نصر سالم: الإرهاب في مصر «ينتحر» (فيديو)

قال اللواء ناصر سالم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن التضارب في المعلومات حول الحادث الإرهابي الذي وقع على طريق الواحات، مساء أمس الجمعة، كان أسوء من الحادث نفسه، إذ شوّش الآراء وبث نوعًا من عدم الثقة في البيانات، لافتًا إلى أنه كان يجب الانتظار لحين صدور بيانًا رسميًا من وزارة الداخلية.

وأضاف سالم، خلال لقاء له عبر فضائية «الغد»، أنه لا يمكن تحقيق سبق إعلامي على حساب الصدق والمعلومة الصحيحة، إذ صدرت أرقامًا في وسائل الإعلام عن أعداد المصابين والشهداء أكبر مما جاءت في بيان الداخلية، مشيرًا إلى أنه عقب كل حادث إرهابي يحدث يتم تحليل الهجوم والخروج باستنتاجات حول نقاط الضعف والتي يتم تلافيها مباشرة.

وأوضح أن الإرهاب لديه عنصران يحققان له النجاح، أولهما المفاجأة من تحديد المكان والزمان والتكتيك والأسلحة، والثاني أن يفجر نفسه أينما تم استهدافه يحدث خسائر في قوات الأمن، مؤكدًا أن الإرهاب في مصر «ينتحر»، إذ يقوم كل من صنع تلك الجماعات الإرهابية وعناصرها بالتخلص منها، لأن قوات الأمن تقوم بتصفية تلك العناصر، مشيرًا إلى أن الإرهاب يتب استراتيجية أرى بعد فشله في تحقيق أهدافه.

كان هجومًا إرهابيًا استهدف قوات الشرطة بطريق الواحات أمس الجمعة، وقالت وزارة الداخلية، في بيان رسمي صدر اليوم السبت، إن معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية إحدى المناطق بالعمق الصحراوي بالكيلو 135 بطريق «أكتوبر - الواحات» في محافظة الجيزة، مكانًا للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية، مستغلين الطبيعة الجغرافية الوعرة للظهير الصحراوي وسهولة تحركهم خلالها.

وأضاف البيان، أن القوات الأمنية أعدت مأموريتين من محافظتي الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان وجود العناصر الإرهابية، شعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من كل الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات، مما أدى إلى استشهاد 16 من القوات «11 ضابطًا، و4 مجندين، ورقيب شرطة» وإصابة 13 آخرين، بينهم 4 ضباط، إلى جانب فقدان أحد ضباط مديرية أمن الجيزة، لا يزال البحث جاريًا عنه.  

وأشار البيان، إلى تمشيط قوات الأمن المناطق المتاخمة لموقع الأحداث، مما أسفر عن مقتل وإصابة 15 إرهابيًا، والذين تم إجلاء بعضهم من مكان الواقعة بمعرفة الهاربين منهم. 

ونعت وزارة الداخلية في ختام بيانها، شهداءها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعًا عن المواطنين، مؤكدة أن ذلك لن يزيدهم إلا إصرارًا وعزيمة على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد، لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالي.