المحتوى الرئيسى

شمال إيطاليا يسعى لاستقلال أكبر.. ونادي برشلونة يؤيد انفصال كتالونيا

10/22 14:24

تنظم منطقتا لومبارديا والبندقية، اليوم، استفتاء للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي، ويمثل هذا الاستفتاء أهمية بعد التصويت على الحكم الذاتي في إقليم كتالونيا، والذي أعلن جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، تأييده لانفصال الإقليم.

ويفترض أن يرد الناخبون بنعم أو لا على سؤال "هل ترغبون بأشكال إضافية وشروط خاصة للحكم الذاتي" لمنطقتيهما، في الاستفتاء الذي يجري من الساعة 7 صباحا حتى الساعة 11 مساء، حسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم كبير لمؤيدي تعزيز صلاحيات المنطقة، لكن النقطة المجهولة الوحيدة هي نسبة المشاركة، وينظم هذا الاستفتاء التشاوري بمبادرة من رئيس منطقة لومبارديا، روبرتو ماروني، ورئيس منطقة البندقية، لوكا تسايا اللذين ينتميان الى حزب "رابطة الشمال" اليميني المتطرف.

وتعد البندقية التي يقدر عدد سكانها بـ5 ملايين نسمة، ولومبارديا التي يقدر عدد مواطنيها بـ10 ملايين نسمة، من أغنى المناطق في إيطاليا، فهما تساهمان وحدهما بـ30% من إجمالي الناتج المحلي.

وتطمح كلتا المنطقتان إلى الحصول على مزيد من الموارد، من خلال استعادة حوالي  رصيد الضرائب الراهن (الفارق بين ما يدفعه السكان من ضرائب ورسوم وما يتلقونه من نفقات عامة). ويبلغ هذا الرصيد حوالي 45 مليار يورو للومبارديا، و15.5  مليار يورو للبندقية، في مقابل 8 مليارات لكاتالونيا.

وترى كلا من البندقية ولومبارديا أن روما تسيء استخدام هذه المبالغ التي يمكن الاستفادة منها بفاعلية أكبر عبر اتفاقات شراكة بين المناطق.

وقال يكولا لوبو، أستاذ القانون الدستوري في جامعة لويس في إيطاليا، لوكالة فرانس برس، إن عمليتي التصويت في المنطقتين تجريان في إطار الدستور الذي ينص على إمكانية أن يمنح البرلمان هذه الأشكال من الحكم الذاتي، إلى المناطق التي تتقدم بطلب للحصول عليها.

ويحظى الاستفتاء بدعم من أحزاب ورابطات سياسية مثل "رابطة الشمال"، وحزب "إلى الأمام إيطاليا"، بزعامة سيلفيو برلوسكوني، وحركة الخمس نجوم الشعبية وهيئات أرباب العمل والنقابات، بينما دعت أحزاب يسارية مثل الحزب الشيوعي، إلى الامتناع عن التصويت، منتقدة تبذير المال العام وداعية الاستفتاء بـ "استفتاء مهزلة"، ولم يصدر الحزب الديموقراطي الحاكم تعليمات لناخبيه، لكن عددا كبيرا من مسؤوليه، خاصة رئيس بلدية ميلانو، صرحوا بأنهم سيصوتون بـ "نعم"، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

وحول أزمة انفصال إقليم كتالونيا، أعرب نادي برشلونة لكرة القدم عن تأييده "مؤسسات كتالونيا الديموقراطية التي يختارها مواطنو الإقليم"، وأكد رئيس نادي برشلونة الكتالوني، جوسيب ماريا بارتوميو، أمام الجمعية العمومية للنادي، أمس، "نريد التعبير عن دعمنا وتضامننا مع جميع القطاعات المعنية".

وفي السياق ذاته، طلب رئيس الوزراء الإسباني المحافظ، ماريانو راخوي، أمس، من مجلس الشيوخ تعليق مهام حكومة كاتالونيا برئاسة كارليس بوتشيمون، والدعوة إلى انتخابات محلية في غضون ستة أشهر لضبط الإقليم الذي يلوح بالانفصال، وهو ما رفضه بوتشيمون، وهذا استنادا إلى المادة 155 في الدستور التي لم تستخدم من قبل، حيث طلب رئيس الحكومة المحافظ من مجلس الشيوخ منحه صلاحية حل برلمان كاتالونيا "للدعوة إلى انتخابات خلال مدة أقصاها ستة أشهر".

وسارع راخوي إلى التأكيد على "عدم تعليق الاستقلالية ولا الحكم الذاتي" للإقليم، محاولا طمأنة الكاتالونيين المتمسكين باستقلاليتهم المكتسبة بعد نهاية ديكتاتورية فرانشيسكو فرنكو في 1975، ولكن تفاصيل هذه الإجراءات التي نشرتها أجهزته لاحقا أظهرت سعي مدريد إلى الإمساك بجميع مقابض إدارة الإقليم من الشرطة المستقلة إلى الإذاعة والتلفزيون العامين، إضافة إلى وضع البرلمان الإقليمي تحت الوصاية، وفقا لـ"فرنس برس".

وقال الزعيم الكتالوني، بوتشيمون، مساء أمس، إن إجراءات الحكومة الإسبانية لإقالة حكومة الإقليم وتنظيم انتخابات جديدة، لا تحترم دولة القانون، وأضاف في كلمة عبر التلفزيون أن هذه الإجراءات "لا تتلاءم مع السلوك الديموقراطي ولا تحترم دولة القانون"، داعيا برلمان كاتالونيا للاجتماع لبحث الازمة، وتابع بوتشيمون "المؤسسات الكتالونية وشعب كتالونيا لا يمكن أن يقبلوا بأسوأ هجوم ضد مؤسسات كتالونيا وشعبها منذ المراسيم التي أصدرها الدكتاتور العسكري فرانشيسكو فرنكو، ومتوجها الى الأوروبيين بالإنجليزية، أكد بوتشيمون أن "القيم الأوروبية باتت في خطر".

وتصدر بوتشيمون تظاهرة كبرى كانت مخصصة في البداية للمطالبة بإطلاق سراح اثنين من قياديي الدعوة للاستقلال المسجونين منذ الأسبوع الماضي، بتهمة العصيان، حيث سار ما يقارب نصف مليون من المتظاهرين في الشوارع على وقع هتافات "حرية" و"استقلال".

وهدد رئيس حكومة إقليم كتالونيا بدعوة البرلمان الإقليمي لإعلان الاستقلال في حال تفعيل مدريد للمادة 155، وأفاد احد المتحدثين باسم نيابة مدريد وكالة فرانس برس، أنهم يستعدون لملاحقة بوتشيمون بتهمة "التمرد" في حال نفذ وعيده، وهي جريمة تصل عقوبتها الى السجن 30 عاما.

 ويؤكد راخوي أنه يسعى إلى إعادة كتالونيا إلى سكة القانون وإعادة بناء التعايش في مجتمع مزقته مسألة الاستقلال، كما أكد ملك اسبانيا، فيليبي السادس، أمس، أن الدولة ستتمكن من مواجهة ما اعتبره محاولة انفصال غير مقبولة عبر مؤسساتها الديموقراطية الشرعية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل