المحتوى الرئيسى

برعاية محمد بن راشد..انطلاق "مؤتمر القادة لحروب القرن 21"

10/22 09:32

شعار مؤتمر "القادة لحروب القرن الواحد والعشرين"

 انطلقت، الأحد، أعمال المؤتمر السنوي الثاني لوزارة الدفاع الإماراتية "مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين"، الذي يعقد تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتستمر فعالياته على مدار يومين في مقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ومقر أكاديمية ربدان في أبوظبي.

وأكد محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع الإماراتي، أن "تنظيم هذا المؤتمر يأتي تعزيزا لرؤية وزارة الدفاع في كونها مؤسسة وطنية استراتيجية تتناول القضايا المتعلقة بالدفاع عن الدولة، ولهذا يتحتم عليها استشراف المستقبل والعمل على استباق معطياته وظروفه المحتملة استعدادا لمجابهة التحديات".

وقال في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إن المؤتمر يعكس حرص الوزارة على تطوير الفكر الاستراتيجي وتوحيد الوعي المعرفي الوطني وتعميق إدراك جميع المكونات الوطنية بطبيعة التحديات، مشيراً إلى أنه جاء اختيار وزارة الدفاع لموضوع هذا المؤتمر "مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين" محاكاة منها للواقع، بما فيه من تحديات آنية واستشرافا لمستقبل الصراع في المشهدين الإقليمي والدولي.

وأشار إلى أنه "ليس جديدا عبر التاريخ بأن طبيعة الحرب متغيرة بتغير ظروف النزاعات والصراعات، ووفقا لتطور الأسلحة وأدوات القتال ومختلف الإمكانات، ولكن الجديد هو حجم القفزات التكنولوجية الهائلة المتمثلة بالثورة الرقمية، التي ستقود التغيرات الجذرية لطبيعة الحرب في المستقبل المنظور".

وأضاف "لقد تداخلت مختلف العوامل في تأثيرها على سرعة ووتيرة التغير حتى لفها الكثير من الغموض فأصبح إدراك آثارها الاستراتيجية معقد وخطير"، مؤكدا أن حروب المستقبل تتلخص في أنها أصبحت تستهدف المجتمعات بأدوات غير عسكرية، كما تهدد كيانات الدول باستهداف جميع مفاصلها ومكوناتها من الداخل بهدف شلها وإفشالها.

وأشار إلى أن هناك تطورات في مصطلحات ومفاهيم جديدة لوصف الحرب غير التقليدية من حيث أدواتها مثل الحروب اللامتماثلة والحروب الهجينة، كما توسعت من حيث نطاقاتها لتشمل الحروب الاقتصادية والمالية وحروب الفضاء الإلكتروني والحرب المعلوماتية والحرب البيئية والحرب النفسية بهدف التأثير على الفكر والقدرات الاستراتيجية وتدمير بنية المجتمع، إضافة إلى استهداف كافة الموارد الوطنية.

وأضاف "كل ذلك قد يتم بأسلوب لا مركزي ومن خلال تحالفات واسعة قد تضم دولا وجماعات ومنظمات وتنظيمات مسلحة وجيوشا نظامية، إضافة إلى شركات قد تساندها أو شبكات إجرامية لها تأثيرات مدمرة على المجتمعات، مثل صناعة الاقتصاد الأسود الذي بات يجتاح الاقتصاد الرسمي العالمي وينهكه، حيث تعمل كل تلك القوى المتباينة بأساليب مضللة وخفية ولكنها متعمدة، كما تتحرك بأنماط غير تقليدية يغيب فيها الوضوح، حيث لا يمكن تحديد مركز قيادتهم أو تحديد أرض تقليدية للمعركة".

وأكد محمد بن أحمد البواردي أن من منطلق الضرورة الاستراتيجية لتحقيق التكامل وتوحيد المفاهيم المتصلة بالبيئة الأمنية الاستراتيجية يأتي تنظيم وزارة الدفاع لمؤتمرها "مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين"، مشيرا إلى أننا "نستذكر في هذا الصدد مقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،"الإمارات تمكنت من تحقيق مكانتها الريادية عالميا بفضل الابتعاد عن التفكير التقليدي، والتركيز على الاستشراف المبكر للمستقبل، ووضع سيناريوهات واستراتيجيات استباقية لها".

وقال إن برنامج "مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين" سيتناول موضوعات تشمل شكل الحرب المتغير في القرن الحادي والعشرين والاستراتيجيات الحكومية اللازمة لمواجهة التهديدات التي تشكلها حروب القرن الحادي والعشرين وآليات الاستجابة الفعالة وفق أفضل الممارسات العالمية وأهمية الخطابات الاستراتيجية، وخلق تأثير عن طريق استخدام وسائل غير عسكرية في حروب القرن الحادي والعشرين، كما سيتناول الحدث أيضاً الجغرافيا السياسية للتقدم التكنولوجي والاقتصادي والتأثيرات المحتملة على دولة الإمارات.

وأكد محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع في ختام كلمته "أن تعزيز المعرفة الاستراتيجية هي وسيلة وأسلوب لتحقيق الغايات الوطنية، كما أنها حاجة ضرورية لنا جميعا كل في مجال تخصصه وتتحقق بعملنا المشترك وفق أهداف تتمثل في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين وزارة الدفاع والمؤسسات الوطنية الأخرى والشركاء الاستراتيجيين، إضافة إلى إعداد قادة المستقبل على مختلف مستويات ومكونات القوى الوطنية في دولة الإمارات والقادرين على استباق ومجابهة تحديات المستقبل.

وأضاف "نحث الجميع على الاستجابة لهذه الحاجة الحيوية، فجميع المؤسسات الوطنية لديها دور حيوي تضطلع به في مجال الأمن والدفاع بهدف تحقيق الواجب الوطني المشترك الأسمى، وهو الحفاظ على استقلال وسيادة الاتحاد وعلى أمنه واستقراره وحماية وجوده وتحقيق النصر".

ويشارك في المؤتمر السنوي لوزارة الدفاع "مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين" نخبة من كبار المسؤولين وأبرز الخبراء والمتخصصين والأكاديميين على الصعيدين الوطني والدولي في مجالات الاستشراف الاستراتيجي للمستقبل والقضايا الأمنية والعسكرية.

وتهدف وزارة الدفاع من خلال مؤتمرها إلى تسليط الضوء على التحديات الناجمة عن التطورات في مجال الحروب المعاصرة وزيادة المعرفة الاستراتيجية الضرورية بطبيعة الصراعات المعاصرة والمستقبلية.

ويوفر المؤتمر فرصة ثمينة للاستعداد للتحديات المتوقعة من خلال تقديم أحدث الرؤى المتعلقة بالاتجاهات سريعة التطور في طابع الصراع وتأثيرات التهديدات المحتملة الناشئة والمتغيرة على البيئة الأمنية الاستراتيجية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل