المحتوى الرئيسى

حكاية بطل| المجند "أحمد كمال".. رفض الاختباء وأصيب بطلقات نارية في سيناء | أسايطة

10/20 20:04

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » حكاية بطل| المجند “أحمد كمال”.. رفض الاختباء وأصيب بطلقات نارية في سيناء

أحمد كمال، جندي مقاتل من أبطال سيناء، وبالتحديد معركة “كمائن أبوالنجا بتبة الصوالحة”، أصيب في العام الماضي في مواجهات شرسة مع الإرهابيين وأجريت له عدة تدخلات جراحية منعًا لأي بتر يحدث في جسده… “الأسايطة” دشنت سلسلة “حكاية بطل” لاستعراض قصص الأبطال من أبناء محافظة أسيوط، وكان اللقاء الأول مع ابن الهمامية بمركز البداري.

نشأ في بيئة قروية تربت على الأصالة والعراقة والدفاع عن الحق، كبر الصبى وتخرج من كلية الزراعة عام 2015 ومن باب الجامعة إلى بوابة الكتيبة وباختياره قرر اجتياز بوابة شمال سيناء، لأنه يرى أنه ليس بأقل من زملائه الشهداء وجاء دوره للمشاركة، ودخل التجنيد في الثاني عشر من أبريل العام الماضي، في سلاح المشاه، ثم قرر الالتحاق بصفوف المقاتلين في سيناء بداية شهر يوليو.

لم تفارق الابتسامة وجهه طيلة حديثه وكأن إصابته زادته صلابة وقوة وإباء، وبسؤاله عن شكل الحياة فى سيناء رد قائلا: “الحياة هناك حلوة خالص متحسيش بالوقت أصلا، اللى تعبان زميله اللى بيشيله”، لم أشعر لحظة أنى أريد ترك سيناء بل إن حبى للاستمرار بها كان يزداد كل يوم، و”والعيشة هناك مرتاحة ومحدش بياخد عمر حد”، الحياة هناك حب لن يراه أحد فى حياته سواء بين العساكر أو الضباط “لو واحد عطشان وزميله زيه يسقى زميله ويقعد هو بالعطش عادى يعنى”.

ويروى: دقت ساعة الصفر وتحركت الجموع استعدادا للتطهير والأخذ بالثأر المداهمة بدأت يوم 9/11/2016، وكانت هناك مداهمة قبلها فى تبة الصوالحة واستشهد فيها زملاء لنا، فذهبنا إلى هذه المنطقة لتطهيرها وسُميت المعركة باسم الرائد أبوالنجا وأصبت فيها وكنا ننوى تسميتها كمائن رامى على اسم المقدم رامى الذى استشهد فى المعركة السابقة، ولكن حينما استشهد الرائد أحمد أبو النجا سميناها باسمه.

ودخلنا المنطقة وفور دخلونا بدأ تبادل إطلاق النيران من فوق المنازل “هما أقل من فار عينك متشوفوش”، يضرب وهو مختبىء وهو يعلم أنه لو ظهر سيموت على الفور فيضرب ويختبىء فى جحره، فهم يطلقون النيران من خلال قناصة من بعيد وأجبن بكثير من المواجهة.

ويتذكر: لقد كانوا يحاولون تشتيت انتباهنا لزعزعتنا ولكننا أكبر من مكرهم ونعرف جيدا كيف نتعامل معهم، فعلى سبيل المثال كانوا يربطون كشاف فى “رجل دجاجة” ويدعونها تجرى هنا وهناك “عشان النور يزاولنا ونجرى وراه”، وأحيانا يُلقون لنا خزينة سلاح حتى نستخدمها ولكنها فى حقيقتها عبوة مفخخة ولكننا لا نتعامل نهائيا مع تلك الأشياء.

ويقول تم نصب الكمائن لمحاصرتهم حتى لا يعودوا للأماكن التى تم تطهيرها، واستمرت المعركة لأيام وحدثت إصابتى فى اليوم الثالث فأخذت طلق نارى 14 ونصف فى ذراعى وعبوة فى وجهى ولقد اخترقت طلقة زجاج الدبابة فتكسر فى وجهى “قعدت أضحك”، نزلت مرة أخرى أخذت الذخيرة وصعدت فأخذت طلقة قسمت الخوذة نصفين فظللت أضحك مرة أخرى، فقال لى صف الضابط “يا أحمد انت بتموت وبتضحك متطلعش تانى”، فقلت له “لو مطلعتش مش أنا بس اللى هضرب انت كمان هتضرب فى الدبابة”، فأخذت خوذته وخرجت مرة أخرى لإطلاق النار فأخذت طلقة فى ذراعى 14 ونصف، والأطباء قالوا إنه سيتم بتر ذراعى ولكنه الحمد لله استجاب، وأخذت عبوة فى وجهى فهشمت الجزء الأيمن من الجبهة وعينى اليمنى فقدت بها الرؤية وتهشم جزء من أنفى ومن الجبهة.

ابتسامته تزيد وعينه تلمع فى لحظات حديثه حتى إن ابتسامته تحولت إلى ضحكة عالية واستأنف حديثه شارحا إحساسهم فى أوج المعركة بقوله: في المعركة “عادى زى ما يكون بنى آدم عايش فى بيتهم واللى حواليك كلهم واحد”، لم أشعر قط بأى تعب والإحساس المُسيطر أننا نريد إنهاء تطهير هذه المنطقة لنبدأ فى غيرها ونأتى بحق إخوتنا الشهداء، و”أصحابنا اللى شيلناهم على إيدينا واتقتلوا غدر عايزين نجيب حقهم”، ولو عادت بى الأيام سأعود إلى سيناء “آه أروح تانى الروح مياخدهاش إلا خالقها، التراب هناك بمجرد ما غبر البيادة بتاعتك هتحسى بدنيا تانى”.

وأتمنى مقابلة محافظ أسيوط لأن المحافظين زاروا مستشفيات القوات المسلحة للاطمئنان على المصابين هناك، ونحن لسنا أقل من المحافظات الأخرى.

جملة واحدة اختتم بها البطل حديثه لخص فيها كل شيىء: “طول ما فى مصر رجالة تحميها هتفضل أم الدنيا والباقى كلاب جنبيها وأنا فخور جدا إنى جندى مقاتل بطل عايش فيها”.

كمال أحمد عبدالمجيد، معلم خبير، والد البطل المجند، يروى رحلة استقبالهم لخبر الذهاب لسيناء وخبر الإصابة قائلا: إحساسنا كأى أب وأم بالنسبة لمعلوماتنا عن سيناء ومواجهة البؤر الإرهابية إحساس مختلف عن إحساس أى إنسان آخر، فخفنا خوف الأب الأم ولكننا فى نفس الوقت فخورين أنه ذاهب للدفاع عن وطننا الغالى.

ويقول: ذات يوم اتصلت به فوجدته مغلق وظل أربع أيام مغلقا ومعى أرقام أصدقائه فاتصلت على أحدهم فقالى لى”والله يا عمى هما راحوا مشروع والمشروع مفيهوش كهربا والتليفون فصل شحن”، فقلنا أعطيه هاتفك قال لا استطيع ترك خدمتى.

أربعة أيام وأنا فى قلق وبعد صلاة العشاء وجدت ابن خاله يأتى وهو يجرى يقول أحمد على التليفون، فقال أنا مصاب فى مستشفى المعادى وأنا الحمد لله ولا تقلق عليّ سأغير على يدى وأنزل غدا، فاطمئننا وظننا أن الإصابة بسيطة ولكننا تواصلنا مع قريب لنا فى المعادى فذهب للمستشفى وأخبرنا أن أحمد سيدخل عمليات غدا الساعة السابعة صباحا، فذهبنا للمستشفى من السابعة والنصف صباحا حتى السادسة مساء وهو بالعمليات، وأجريت له عدة عمليات لأن الفك كان متكسرا مثل العجينة وظل طيلة شهرين يأكل من خلال الأجهزة وإصابة بالأنف وفقدان بصر بالعين اليمنى والذارع الأيسر به طلق كاد يبترها ومازال ينتظر إجراء عمليات أخرى بيده، أنا حقا فخور بابنى فابنى بطل.

ترتدى جلبابا أسود لأول وهلة تظن أنه زى الوقار القروى ولكن ما خلف اللون الأسود كان طامة كبرى، إنها أم البطل المقاتل لتبدأ حديثها: “لما قالى رايح سينا قعدت أدعيله وقلت ربنا معاك”، وحينما أخبرته أنى أخشى عليه قال لى يا أمى كلهم مثلى وكثيرون ماتوا “متخافيش”، ووقت إصابته هو من حدثنى وطمأننى عليه فقلت الحمد لله طالما حدثنى فهو بخير.

وفجأة صمتت الأم وانهمرت فى البكاء فإذ بها تروى أنه فى نفس اليوم الذى ذهبت فيه لمقابلة زوجة الرئيس وقبل خروجها من المقابلة جاء خبر وفاة ابنها الأصغر فى حادث فى 23 يناير، وكان المرافق لأحمد فى المستشفى وقبل أحمد بشهر أصيب الثالث فى حادث دراجة بخارية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل