المحتوى الرئيسى

رحلة شهبندر التجار من المغرب إلي إنشاء أشهر أحياء العتبة

10/19 06:39

لعبت العائلات المغربية دورًا هامًا فى عملية العمران الحضري فى المدن المصرية، وقام عدد كبير من المغاربة بإنشاء منشآت جديدة وضخمة، ساهمت فى تغيير العُمران المصري، بالإضافة إلى تأسيس التجار المغاربة للوكالات التجارية.

وفى القرن الـ9 الهجري فى مصر، ذاع صيت عدد من التجار المغاربة، أبرزهم السيّد شهاب الدين أحمد بن محمد الرويعي الشهير بأحمد الرويعي «شهبندر التجار»، وهو الذي سُمي على اسمه الشارع.

ووُصف فى أحد الوثائق التاريخية بفخر التجار المغاربة وعمدة الحواجدية المُعتبرين.

جاء الرويعي إلى مصر خلال الربع الأول من القرن 11 هـ، وبدأ حياتُه التجارية بشراء نصف وكالة تقع فى الجهة البحرية من رشيد، ثُم ازدهرت تجارتُه وعظمت ثروته، وأصبح من أعيان مصر المحروسة، وهو الأمر الذي تطلَب منه القيام بالكثير من الأعمال الخيرية، والتى كان أهمها تجديد مسجد فى وجه بحري وإنشاء مسجد الرويعي ومدفنهُ الذي لم يتبقَ منه إلا مأذنتُه التى تقع فى الرُكن الجنوبي الغربي بالمسجد.

ويبدأ شارع الرويعي من أول شارع البكرية، وينتهي عند شارع وش البركة ويبلُغ طوله 140 مترًا، ويقع فى أوله جامع الرويعي بالقرب من جامع البكري، والذي أنشأه شهبندر التُجار فى مصر بالقرن التاسع، ويقام به الشعائر إلى الآن وبداخلُه صهريج وفى مقابلته مدفن الرويعي، فهو يبدأ من جهة الجبل شرقي القاهرة، وآخره شارع العتبة الخضراء، وينقسم إلى قسمين، الأول يضم شارع السكة الجديدة، والثاني هو شارع الموسكي.

اختاره كثير من الفرنجة كسكن جهة الموسكي والأزبكية، وكثرت العربات وتعسّر السير داخل الأزقة القديمة وتكررت الشكوى من التجار وغيرهم من ضيق الحارات التي أدت إلى تعطيل حركة التجارة والمرور، فصدرت الأوامر بشراء الأملاك التى تُقابل الشارع.

بدأ الشروع فى تمهيد الشارع، ثُم استمرت العمارة فيه من زمن عباس باشا إلى أنّ وصل لشارع النحاسين، وفى زمن الخديو إسماعيل صار امتداده إلى جهة الغريب، أما الخديو توفيق فقام بدك الشارع وتمهيده لكي يمر به جملان حاملان بدون مشقة لتسيير حركة التجارة والزحام.

ويحتوى الشارع على أكثر من عطفة مثل «المنزلاوي، الشيخ خضر، الحمام»، كمّا اشتهر الشارع بالوكالات مثل «وكالة السلحدار، بيت الصحة الطبية، الاجزخانة الحسينية».

فى القرن التاسع عشر، أنشأ شهبندر التجار مسجده "الرويعي" الذي يقع بشارع الأزبكية قرب جامعي الشرايبي والبكري، ولم يتبق من عمارات شهبندر التجار الأثرية سوى مأذنة الجامع التي توجد فى الركن الجنوبي الغربي، يوجد داخل مسجد الرويعي ضريح “شهبندر التجار” حتى الآن.

لم يكن لشارع الرويعي ذكر فى المصادر التاريخية، إلا أن حادثة ما فى تاريخ مصر جعلت الشارع يأتي أكثر من 300 مرة فى كتب الجبرتي ألا وهي حادثة الحملة الفرنسية.

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل