المحتوى الرئيسى

كتاب أسباني يكشف عن استراتيجية الاختطاف لدى الجماعات المتطرفة

10/19 18:55

تُتابِعُ وحدةُ اللغة الإسبانية، بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، مشروعَها لدراسة أحدث الإصدارات حول قضايا الإرهاب والجماعات المتطرفة حول العالم.

وأعلن مرصد الأزهر، عن صدور كتابٌ تحت عنوان: "في الظلام: عشرة شهور من الاختطاف لدى تنظيم القاعدة في سوريا" في إسبانيا هذا العامَ 2017 ، للكاتب الصحفي أنطونيو بامبلييجا رودريجيث، لدار نشْر "بينينسولا"، ويَحوي الكتاب 240 صفحة من القطْع المتوسط.

ويُعَدّ الكتابُ انعكاسًا حقيقيًّا لتجرِبةٍ عاشها مؤلف الكتاب مع صحفييْن آخَريْن هما: "خوسيه مانويل لوبيث" و"أنخيل ساسترى"، أوقعتْ بهم "جبهة النصرة"، والتي كانت تُمَثِّل ذراعَ تنظيمِ "القاعدة" في سوريا آنذاك، في منتصف عام ،2015 واستمرتْ مُدّةُ أَسْرِهم عشرةَ شهورٍ كاملة.

وتجدر الإشارة إلى أن الدولة الإسبانية قد احتفتْ بالصحفيينَ الثلاثة لدى عودتهم من سوريا في مايو عام 2016، حيث أرسل وزير الدفاع الإسباني طائرةً من طراز "فالكون 900"، انطلقتْ من قاعدة "تورّيخون دي أردوث" الإسبانية إلى العاصمة التركية "أنقرة"؛ لاستقبال الصحفيينَ الثلاثة وحمْلهم إلى "مدريد".

وأوضح المرصد، أن عنوانُ الكتاب كأنه صرخةٌ تأتي من وسط الظلام الدامس ضد بربريّةِ تنظيمٍ إرهابيٍّ غاشم، وهو في الوقتِ نفسِه يُقَدِّم اعتذارًا للأُسَر التي تَفقد ذويها ممّن يقعون في الأَسْر، فيظلون فريسة للقلق والخوف على مصيرهم المجهول، وفي ثنايا الكتاب، يروي الكاتب أنه قد عانى من الحبس الانفرادي ستة أشهر كاملة، تعرّض خلالها لمعاملةٍ سيئة وإهاناتٍ متواصلة؛ حتى إنه حاول الانتحار نظرًا لما لاقاه من وحشيّةٍ وفَظاظةٍ من سجّانيه.

ويَروي أيضًا؛ أنه مكَث واحدًا وعشرين يومًا دون أن يتبادل كلمةً واحدة مع حُرّاس سِجْنه، وهي حالةٌ تشير إلى الرفض والغضب الذي انتابَهُ خلال هذه الفترة، مؤكّدًا أن هذه الضغوط كانت محاولةً لدفعه إلى اعتناق الإسلام.

وذكر "بامبلييجا رودريجيث"، كيف يَفِرّ السوريون من التنظيمات المتطرفة، التي حوّلت حياتَهم إلى مأساة، تاركين وراء ظهورهم كلَّ شيءٍ ليَنْجوا بحياتهم، كأنما قد استدبروا الجحيمَ ذاتَه. كما يَحكي الوضعَ المأساويّ في "حلب" أثناء وجوده بها، وكيف تُشَنّ الغاراتُ فجأةً على المدينة؛ ممّا يُسبِّب حالة من الهلع والخوف والتدافع بين الناس، وكيف أن النساء العجائز يتسوّلن الخبزَ لإطعام أبنائهن؛ نظرًا لسوء الأوضاع الاقتصادية.

وتظهر معاناة الكاتب في الأسْر من خلال حديثه عن والدته وأخته الصغيرة اللتيْن تعيشان بمفردهما، كما يحكي عن قسوة عناصر "جبهة النصرة" في التعامل معه وإذلاله، حيث تظهر وحشيّتهم من خلال محاولاتٍ للتأثير على الرهائن، وهنا يتضح بُعْدُ هؤلاء عن تعاليم الإسلام، فالأَسْر في الإسلام له ضوابط، وهو لا يكون في غير الاشتباكات الحربية، فليس من المقبول أسْر الصحفيين أو المدنيين عمومًا دون سببٍ، غير قيامِهم بواجبات مهنتهم.

وأكد "مرصد الأزهر" رفضه لاستراتيجياتِ الاختطاف والأسْر التي تتبنّاها الجماعات المتطرفة، ولا شك أنها تخالف كل تعاليم الإسلام، كما يرفض الإسلام إجبارَ الأسرى على الدخول في الإسلام؛ انطلاقًا من قوله تعالى: "لا إكراه في الدين".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل