المحتوى الرئيسى

"أشكال وألوان ياحب الرمان".. بدء موسم الذهب الأحمر بأسيوط | أسايطة

10/22 16:26

الرئيسيه » أخر الأخبار » “أشكال وألوان ياحب الرمان”.. بدء موسم الذهب الأحمر بأسيوط

“حب الرمان.. كان ورد زمان علي عود نعسان.. والهوا صحاه ونداه وسقاه.. أشكال وألوان” تبدأ محافظة أسيوط تحديدًا فى مركزى ساحل سليم والبداري، موسم جمع الرمان، والذي يستمر حتى نهاية أكتوبر الحالى.

فالأجواء هادئة والساعة شارفت على الثالثة عصرا، صاحب البستان ورفاقه والعاملون بصحبه أطفال صغار يجتمعون حول ثمار الرمان المُلقاة على الأرض بعد قطفها لتعبئتها.

البستان مساحته تتسع إلى فدانين ووسط الفدانين مجرى مائى صغير، مُنشأ حوله حاجز أسمنتى قصير جدا أشبه بقناة تتسلل مياه الرى بين حواجزها لرى البستان.

ففى مركز ساحل سليم الذى يُعد الثانى بعد مركز البدارى فى تصدير الرمان، بعد تراجع مركز منفلوط الذى كان ينافس بقوة على المركز الأول بدأت جولة “ولاد البلد” فى بستان وليد سيد أحمد، بقرية الجمسة.

يستقبلك على مدخل القرية الضيق برادات للرمان يسد الواحد منها الطريق، ويعلو حتى يُطاول أفرع أشجار الرمان المتراصة بجوار أشجار المانجو، وعلى أرض البستان يجلس عبدالمنعم ثابت، مزارع، متخذا وضع القرفصاء أمام أكوم الرمان يمد يديه التى عجنها طين الأرض وتلونت بسواد الشقاء ليفحص الثمار لتعبئتها وفوق رأسه عمامته البيضاء التى اكتست بتراب الزرع وحول أحوال الرمان فى مركز ساحل سليم ومراحل زراعته، بدأ حديثه وهو يحدق صوب الحبات دون أن يدير وجهه أو يسمح للوقت أن يسرقه من عمله ليقول: ساحل سليم تتصدر المركز الثانى فى زراعة الرمان وتصديره بعدما تراجعت منفلوط التى ظلت لسنوات طوال متصدرة.

فالبدارى هو بداية الرمان، وسبب تراجع ساحل سليم “عشان إحنا بنكسل شوية فى الرش عشان مصاريفه عالية”، فمن المفترض الرش لمواجهة الآفات كل 15 يوما ولكننا نرش كل شهر  نظرا لارتفاع الأسعار وهذا يؤثر على المحصول سلبا حيث تتكاثر آفة الأكاروس التى تهدد الزرع وتهاجمه وتغتال المحصول وتنمو حشرات وديدان تسبب فى هلاك الكثير من الثمار وهذا يودى بنا إلى الخسارة.

لقد تضاعفت أسعار الرش كثيرًا “أبو خمسة بقى بعشرين” ولهذا تكبدنا خسائر كبيرة ففى هذا العام خسارة حوالى عشرة آلاف جنيه فى الفدان الواحد.

امتدت يده صوب حبة من الرمان ضخمة الحجم ولكنها مليئة بالشروخ وأوضح ثابت أنها “شُرك” أى غير صالحة للتصدير وتُباع بأسعار زهيدة جدا “الكيلو بأربعة ونص فى السليم والشُرك بنص جنيه بناخد 15 جنيه أو سبعة جنيه فى الكرتونة”، وهذا أول عام نواجه فيه مثل هذه الخسارة الكبيرة.

المجرى المائى خالٍ من المياه لتوقف دورة الرى لبدء الحصاد وعلى أرض البستان زراعات لأشجار المانجو تتراص بجوار أشجار الرمان وفى الناحية الأخرى من أرض البستان تتسلل أعواد نبات الملوخية، وعلى طول الأرض ينتشر أطفال صغار يشاركون حفل جنى المحصول

يتوزعون بأرض البستان ومنهم من يصعد أفرع الشجرة قاطفا الثمار بحنكة، ولم يمنع ذلك من احتساء الحضور لقليل من الشاى ككرم ضيافة أعده عبد المنعم فوق ذلك “الوابور” المُستقر بداخل المجرى المائى.

فوق مجموعة من الكراتين كان ثابت عبدالعال، يجلس متجاذبا أطراف الحديث مع العمال بداخل البستان ثم أمسك بثمرة رمان، موضحا أن لتقطيعها طريقة خاصة ممسكا بآلة حادة صغيرة مقطعا الثمرة على شكل وردة تحتفظ بجميع حباتها دون أى خسارة لحبة واحدة من فصوص الرمان.

لم يكن وليد سيد، صاحب البستان، متواجدا عن بدء الحوار وبينما يسرد عبدالمنعم حديثه انطلق صوت تروسيكل مهمته نقل كراتين الرمان يستقله وليد، أوقف تشغيله ودخل بستانه مرحبا

واستأنف الحديث راويا: زراعة الرمان كانت مثمرة وجيدة جدا ولكن المصروفات صارت باهظة “فى ناس وقعت الرمان لأنه مش جايب همه، التكاليف عالية وسعر التصدير تعبان”، والمصدرون هم سبب تدنى سعر الرمان وأحيانا المصدر يأتى بمهندس مصرى من أى محافظات أخرى خلاف أسيوط يصممون على تعبأة الرمان بأيديهم.

جلس وليد أمام الثمار التى تم جنيها يفصل “الشُرك” عن السليم ويُعبأ فى الكراتين مستكملا حديثه: تبدأ زراعة الرمان فى فبراير من كل عام والجمع يبدأ فى مايو حتى ديسمبر وأول من يبدأ فى مايو هو الرمان الأسيوطى، فهناك الأسيوطى والعربى والبلدى وأفضلهم الأسيوطى للتصدير والعربى للأكل.

وعن أدوات الجمع يوضح سيد، المقص هو الأداة التى لا تُفارق يد العمال ولكن الذى يتم تصديره يتم قطفه بدون “شِلح” وهو الفرع الصغير للثمرة فلو تركنا به “الشِلح” سيحدث خدش للثمار أثناء التصدير وتتعرض للفساد،  أما المحلى فيُترك “بالشِلح” لأنه يعتبر زينة.

وتتعدد الدول المستوردة للرمان فمنها سوريا والسعودية ودبى وبعض من الدول الأوروبية ولها يذهب الرمان الفاخر

وبسؤاله كيف تكون التفرقة بين أنواع الرمان أجاب قائلا: الأسيوطى يتلون باللون الأحمر بدون رش ولونه أكثر حمرة من أى نوع وطعمه حادق “محدش يقدر ياكله”.

البراويطة والبرانيك والكراتين أدوات رئيسية عند الجمع تتوزع فى أرجاء أى بستان للرمان، البراويطة تُلف بين الأشجار لتعبئة الثمار المجموعة لإلقائها فى مكان التجميع استعدادا للتعبئة فى البرانيك والكراتين.

ورغم خسارة المزارع الشاب إلا أنه مازال مصمما على الاستمرار فى الزراعة قائلا: صحيح أن المكسب ضعيف لأن الأدوية باهظة الثمن ولكنى سأُكُمل المسيرة واستمر فى الزراعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل