المحتوى الرئيسى

«الوطن» ترصد أكبر معركة تشييد فى «الساحل الشمالى»: 2000 عامل يسابقون الزمن لإنجاز أول مرحلتين فى الحى السكنى بالمدينة

10/20 10:43

عمارات تطل واجهاتها بألوان زاهية، تعكس ألوان البحر والسماء تعد نواة الحى السكنى فى المدينة الجديدة، التى تشهد طفرة غير مسبوقة فى حركة البناء والتشييد على شاطئ البحر المتوسط، العمل مستمر على مدار اليوم، وأعداد كبيرة من العمال يعملون مثل خلية النحل، يقوم بعضهم بأعمال تزيين الواجهات، بينما يقوم البعض الآخر بأعمال السيراميك والمحارة، وتم تقسيمهم على أعمال المرحلتين الأولى والثانية فى الحى السكنى.

المرحلة الأولى المكونة من 28 عمارة على وشك الانتهاء وتشمل 772 وحدة سكنية، أما المرحلة الثانية فأعمال البناء بها متواصلة، موقع العمل يضم أكثر من 2000 عامل جاءوا من جميع المحافظات، ليشاركوا فى هذا المشروع الكبير، ويحققوا الحلم بأيديهم. بينما زُينت واجهات العمارات السكنية بعلم مصر الذى تعلوه عبارة «تحيا مصر».

صاحب شركة مقاولات: المنطقة تشهد تنمية شاملة تسعى لإحيائها صيفاً وشتاء.. والمنطقة الصناعية ستكون باب رزق للأهالى

«الوطن» رافقت عمال الحى السكنى فى مدينة العلمين الجديدة، وعاشت معهم على مدار يوم كامل، الحى السكنى الذى يعد نواة المدينة الضخمة، التى ستلحق بها جامعات ومدارس ومراكز أبحاث ومنطقة صناعية كبيرة.

محمد حسن، رجل أربعينى، يقوم بمهام تركيب السيراميك فى الوحدات السكنية فى الحى الأول، يقول إنه جاء إلى مدينة العلمين منذ عام 1990، حيث كان يقوم بعمله المهنى خلال تلك السنوات فى جميع المشروعات الجديدة الموجودة فى المدينة، وذلك بعدما حصل على دبلوم صناعى، ولم يجد أى وظيفة، ويضيف: «قلت مش هستنى الوظيفة والمكتب بدأنا شغل فى فنادق كانت بتتبنى هنا، والحى السكنى فتحة خير على كل العمال، لأن الشغل مستمر لفترة طويلة». يقول «محسن» إنه معه مجموعة كبيرة من الشباب الأصغر سناً، والذين جاءوا من محافظات مختلفة، للعمل فى الحى السكنى الجديد، خاصة أن معظمهم يجمع بين حرفتين للعمل فى المعمار والحديد المسلح وتركيب السيراميك والبلاط.

أما عن التغيرات التى ظهرت على المنطقة خلال سنوات عمله فيقول محسن: «الوضع اتغير كتير، شاركنا فى بناء بيوت وعمارات وفنادق هنا، لكن لأول مرة يبقى فيه مشروع قومى كبير لإحياء المنطقة بالكامل، والعمال متفائلين لأنهم مطلوبين، وإنه فيه شغل مفتوح أدامهم»، ويضيف «محسن» بينما يشير إلى المرحلة الثانية من مشروع الحى السكنى، قائلاً: «هنا المرحلة الأولى خلاص بننتهى منها، وبنقوم بعمل اللاند سكيب الخاص بيها، وأدامنا المرحلة التانية اللى الشباب بدأوا فيها صب أسقف، وبمجرد ما نخلص هنا هنروح نكمل هناك».

محمود عبدالله، شاب ثلاثينى، يقوم بعمل المحارة الخارجية لأحد مبانى الحى الأول، متجاهلاً أشعة الشمس، يعيد ضبط قبعته البيضاء بين الحين والآخر، ليمحو بيديه آثار العرق، وبينما يستكمل مهام عمله، يقول: إنه أتى من سوهاج، وعمل فى شركة المقاولات المسئولة عن بناء الحى السكنى الأول منذ عام تقريباً، بينما بدأ عمله فى المشروع نفسه منذ شهر واحد، موضحاً أن الشركة قامت بمضاعفة العمالة الموجودة فى الموقع، للانتهاء من جميع التشطيبات قبل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

نائب رئيس «المدينة»: إنشاء مناطق صناعية وتجارية وتعليمية وثقافية وترفيهية قريبة من الوحدات السكنية

ويضيف «محمود» أنه خلال هذا الشهر واصل أيام العمل، لينتهى من مهامه، وأن العمال يتناوبون على ورديتين خلال اليوم الواحد، قائلاً: «إحنا نتعب فى بلدنا أحسن ما نسافر ونتغرب برة، والمشاريع الكبيرة مفيدة لينا، بنقدر نحوش قرش، نرجع لأهلنا معانا فلوس، نفرحهم ونجيب لهم حاجة محتاجينها». ويتابع «محمود» أنه مثل بقية الشباب الذين يساهمون فى بناء الوحدات السكنية، وأن الشقق التى قاموا بالانتهاء من تشطيبها، كانت على أعلى مستوى، يضحك قليلاً ويضيف: «والله نفسنا نتجوز فى شقة زى اللى بنبنيها دى».

ومن جانبه، يقول علاء خميس السيد، أحد عمال المعمار: «شاركت فى مشروعات من محافظة مطروح لمحافظة إسكندرية، 20 سنة اشتغلت فى كل حاجة، ندخل الأرض وهى فاضية نخرج منها وهى عمار».

ويواصل «علاء» أنه مقيم فى مدينة الحمام خلال تلك السنوات، والمسافة بين مدينة العلمين الجديدة والحمام ليست مسافة كبيرة، وبهذا يتمكن من القدوم لعمله فى الموعد المحدد، أما عن إرهاق العمل، خاصة أنه تجاوز الأربعين من عمره فيقول: «اللى زينا لو قعد فى البيت يمرض ويموت، معظم اللى شغالين عمال شباب اللى جاى علشان يوفر فلوس ويتجوز، بس الناس الأكبر شوية خبرتهم أكتر، وتلاقيهم خلاص اتعودوا على الشمس والشغل».

يقف مرتدياً الزى البدوى، يشرف على العمل فى الموقع، المهندس صالح سلطان حسن، رئيس مجلس إدارة شركة الأمل للمقاولات، ويقول: «المرحلة الأولى فى الحى السكنى هى من تنفيذ الشركة، والمكونة من 28 عمارة و772 وحدة سكنية، أما المرحلة الثانية فبدأنا فيها الإنشاءات، والعمل هناك مستمر على وتيرة سريعة، للانتهاء منها فى شهور قليلة، وستكون أضخم من المرحلة الأولى من حيث عدد الوحدات والعمارات».

ويضيف صالح: «بتابع الشغل بنفسى يومياً من الصبح بدرى لحد بالليل»، ويوضح أنه لا يعتمد فقط على إشراف مهندسى شركته، بل يعتبر أن مشروع الحى السكنى فى العلمين الجديدة من أهم مشروعات البناء فى المنطقة، ولذلك فهو يهتم بمتابعة جميع الأعمال بشكل يومى.

أما عن واجهات العمارات فى الحى السكنى الأول، التى تتميز بألوان متباينة مميزة، فيقول صالح: إن شركته لم تقم باختيار الألوان، خاصة أنهم جهة تنفيذ فقط، وهناك مهندسون من قطاع المجتمعات العمرانية الجديدة هم أصحاب ذلك الاختيار الموفق فيما يتعلق بتصميم العمارات، وألوان الواجهات، وتصميم الشقق من الداخل، واللاند سكيب الموجود فى المنطقة، ويضيف: «إحنا شاركنا شوية فى اختيار الألوان، بس القرار النهائى طبعاً يرجع لهم، بس فعلاً طلعت حاجة جميلة والألوان مستمدة من البحر، ومميزة عن بقية المبانى الموجودة فى المنطقة».

ويضيف «صالح» أن ضغط العمل كبير جداً، مما دفعهم للعمل على مدار 24 ساعة يومياً، وتكثيف عدد العمالة خلال الفترة الأخيرة، وذلك مع التدقيق فى كافة أعمال البناء، موضحاً: «بالرغم من ضيق الوقت، لكن زى ما انتو شايفين المهندسين فى كل مكان بيشرفوا على العمال، لو فيه أى مشكلة فى الشغل بيتعاد». ويستطرد «صالح» أنه أحد أبناء محافظة مطروح، كما كان عضواً سابقاً فى مجلس الشعب، مضيفاً: «إحنا أولاد البلد فرحانين بالإنجازات وتخطيط مدينة العلمين الجديدة وعارفين إنها هتكون طفرة، وإن البلد هيحصل لها انتعاشة واستثمارات كبيرة هتدخل المنطقة، وفرص عمل كتيرة هتتوفر للشباب، ويقدروا ياخدوا شقق يتجوزوا فيها، والبطالة هتقل فى المنطقة بنسبة 80%». ويتابع رئيس مجلس إدارة الشركة أنه يعمل فى مجال المقاولات والإسكان منذ عام 1986، وأن أعمال البناء كانت موجودة خلال تلك السنوات، ولكن لم توجد إرادة سياسية حقيقية لعمل تنمية عمرانية شاملة فى المنطقة إلا فى الوقت الحالى، وحتى من حيث التخطيط كان إسكان الشباب عمارات تفتقد للحس الجمالى، أما فى الحى السكنى الجديد، فتمت مراعاة نوعية وجودة الحياة فى تخطيط المكان.

عامل: 3 ورديات عمل يومياً منذ 8 شهور حولت أراضى كانت صحراء إلى «عمار»

من جهته يقول المهندس حسام حسنى، نائب رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة: «تم تخطيطها لتكون مدينة مستدامة من حيث السكن والعمل والدراسة، وبذلك فهى تحل أزمة مدينة العلمين كمدينة سياحية تكون فيها نسبة إشغالات خلال فترة الصيف فقط، وهو أمر كان يؤثر سلباً على رزق أهالى المنطقة، حيثُ كانوا يعملون لشهور قليلة خلال فترة الصيف، وكانت المدينة تبقى خالية تماماً خلال بقية شهور السنة، وبذلك يتم توفير جميع الخدمات فيها بجوار الحى السكنى، سواء سوق تجارية، مدارس، حضانات، مناطق ثقافية، جامعات وغيرها». ويضيف: أما أهم العناصر التى ستوجد فى مدينة العلمين الجديدة، فهى المنطقة الصناعية، التى ستكون باب رزق لأهالى وشباب المنطقة، وبالتالى يمكنهم أيضاً الحصول على وحدات سكنية فى الحى السكنى الجديد، وتكون حياتهم هنا مستقرة».

يشير «حسام» إلى أن أعمال البناء بدأت فى الحى السكنى الجديد، من 8 شهور فقط، وتم إنجاز جزء كبير من العمل، ليكون تسليم المرحلة الأولى فى شهر يونيو المقبل، أما المرحلة الثانية المواجهة للمرحلة الأولى فسيتم تسليمها بعد 6 أشهر من تسليم المرحلة الأولى، وبهذا تكون وتيرة العمل والإنجاز على أسرع شكل ممكن. أما عن ضخامة مشروع الحى السكنى فيقول حسام: «إحنا بادئين ببذرة وهى نحو 2000 وحدة سكنية، لكن المشروع ضخم جداً وهتزيد لتصل 10 آلاف وحدة، لكن أول 2000 وحدة همًا اللي هيتم الانتهاء منهم فى أسرع وقت وسيتم طرحهم لحجز المواطنين».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل