المحتوى الرئيسى

«محمد فريد الابتدائية»: التلاميذ يسقطون فى مصرف زراعى.. والأهالى: «غُلبنا شكوى»

10/19 10:34

على الطريق الواصل بين محافظتى السويس والإسماعيلية، تبدو مدرسة «محمد فريد الابتدائية» مستقراً لأطفال قرية «عامر»، التابعة لحى الجناين بمدينة السويس.

طلاب المدرسة يستقبلون العام الدراسى الجديد وسط الكثير من المخاطر، منها مستنقع من المياه الضحلة يقع بجوار المدرسة، ويحاول المدرسون تحذير التلاميذ الصغار من الاقتراب من تلك الحفرة العميقة المملوءة بالمياه، ولكن فى بعض الأحيان لا تفلح تلك التحذيرات، فيسقط فيها طفل ينقذه الأهالى.

شركات المقاولات رفضت استكمال مشروع الصرف المتوقف منذ 6 سنوات.. والأطفال هم الضحية

ويظهر خلف المدرسة، فى الطريق الفاصل بين بنايات القرية والمدرسة شريط سكة جديد، لا سبيل للمرور سوى عبور ذلك الشريط الذى لا يحده أى موانع أو أسوار، بخلاف مياه الصرف الصحى الراكدة التى تحاصر أسوار المدرسة من كل جانب.

وفى كشك خشبى، يعيش الحاج مرسى محمود، الذى يدرس أحفاده فى تلك المدرسة، وهو يقول لـ«الوطن» إنه يعمل خفيراً لمشروع الصرف الزراعى الذى توقف منذ 6 أعوام لسبب غير معلوم، لذلك ظهر هذا المستنقع المملوء بالمياه، بسبب صرف المياه الفائضة عن أراضى منطقة السباعية، وهو يمتد لعشرات الكيلومترات، ولكن توقف هنا فى قرية «عامر»، بعد رفض أكثر من شركة استكمال أعمال المشروع.

ومنذ أكثر من 6 سنوات يعيش «عم مرسى» إلى جوار ذلك المستنقع، الذى كان فى البداية مجرد حفرة عميقة، ولكن قبل عام فقط ظهرت المياه تتدفق من مواسير مياه الصرف الزراعى الممتدة فى باطن الأرض لتمتلئ بهذا الشكل.

«عم مرسى» بجسده الضامر، ويديه المرتعشتين، لم يكن بعيداً عن الضرر من هذا المشروع المتوقف، ومستنقعه الراكد، حيث أنقذ حفيده قبل الغرق فى هذا المستنقع، حينما كان يلعب أمام باب المدرسة، وسقط داخله، ولكنه هرع على الفور ليلتقط الطفل من داخل المياه لينقذ حياته.

ويقول «عم مرسى» إن الأطفال يندفعون مع انتهاء اليوم الدراسى، ويملأون تلك المنطقة المحيطة بالمستنقع، ونحاول دائماً إثناء الأطفال عن الوجود فى تلك المنطقة: «باب المدرسة فى وش الصرف هيروحوا فين منه».

وقال مدرس بمدرسة محمد فريد، رفض نشر اسمه، إن الوزير أرسل لهم خطاباً بعدم الحديث مع الصحافة، ويقول إن المدرسة محاصرة بين الصرف الزراعى والصرف الصحى، من جميع جوانبها، يخرج من باب المدرسة ليشير إلى المستنقع الراكد أمامها، والذى توقفت الشركة عن تنفيذه منذ سنوات، وهو موصل، ولذلك فإن تلك المواسير الممتدة من منطقة السباعية بدأت بالفعل بسحب المياه المالحة من الأراضى الزراعية، كما كان مقرراً أن تقوم بوظيفتها إذا اكتمل المشروع، ولكنها بدلاً من أن تصب فى طريقها ومسارها الطبيعى، توقفت وتراكمت أمام المدرسة وملأت تلك البؤرة الكبيرة التى حفرها المقاول ولم يكملها.

وزار محافظ السويس المدرسة بنفسه فى بداية العام الدراسى، بعد الشكاوى التى قدمها عدد من أولياء الأمور والأهالى للتخلص من تلك البركة من المياه وما تمثله من خطورة على أبنائهم ولكن منذ زيارة المحافظ وحتى الآن لم يشاهد أى تحرك من أى جهة لردم تلك الحفرة أو حتى إيقاف المياه المتدفقة من الأراضى الزراعية إليها، ويؤكد أن إدارة المدرسة تقدمت بأكثر من شكوى للجهات الرسمية فى الوزارة لخطورة الأمر ولكن حتى الآن لم يكن هناك أى رد.

وخلف المدرسة تظهر أيضاً مياه متدفقة فى قنوات صغيرة تمتد من المنازل الرابضة بجوار المدرسة، نحو أسوارها، وتنمو حولها الطحالب، والحشائش الصغيرة، وإلى جوارها كشك من الصفيح تعيش فيه «فتحية محمود» تقول إن هناك أزمة فى الصرف الصحى فى قرية عامر، والصرف مبنى على «الطرنشات» التى تملأ بالمياه ويتم نقلها عبر العربات ولكن تلك المنازل المحيطة بالمدرسة لا تجد أماكن الصرف، حتى أفرغت ما فيها على أسوار المدرسة وأكواخنا الفقيرة التى نعيش فيها.

«محمد يحيى»، موظف بالسكة الحديد، 30 عاماً، لديه أطفال فى المدرسة يقول إن المحافظ زار المدرسة أكثر من مرة ووعد بإنهاء مشروع الصرف الزراعى، وقال خلال الزيارة إنه سيتم توصيل مواسير الصرف الصحى عليه لإنهاء الأزمة برمتها، ولكن دون جدوى كلها وعود وهمية ولم تتحقق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل