المحتوى الرئيسى

من ذبح الأطفال إلى أنظمة «gbs».. أسرار صادمة في عالم التنقيب عن الآثار

10/22 15:50

لا يمر يوم وإلا يعلن فيه عن إحباط محاولة للتنقيب عن الآثار، أو سقوط ضحايا داخل حفرة أثناء محاولة التنقيب عن الكنوز، ما لفت انتباه الداخلية التي كثفت من حملاتها للتصدي لتلك الظاهرة، تركزت ضربات الأجهزة الأمنية على القبض على الدجالين والكشافين عن الآثار، مما سلط بدروه الضوء على العالم الخفى لـ«الكشافين» وهم المصدر والمحرك الأساسى لعمليات البحث والتنقيب.

فى لغة تجارة الآثار هناك بعض الأساسيات والتى تقوم عليها تلك التجارة المجرمة، ومن ضمنها "الكشاف" والتى تعنى قدرة الشخص على اختراق بواطن الأرض ورؤية ما بها وتحديد كل محتويات المقابر من كنوز وآثار وبالرغم من أن ذلك يعتبر من الخيال، ولكن ما يطلق عليهم "الكشافون" يمتلكون قدرة هائلة على الإقناع من خلال تركيبة الحلم الكبير فى عقول الطامعين والسذج.

وفقا للتجارب والمعلومات فإن الكشافين يدخلون على الضحية بطريقة "العارفين بالله" وببواطن العلم ولا يطلبون أموالا أو ما شابه ذلك وهنا يستأنس بهم الضحية من خلال الورع والتقوى اللذين يظهرونهما له وبعد الكشف المفتعل وتحديد ما يوجد فى باطن الأرض من ثروات تقدر بالمليارات تبدأ أصول اللعبة المرتقبة، لكن «دلوقتى الكشاف بقى مودرن وبيستخدم بجانب البخور gbs وذلك لزيادة إتقان الدور»، حسب تعبير مصدر بشرطة الآثار، مشيرا إلى أن عدد الكشافين وصل فى مصر إلى قرابة 150 ألف كشاف ودجال فى مجال الآثار، بحسب إحصائيات غير رسمية.

في سبيل إتقان خدعته يطلب الكشاف أو الدجال طلبات غريبة للغاية، فمنهم من يطلب أشياء محرمة وصعبة مقابل أن يرشد عن مكان الكنز، فمنذ سنوات ذبح طفل غرب محافظة الأقصر، وخطف آخر شرق المدينة لذبحه وتقديم دمه قربانا لفك رصد فرعوني يحرس كنزا، نتيجة الاستعانة بشيخ يستعين بخادم من العالم السفلي، وهناك مدارس وشيوخ يرفضون ذلك ويعتبرونه جريمة لا تغتفر.

وكشفت تحقيقات نيابة الصف فى أبريل الماضى، عن مفاجآت حول مصرع فتاة خنقا، على يد والدها، بعدما أفاد عدد من جيران والد الفتاة أنه قتلها لتقديمها قربانا للجن، ليتمكن من فتح مقبرة أثرية أسفل منزله، وأشارت إلى أن جيران الفتاة قالوا إن والدها مشهور عنه التنقيب عن الآثار، وأنه استعان بدجال لفتح مقبرة أسفل منزله فأخبره بأنه يجب عليه تقديم قربان للجن لكي يفتح المقبرة فقام بقتل ابنته خنقا. 

وأضافت التحقيقات أن أهالي عرب أبو ساعد أبلغوا بوفاة فتاة داخل منزلها فانتقلت النيابة العامة لإجراء معاينة تصويرية، ومناظرة الجثمان، وتبين للمحقق وجود مفتش الصحة، قد توجه لتوقيع الكشف على الفتاة، دون إخطار من النيابة، كما أسفرت المناظرة عن وجود حز بالرقبة من الأذن للأذن. 

وكشفت معاينة النيابة عن وجود آثار حفر بمنزل الأب وتم ردمها حديثًا، إذ تبين أن الأب قام بردمها بعد إخلاء سبيله لإخفاء علامات تنقيبه عن الآثار فاستعجلت النيابة تقرير الصفة التشريحية حول وفاة الفتاة.

أشار المصدر الأمنى، إلى أن هناك عددا من الطرق والتى أصبحت معروفة للنصب فى عالم البحث عن الآثار، ومن بينها طريقة الجرار المليئة بالذهب وتلك الطريقة تبدأ حينما يحدد النصاب مكانا فى غرف البيت باعتبار أنه "كشاف" ويستطيع رؤية كل ما هو موجود داخل باطن الأرض وعند تحديد يوم العمل يدخل النصاب تلك الغرفة بمفرده ويطلق البخور ويردد الكلمات المبهمة التي يتعمد أن يسمعها كل من هم خارج الحجرة وبعد فترة يخرج متظاهرا أنه فى غاية الإرهاق.

وبعد أخذه قسطا من الراحة، يأمر صاحب المنزل ومن معه أن يحفروا له قبرا فى الغرفة، وفى الأغلب تكون بمقاس طول مترين وعرض متر وعمق متر فى البداية، وبعد الانتهاء من الحفر يأمر بإحضار قماش أبيض يغطى ذلك الحفر تماما، ثم يدخل بمفرده الحجرة ثانيا ويطلب دلوا من الماء ويغلق عليه الباب كالمرة الأولى، وهنا يطلق البخور ثم يعلو صوته بالترانيم السحرية حتى يسمعه الحاضرون فى خارج الغرفة، ويبقى على هذا الوضع قرابة ساعة ثم يخرج للجميع متظاهرا مرة أخرى بالإرهاق الشديد، وهنا يقول لهم بصوت مبحوح "خشوا شوفوا الأوضة"، وهنا يهرع الجميع لرؤية الكنز وفى الأغلب بإضاءة كشافات الموبايلات، يجدون جرارا وقد خرجت أعناقها من باطن حفرة القبر، وهنا يطلب "الكشاف" منهم أن يخرجو ما بها من كنوز.

وهنا تبدأ عملية الخداع ويدخل الضحية للمصيدة، فعندما يمد بعضهم يديه يجد عنق الجرار مفتوحة وبها بعض من النقود وباقى العنق مغلق وبقية الجرار داخل الأرض ولا شيء ظاهرا سوى عنق الجرار فقط وداخل كل عنق بضع نقود من عملات رومانية من الذهب والنحاس.

فى هذه اللحظة وبعد دخول الضحية للمصيدة، يبدأ "الكشاف" فى نصب شباكه حتى يحصل على المال، ويخبرهم الدجال بأنه كان على مشارف أن يحصل على الكنز من باطن الأرض وبسبب نفاد "البخور" منه لم يكمل استخراج الكنز، ويختفى لعدة أيام وهنا تنهال الاتصالات عليه من الضحايا ليعرفوا أسباب تأخره، فيكون الرد عليهم "محتاج دولارات علشان أجيب بخور مغربى"، وهنا يفاجئ الجميع بأن مبلغ البخور يصل إلى مليون جنيه خلاف مصاريف السفر إلى المغرب بنفسه، لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يعرف حقيقة بخور الطقش المغربى، وفقا لضحايا تنقيب.

وأوضح الضحايا أن السيناريو أصبح على وشك الانتهاء، ففى الأغلب يقوم "الكشاف" بإخبار المجنى عليهم بشرائه للبخور ومن الجانب الآخر يبلغ مباحث الآثار بأن هناك جماعة يحفرون فى منزلهم وقد عثروا على كنز فرعون، حتى يهرب بالأموال ويكون غير مطالب برد المبلغ، وهنا يتم مداهمة المكان ولا يستطيع صاحب المنزل استكمال طريق البحث عن الكنوز.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل