المحتوى الرئيسى

حرمان الأفراد من تداول السندات يهدد الأدوات المالية

10/21 21:36

قد يدخل الإنسان قلوب الآخرين دون أن ينطق بكلمة، سلوك وأخلاق حميدة هما أقصر الطريق، فتعاملك يحتاج إلى الأدب أكثر من حاجتك للثقافة، هكذا تقول الحكمة.. وكذلك الاحترام يكون سر قوة شخصيته.

الفشل فى دستوره هو التوقف عن التعلم واكتساب الخبرات، وعدم إضافة جديداً.. عندما تنبأ والده بمستقبله كانت له مؤشرات تكشفت برغبته الدائمة فى التعرف والاستفسار عمى يدور حوله.

«ثق بقدراتك تكون الأفضل» منهج خاص بنى الرجل عليه فلسفته، إيمانه أن الفوز لا يتحقق سوى من أناس يكرهون الهزيمة، خلق بداخله روح الفريق، للتفاصيل أهمية فى حياته، بدونها لا تكون الرؤية والقرار السليم.

أحمد ترك العضو المنتدب لشركة القومية القابضة للاستثمارات المالية.. سر السعادة لديه وجود الأحلام، وسر النجاح تحقيقها، من هذا المنطلق يسعى دائماً، وعلى هذا تشكلت حياته بالاجتهاد فى العمل.. الهدوء أول ما يلفت الانتباه فى مدخل شركته، فلا تسمع سوى حركة الأقدام، ربما لطبيعة العمل التى تتطلب ذلك.. يجلس الرجل بتركيز كامل، يتابع ويحلل.. بدأ مقتنعاً بما يحدث على المشهد الاقتصادى.. قالها قبل أن أستقر على المقعد بغرفة مكتبه «المستقبل فى الصناعة، ولابد عنها لتحقيق الإنتاج والنمو، نعم لم يعد مشاكل أو معوقات بعد التوسع فى مشروعات الطاقة، وهى أولي خطوات الاستثمار».

نشأة الرجل فى بيت تربوي، غرس بداخله التعلم، وقداسة العلم، جعلته من أصحاب مدرسة التدريب، وتبنى سياسة تطوير الثروة البشرية، للاستفادة من كافة المجالات الصناعية، كل فى قطاعه، خاصة أن الصناعة العمود الفقرى، فى رؤية الرجل، بها يحقق النمو والتصدير.

جلسنا وتبدو فى ملامحه تفاؤلاً متابعاً أن «مسار الإصلاح الاقتصادى قارب على الانتهاء، وبات قريباً للوصول إلى نقطة التعادل، لكن المعوقات التى يواجهها الإصلاح، لا أحد ينكرها، سواء فى الدعم أو التكلفة الاجتماعية الباهظة التى يسددها السواد الأعظم من أبناء الشعب».

أقاطعه قائلاً: لكن الدولة تسعى إلى تحقيق الحماية الاجتماعية من خلال برامجها.

يرد قائلاً «نعم فهدف برنامج تكافل وتكامل تقديم دعم نقدى للأسر الفقيرة والتى لديها أطفال فى مراحل التعليم المختلفة من مرحلة الحضانة وحتى المرحلة الثانوية، وكذلك كبار السن والمعاقين، وتحاول الدولة من خلال البرنامج الحد من التكلفة الاجتماعية للتعويم، والتى تتحملها حكومات الأنظمة السابقة ويدفع فاتورتها الاقتصاد».

الصدق والأمانة والعطاء ثالوث كان لعائلته الدور الأكبر فى الحفاظ عليهم، وغرسهم بداخله، وهو ما منحه ثقة وتفاؤلًا للمستقبل، اقتصادياً، خاصة أن كل المؤشرات فى الميزان التجارى، والاحتياطى النقدى، ومعدلات التضخم فى مسار يدعو للاطمئنان.

لايزال الجدل قائماً حول استثمارات محفظة الأجانب فى الأذون والسندات، على اعتبار أنها أموال ساخنة تهدد الاقتصاد فى حالة تخارجها وقت الأزمات، إلا أن للرجل فى هذا الصدد رؤية خاصة تعتمد على أن استثمارات المحفظة كانت مطلوبة لفترة حتى يتحقق استقرار سعر الصرف.

الواقعية فلسفة يحرص عليها، حتى لا يغرق فى الخيال، ويستطيع أن يواجه عقبات الطريق، لذلك من أنصار مدرسة الصدمة، فى عملية تحرير سعر الصرف، لكن يظل الرجل لديه تحفظات على أداء السياسة النقدية، بسبب سياستها التى لا تعمل على تشجيع الاستثمار، وتسببت فى تضاعف خدمة الدين.

لحظة صمت سادت الغرفة لم يكسرها سوى صوت الرجل، ليرد على ما دار بداخلى، حول إمكانية تداول السندات فى سوق المال قائلاً: «غموض وحرمان تداول الأفراد للسندات بالبورصة يتسبب فى الإضرار بالأدوات المالية الأخرى مثل التوريق والتخصيم، وبالتالى لابد من إتاحة الفرصة للأفراد بالتداول، بحيث لا تكون مقتصرة على البنوك فقط».

ربما شخصية «ترك» المشاغبة فى سنوات عمره الأولى، وتصرفاته غير المتوقعة، دفعت والده لأن يتنبأ بمستقبله، لذا حينما يتحدث عن السياسة المالية يعتمد فى منهجه على قاعدة توسيع الضريبة العقارية، من خلال الضرائب التصاعدية، باتخاذ إجراءات تقوم على حصر وتسجيل الأراضى من ملكيات، عبر قاعدة بيانات متكاملة، ونفس الأمر فى القطاع غير الرسمى، ودعمه بالمحفزات، خاصة أن ضوابط الاستيراد ساهمت في الحد فى القطاع غير الرسمى، وهو ما سوف يساهم فى زيادة إيرادات الدولة الضريبية.

للتفاصيل أهمية خاصة فى حياة الرجل، ودونها لا تكون الصورة متكاملة والرؤية واضحة، فاهتمامه الأول ببيئة الاستثمار، القادرة على جذب الاستثمارات، وهذا يتطلب تطوير وتنمية قدرات موظفى الدولة، بعيداً عن الروتين العدو الأول للاستثمارات، ليس هذا فقط من وجهة نظره، وإنما أيضاً الاهتمام وتوفير المناخ الآمن للمستثمر المحلى، باعتباره المؤشر لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية.

اكتسب الرجل الخبرة المتنوعة بسبب عمله بالخارج والتعامل مع العديد من المدارس الأجنبية التى تحظى بالالتزام والدقة، وهو ما دفعه إلى أن يجعل اهتمامه بالعديد من القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، تتصدرها قطاع الصناعة، والسياحة والخدمات من صحة وتعليم، وكذلك التكنولوجيا عماد كافة القطاعات.

دار بعقلى سؤال حول مستقبل التنمية فى الصعيد وقناة السويس، ويبدو أن الرجل قرأ ما بداخلى، فبادرنى قائلاً: إن «المستثمرين فى حاجة إلى خريطة استثمارية، واضحة ومحددة لكافة الصناعات، حتى يتمكن المستثمر من اتخاذ قراره الاستثمارى، ومتوقع أن تجنى ثمار هذه المشروعات، ما بين عامين و3 أعوام.

لايزال طروحات الشركات الحكومية المزمع الاكتتاب بها، تمثل جانباً خاصاً من اهتمام الرجل، حتى يتحقق لها النجاح، كغيرها من التجارب السابقة الناجحة، سواء فى التسعير أو التوقيت.

لا يندم على الخطأ، إلا إذا لم يتعلم منه، ويظل مشاركته العمل بالقطاع الخاص، ثم العام، نقطة تحول فى حياته، غير متوقع، ليبدأ فى تشكيل كيان جديد استثمار مع مجلس الإدارة برأس مال 5 ملايين جنيه، مستهدف زيادته إلى 40 مليون جنيه خلال الأشهر القليلة الماضية، وباستراتيجية تقوم على 5 محاور، هدفها الوصول بالكيان إلى أبعد نقطة.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل