المحتوى الرئيسى

رحلة إلى المستقبل.. الإمارات تستعد لـ2071

10/20 20:29

فى أفلام الخيال العلمى فقط، تستطيع أن تقوم بالسفر عبر الزمن تذهب بك إلى الماضى البعيد لتستكشف الحياة، أو تنطلق نحو المستقبل متسلحاً بعدتك وعتادك لتصحح أخطاءك، ولعل أشهر الأفلام التى عبرت بشكل ممتع الفيلم الأجنبى الشهير «العودة إلى المستقبل» للمخرج روبرت زيميكس الذى أنتج عام 1985، وتخيل فيه المخرج من خلال بطل الفيلم مايكل چى فوكس ليعود به إلى الماضى قبل 30 عاما ويرى والديه كيف تزوجا وعاشا حياتهما ثم ينقلنا المخرج إلى المستقبل عام 2015 فيتنبأ بالكثير من الأمور فى الحياة التى لم تكن حينها موجودة سواء أجهزة أو شوارع وغيرها من طبيعة الحياة.

فى عالمنا العربى من النادر أن تجد مثل هذا الخيال الواسع، أو تتنبأ به، فالمجتمعات العربية حدود تفكيرها لا يزيد على خمس سنوات أو عشر إذا لم يعطلها خلاف سياسى أو حرب فى المنطقة، فى منطقة الخليج يبقى النفط هو القدمين اللتين تعتمد عليهما، إلا أن فى السنوات القليلة الماضية بدأت بعض الدول محاولة السير دون النفط، ومن يتابع دولة الإمارات العربية المتحدة خط سير التنمية فيها سيرى أنها تسير على وتيرة متصاعدة فى كافة المجالات لو جمعت الصحف الإماراتية ستقرأ فيها كل يوم خبراً جديداً يتعلق بتطوير الخدمات ليس هذا فحسب بل إلى حد الإبداع والتميز.

قبل أسابيع فاجأ الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وبحضور حاشد من أولياء العهود وأكثر من 450 من القيادات والوزراء وكبار المسئولين، أعمال الدورة الأولى «مئوية الإمارات 2071» وأعلن بعدها عن رؤيته لدولة الإمارات فى احتفالها المئوى أى بعد 53 عاما هل لكم أن تتخيلوا كيف ستكون عليه دولة الإمارات فى ذلك الوقت، بعد نصف قرن إذا كانت الآن تتصدر إماراتها مدن العالم مثل أبوظبي ودبى والشارقة وغيرها من حيث التخطيط والتنظيم وقوانين تضبط السلوك الاجتماعى وإنجازات للمعاملات ومراجعى الإدارات الحكومية فهى قبل أشهر احتفلت بإطلاق أول تاكسى طائر وإيصال الخدمات البريدية إلى المواطنين عبر طائرات دون طيار ويستقبلك موظف آلى عندما تذهب إلى المحكمة لمراجعة أحد أقسامه، ويعيش المواطن الإماراتى كشعب متقبل للآخر وينسجم بسرعة مع التطوير ويتحمل مسئوليته تجاه المجتمع، هل يمكن أن تتخيلوا كيف ستكون عليه الإمارات بعد 50 عاماً، وهذا ليس خيالاً علمياً أو فيلماً تراه فى صالات السينما، بل هى رحلة إلى المستقبل لو أن هذا حدث فى اليابان أو ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية قد لا يكون هذا الأمر مستغرباً، فهى بلدان سبقتنا فى حضارتها وصناعتها، أما أن تنفرد دولة الإمارات العربية المتحدة عن غيرها وتحلق بأحلامها ومستقبلها وتسبق الزمن وتنقلك إلى عام 2071، فهو أمر يدعو للفخر، وأيضاً يرسل رسائل إيجابية لكل فئات المجتمع، وللأجيال القادمة، وربما أيضا محفزة لجيرانها ودول عربية أخرى وتخلق بيئة تنافسية من أجل التنمية تصب فى مصلحة المواطن العربى.

تعالوا نقوم برحلة عبر الزمن إلى المستقبل ونرى كيف ستكون عليه دولة الإمارات العربية المتحدة فى عام 2071، أى بعد 100 عام من قيامها، وأنتم تقرأون هذه الرؤية أقترح عليكم أن تتخيلوا شاشة كبيرة أمامكم وتسبحوا فى خيال علمى حقيقى، من أولى مهام الرؤية تجهيز جيل يحمل راية المستقبل يتمتع بأعلى المستويات العلمية والاحترافية والقيم الأخلاقية والإيجابية مع تأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال القادمة، ورفع مكانة الدولة لتكون أفضل دولة فى العالم، من رحلة الزمن إلى المستقبل تتضمن خطط المئوية غرس مهارات القرن الثانى والعشرين وتسليحهم بعلوم المستقبل المتقدمة وبناء أفضل وسائل الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا ويؤسس لعقول متفتحة مطلعة على العالم وعلماء وباحثين إماراتيين، امتلاك أفضل بيئة تنافسية وبنية تحتية رقمية ومادية فى العالم، ومختبر مفتوح للابتكار ومنصة لريادة الأعمال، ساعة المستقبل الإماراتية تشمل جميع نواحى الحياة ليس فقط للمواطن الإماراتى بل حتى من يعيشون فيها، أحد التحديات هو أن أجيال المستقبل ستعيش فى أسعد مجتمع فى العالم، وحياة آمنة وصحية، تحقيق السعادة للمجتمع تسخير التكنولوجيا المستقبلية المتقدمة فى تسهيل حياة الناس، واختيار أفضل المواهب والطاقات البشرية فى العالم، مركز عالمى لاستقطاب أفضل العقول وتعليم متعدد التخصصات ينتج مواهب محترفة، جامعات المستقبل ستركز على تخصصات مرنة ومتجددة تواكب التغيرات المتسارعة وترتبط بالعلوم والتكنولوجيا من علوم الهندسة وطب الجينومى والهندسة الحيوية وعلوم الخوارزميات والذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا النانو، مع الاهتمام بالحواسب الكمية والإدراكية.

أمام القيادة الإماراتية تحد صعب واختبار كبير لا أقول إنها لن تستطيع تحقيقه، بل كيف تستطيع البلدان العربية الأخرى اللحاق بها، فمئوية 2071 تضع الأسرة فى مقدمة اهتمامها لأنها ستساهم فى صناعة أجيال المستقبل وتربيتهم وتهيئتهم للمشاركة فى جهود التنمية وخدمة الوطن، وإنتاج المعرفة والأفكار والمفاهيم والقيم الإنسانية، المدن فى دولة الإمارات، مدن تفاعلية ذكية والوجهة الأفضل للعيش والعمل والسياحة فى العالم، تخطيط مدن المستقبل سيدعم أسلوب الحياة الصحى والنشيط ويعزز التقارب والأواصر الاجتماعية بين الأسر وأفراد المجتمع مع الاعتماد على الطاقة النظيفة، تخفيض انبعاثات الكربون مع استخدام وسائل نقل ذكية متقدمة، إعادة تدوير النفابات وابتكار نماذج وأنظمة إدارية جديدة لمؤسسات الدولة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل