المحتوى الرئيسى

الصحراء الغربية.. الساحة الخلفية للحرب مع الإرهاب منذ 2014

10/21 15:31

أنشطة «داعش» بدأها هشام عشماوى بحادث الفرافرة وبعد انفصاله قادها الغرابلى ثم «جنود الخلافة».. والأمن ضبط معسكرا لـ«حسم»

بدأت يد الإرهاب تعبث فى منطقة الصحراء الغربية والطرق الواصلة بين وادى النيل وليبيا مع ظهور خلية جنوب الجيزة التابعة لتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، التى كان يقودها الضابط المفصول هشام على عشماوى، وارتكبت هذه الخلية أضخم عملياتها فى 19 يوليو 2014 باستهداف «كمين الفرافرة» فى منطقة واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، والتى راح ضحيتها 29 ضابطا ومجندا، وتم التحقيق فيها بمعرفة النيابة العسكرية وصدر على أساسها حكم غيابى بإعدام عشماوى.

ووصفت جهات التحرى والتحقيق فى القضية أن الهجوم تم على مستوى ينبئ بتخطيط وتدريب عسكرى جيد للمهاجمين، حيث تم اختيار أماكن الإطلاق والمناطق المستهدفة بعناية وبصفة خاصة استهداف برج المراقبة ثم مخزن الأسلحة، وتم استغلال وجود الكمين فى منطقة منخفضة نسبيا فى مواجهة تبات مرتفعة.

وبعد إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» مبايعة «داعش» وتغيير اسمه إلى «ولاية سيناء» انشق هشام على عشماوى عن التنظيم وأعلن عن تأسيس تنظيم «المرابطين» وفر إلى ليبيا، وفى غضون ذلك تم تعيين القيادى التكفيرى أشرف حسن الغرابلى أميرا لـ«داعش» فى الصحراء الغربية، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من عمليات داعش فى هذه المنطقة، والتى بدأت بذبح التنظيم لمهندس بترول كرواتى.

كما استهدف عناصر التنظيم سيارة شرطة بمطروح مما تسبب فى استشهاد كل من طارق محمد مباشر ضابط شرطة ومحمد حسنين وعبدالباسط دوجمان وأحمد كمال ومحمود عبدربه.

ثم قام الغرابلى بمساعدة التكفيرى أحمد السجينى وآخرين بعملية قتل وليام بايرون هندرسون مدير حقول البترول بشركة كرامة والتابع لشركة أباتشى الأمريكية للبترول.

وفى 11 نوفمبر 2015 تعرض داعش لضربة كبرى بعد أن نجحت قوات الشرطة فى تصفية أشرف الغرابلى، فى كمين نصب له فى المرج، ليرحل أحد المسئولين البارزين عن 51 واقعة ارتكبها «أنصار بيت المقدس» قبل وبعد مبايعة داعش، علما بأن الغرابلى كان المطلوب رقم واحد فى قضية عرب شركس.

ظلت منطقة الصحراء الغربية هادئة حتى قامت «داعش» باغتيال 8 أفراد وضابط شرطة فى قسم شرطة حلوان، حيث كشفت التحقيقات إنشاء التنظيم خلية جديدة فى منطقة جنوب الجيزة بقيادة وليد حسين أحد المتهمين الحاصلين على حكم بالبراءة فى قضية تنظيم الظواهرى.

وتبين من خلال التحقيقات أن التنظيم قتل 19 مجندا وضابط شرطة فى منطقة جنوب الجيزة من بينهم أمينا شرطة تابعان لقوة تأمين الآثار وفردا شرطة بمنطقة ميت رهينة، ونجحت قوات الامن فى تفكيك الخلية وقتلت قائدها وليد حسين خلال محاولته الهرب برأس البر.

ثم ظهرت واحدة من أشرس التنظيمات المعروفة بنشاطها فى الصحراء الغربية وهى مجموعة «جنود الخلافة» التابعة لتنظيم داعش، وهى الخلية التى أسسها التكفيرى عزت محمد وعاونه فى تأسيسها مهاب مصطفى، وتم تدريب هذا الخلية فى الصحراء على كيفية استعمال الأسلحة النارية بأنواعها ورفع اللياقة البدنية، وكيفية تصنيع وتفجير العبوات المفرقعة والسترات الناسفة المعدة لتنفيذ العمليات الانتحارية، وآليات تأمين سبل الاتصال بينهم بالتواصل عبر برامج إلكترونية مؤمنة مثل تطبيق (تيليجرام) لتفادى الرصد الأمنى.

واستعرض المتهمون الذين تم القبض عليهم من هذه الخلية فى معرض اعترافاتهم كيفية تنفيذ عملية استهداف كمين النقب بطريق الوادى الجديد فى يناير 2017 وقتل القائمين عليه فى إطار العمليات العدائية التى ارتكبتها الجماعة والتى تستهدف أفراد الشرطة ومنشآتهم، حيث تولى المكنى (أبو نافلة السعودى) تدريب العناصر المكلفة بالتنفيذ على استعمال الأسلحة النارية الآلية، فيما تولى المتهم حمادة جمعة محمد معداوى والحركى (عبدالله التونسى) عملية التدريب البدنى، بينما انتقل المتهمان عزت محمد حسن وعمرو سعد عباس والحركى «شبل» لرصد الكمين، وأعلمهم بما وقفوا عليه من معلومات وأعدوا لبقية العناصر المنفذة رسما توضيحيا للكمين ومواقع مبانيه وأماكن انتشار القائمين عليه من القوات وسياراتهم والأماكن والطرق المحيطة به، ووضعوا مخطط التنفيذ محددا به دور كل منهم.

وأضافوا أنه فى يوم التنفيذ انطلقت المجموعات الأربع محرزين أسلحة نارية آلية وقنابل يدوية وعبوات مفرقعة ومدفع آلى «بيكا» وقذائف صاروخية من طراز آر بى جى ومدفع جرينوف مثبت بصندوق سيارة، مشيرين إلى أن سيارة الهجوم الأولى قامت باقتحام الكمين على النحو المخطط به، وأمطروا القائمين عليه بوابل من الأعيرة النارية قاصدين إزهاق أرواحهم، تبعتها بقية السيارات التى ترجل منها العناصر المنفذة لاستهداف مدرعة للشرطة وألقوا قنابل بمحيط مبنى الكمين فأحدثت انفجارا به، واستهدفوا أبراج المراقبة بأعيرة من مدفع الجرينوف، واستمروا جميعهم فى إطلاق الأعيرة النارية حتى قتلوا عددا من أفراد الكمين، وسرقوا أسلحتهم (ثلاثةَ بنادق آلية) ومدفع بيكا من أحد أبراجه، وسترتين واقيتين من الرصاص وهواتف محمولة كانت بحوزة القائمين على الكمين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل