المحتوى الرئيسى

تعرّف على قصة تسمية شارع «ماسبيرو» بهذا الإسم

10/21 06:16

منذ أعوام بعيدة، وفى مناخ مصري يختلف كليًا عن المناخ السائد الآن جاء إلى مصر العالم الفرنسي، وأحد أبرز آباء علم المصريات "جاستون كاميل شارل ماسبيرو".

درس ماسبيرو علم المصريات بمفرده من خلال إطلاعه على الآثار المصرية المحفوظة فى متحف لوفر ونقوش المسلة المصرية بميدان كونكورد، وبدأ اسمه يعرف فى الأوساط العلمية بعد ترجمته لنصوص مارييت.

عام 1869، تم اختيار ماسبيرو، من قبل بروفيسور الأركيولوجي واللغة المصرية القديمة إيمانويل روجيه ليكون معيدًا فى المدرسة العملية للدراسات العليا، وأوكل إليه مناقشة أول رسالة دكتوراه فى فرنسا بجامعة سوربون الفرنسية فى علم المصريات إيجبتولوجي.

طلبت الحكومة الفرنسية بإلحاح من ماسبيرو الذي كان يجيد اللغة العربية وقتها، ضرورة السفر إلى مصر عندما مرض مارييت مدير مصلحة الآثار المصرية التي قام بتأسيسها، لأن فرنسا لم تكن تريد فقدان اليد الطولي لها فى قطاع الآثار التي تعد من أهم نقاط قوتها فى مواجهة النفوذ البريطاني فى مصر.

جاء ماسبيرو إلى مصر فى 5 يناير 1881، وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية أو دار الآثار القديمة الأنتكخانة، وأقام فيها أول مطبعة هيروغليفية وعربية بمرتب 1000 جنيه سنويًا وعمل أيضا أمين المتحف المصري للآثار ببولاق وكان عمره حينها 34 عامًا.

أصدر الخديوِ عباس حلمي الثاني فرمانًا بتعيينه مديرا لعموم المتاحف المصرية، ومدير عموم الآثار التاريخية.

اختار ماسبيرو العيش فوق عوامة علي حافة النيل معروفة الآن بإسم المنشية، وهي إحدى ممتلكات إدارة خدمة الآثار وأمضى فيها ماسبيرو كل فترة إقامته الأولى بمصر حتى عام 1892.

أكمل ماسبيرو الحفريات التي كان يقوم بها مارييت فى سقارة ووسع من نطاق البحث، وكان مهتما بشكل خاص بالمقابر التي تحتوى على نصوص فرعونية مهمة تثرى اللغة الهيروغليفية، وعثر على 4 آلاف شطرًا قام بتصويرها وطباعتها.

أنشأ ماسبيرو المعهد الفرنسي للآثار الشرقية فى القاهرة، وكان أول مدير لهذا المعهد الذي لم تقتصر الدراسة فيه على الآثار الفرعونية، بل امتد لدراسة جميع الآثار المصرية سواءً الإسلامية أو القبطية، واكتشف أكثر من 4 آلاف نص بالهيروغليفية.

واصل ماسبيرو حفائر مارييت فى معبدي إدفو وأبيدوس، واستكمل أعمال إزالة الرمال عن أبو الهول بالجيزة عام 1886، حيث أزال عنه أكثر من 20 مترًا من الرمال محاولًا إيجاد مقابر تحتها، لكن لم يجد شئ، عثر على عدد من المقابر فى أماكن الحفر التي كان ينقب فيها ماسبيرو.

توفى فى 30 يونيو 1916 عن عمر يناهز 70 عامًا ودفن فى فرنسا.

ولذلك كانت من هنا تسمية الشارع، حيث أطلق اسم ماسبيرو على شارع خلف مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة واتخذ المبنى نفس الإسم فيما بعد تكريمًا لأعماله الجليلة ومساهماته فى البحث والمحافظة على الآثار المصرية القديمة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل