، والمنتظر أن يجمع غدا، قمة ثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ولدت فكرة بناء الإليزيه، مع رغبة الكونت لويس هنري دي لاتور دوفيرن في حكم باريس، عام 1718، ليكون مقر إقامة مؤقت له، وعقب وفاته، اشترت القصر جان أنطوانيت بواسون مركيزة، بومبادور وعشيقة الملك لويس الخامس عشر، الذي أراد أن تسكن قرب مقره، في 1753، وكلفت المهندس المعماري لاسورانس بتصميم المجلس الرسمي والطابق الأول والرواق المعمد وسياج الشجيرات، وساهم بنائه في ازدهار المعمار بالعاصمة وتركز طبقة النبلاء بها.

في العام 1764، آلت ملكية الإليزيه إلى الملك لويس الخامس عشر لوفاة أنطوانيت، ومن ثم خصصه لاستقبال وإقامة السفراء، وأضاف إليه أجنحة جديدة، وأنشأ حديقة على الطراز البريطاني وبحيرة صغيرة، وحوّله إلى معرض الصور الزيتية للمرافئ الفرنسية، ثم انتقل إلى الدوقة دي بوربون فسمته فندق دي بوربون، وبعد أعوام تحول القصر إلى مطمع للكثيرين، فاستولى عليه الثوار إبان الثورة الفرنسية واعتقلوا الدوقة، وأصبح مقرا لهيئة نقل القوانين والأنظمة، ودار طباعة عام 1794، ثم تحوّل إلى معتقل للمدانين من أركان النظام الملكي من قبل محاكم الثورة.

وبعد مرور 3 أعوام، تم الإفراج عن دوقة دي بوربون واستردت القصر، وأجّرت طابقه السفلي لأسرة برجوازية للحصول على دخل مالي، بعد أن صادرت الثورة أغلب أملاك وامتيازات النبلاء والكنيسة، وعدّلت الأسرة التي استأجرت القصر الطابق السفلي، ففتحت ممرا للجمهور إلى حديقته، كما شهد نشاطات ترفيهية، وأطلقت عليه اسم فندق الإليزيه لأول مرة، الذي يعني باليونانية "جنان الشهداء".

شهد القصر الملكي أحداثا عدة عبر تاريخه، خلال نهاية القرن الثامن عشر، ففي مطلع القرن الجديد ومع استيلاء نابليون بونابرت على السلطة وقيام الإمبراطورية في عام 1804، انتقلت ملكية الإليزيه إلى جواكيم مورا صهر نابليون، فمكث فيه حتى يعينه الإمبراطور ملكا على نابولي وإيطاليا في 1809، فتركه يسميه الإمبراطور إليزيه نابليون.

وعقب دخول قوات الحلفاء فرنسا، أصبحت الإقامة في القصر بالتناوب بين الشخصيات البارزة، بمن فيهم قيصر روسيا ودوق ولينجتون، وتحول اسمه إلى الإليزيه الوطني في العام 1820. وبعد الأحداث المتعددة التي شهدتها جدران القصر، وتحديدا في العام 1848، تم إعلانه كمقر دائما لرئيس البلاد، خلال الجمهورية الثانية عام 1848، وانتقل إليه الرئيس لويس نابليون بونابرت، وتعاقب عليه 23 إمبراطورا، و23 رئيسا لفرنسا، رغم الكثير من التحولات الحروب والأحداث التي شهدتها فرنسا، ولم يُغادر رئيس فرنسا الإليزيه إلا بعد الاحتلال النازي في العام 1940 ليعود إليه في 1946.

يقع الإليزيه حاليا في شارع فوبور سينتا ونريه قرب الشانزيليزيه، وتبلغ مساحته المبنية 11 ألف متر مربع موزعة على 3 مستطيلات أوسطها هو الأكبر، ويتضمن مكتب رئيس الجمهورية الموجود وسط الطابق الأول في الجهة المقابلة للمدخل والساحة المؤدية منها إلى المدخل الشهير الذي يستقبل فيه الرئيس عادة ضيوف فرنسا، وفي جناح البنية المطل على الحديقة تُوجد قاعة الأفراح المخصصة للفعاليات الاحتفالية بمناسبة الأعياد الوطنية، أما حديقة الإليزيه فتمتد على مساحة قدرها هكتاران.

يتألف الإليزيه من 3 طوابق، فضلا عن طابق تحت أرضي يضم 90 وحدة معمارية من أصل 300 يتألف منها القصر، وتتوزع بين غرف ومكاتب وقاعات وصالونات، وتوجد إلى جانب مكتب الرئيس القاعة الخضراء، وهي قاعة الاستقبال الوحيدة في الطابق الأول، في حين توجد 16 قاعة استقبال أخرى في الطابق الأرضي، ويحتوي على أكثر من 340 ساعة ميكانيكية، وتتنوع مبانيه بين مبان إدارية تضم المكاتب والقاعات والمطابخ ومستودعات السيارات إلى غير ذلك، ومبان خاصة تضم أساسا الشقق الرئاسية المخصصة لإقامة رئيس الجمهورية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل