المحتوى الرئيسى

«أوفيليا».. قمرًا وعشقًا وإعصارًا

10/19 05:47

الإعصار «أوفيليا» وصفوه بأنه الأشد والأعنف، الذي يضرب شمال أيرلندا وويلز وشمالي وغربي بريطانيا وجنوب غرب أسكتلندا، ويمر مرورًا ليس كـ«الكرام»، ويترك وراءه الموت والخراب والدمار.

ولكن ما وراء الأسم «أوفيليا» يكشف عن الفعل، فمن المعلوم أن الأعصاير فى الغرب يتم تسميتها مسبقًا فى جدول مرتب بحروف أبجدية، تكون أغلب أسمائها من النساء، ويشترط أن يكون الإسم سهل التذكر، ومن كلمة واحدة.

بعض الدول تستخدم أسماء الحيوانات، أو أسماء المناطق التي ضربها الإعصار، ولكن ما هو أصل «أوفيليا».

هناك ثلاثة استخدامات لهذا اللفظ، لعل أشهرها دومًا، وهو الإسم المكون من كلمة واحدة ولا يمكن أن ينسى من ذاكرة عاشقي المسرح لـ«أوفيليا» من ملحمة «هاملت» للكاتب العالمي ويليام شكببير، أوفيليا التي أحبت قاتل أبيها!.

كانت «أوفيليا»، فتاة جميلة رقيقة، حالمة، ترى الحياة بلون الحب، دائمًا مزدانة حياتها بالأزهار والمروج، ولكن حلمها تحول لكابوس، وبات لعنتها التي قضت عليها، فبعد أن علم حبيبها أن والدها، وهو عمهِ، هو نفسه قاتل أبيه، ثم فوق ذلك تزوج أمهِ، واستولى على العرش، قرر البدء فى رحلة الانتقام.

وحاولت الجميلة أن تثنيه عن الكره بالحب، ولكن لم تستطع بأناملها الرقيقة أن تخترق غلظة الغضب والكره، ولما علمت أنه لا محالة من أن تكون النهاية سوداء بكل حال، إنقلب عشقها ليكون كالخنجر المسموم الذي تسبب فى موتها.

وطلب منها «هاملت»، أن تذهب للدير، فهو مكان للأنقياء، فلا مكان لسيدة «جميلة وعفيفة» فى هذه الدنيا، يقصد والدته التي تزوجت قاتل أبيه.

ولما كان المصير المحتوم، موت حبيبها فى جانب أو والدها فى الجانب الآخر، اختارت هي خلاصها، انتحرت أوفليا.

وقيل أنها سقطت بالماء عن جزع شجرة فى حادثة، ولكن الأقرب للتصديق فى قصة يكون فيها مثل هذا القلب المعصور بالألم، أن تكون قد انتحرت.

ويبدو أن روح «أوفيليا» تحولت للعنة، ضربت البلد الذي كتبت فيه تلك الرواية التي أوجدتها فى الحياة.

أيضًا هناك قمرًا سُميى «أوفيليا» نسبةً لصاحبتنا التي ذكرناها، وهو قمر طبيعي لأورانوس، اكتشف من صور ألتقطت فى 1986، ولم يتم رصده مجددًا، ربما رحل مع صاحبة إسمه، ربما كانت روحها تحلق بالأعالي تلقى نظرة على الوجود؛ لعل الحال قد انصلح، ولما لم يكن، رحلت كما جاءت.

لكن لم يتركوها ترحل، فقد استطاع أحدهم أن يصنع مرصد «هابل» الفضائي، ورصد أوفيليا عام 2003، لتعود من جديد، تنثر عبير قلبها المجروح على الدنيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل