المحتوى الرئيسى

التطهر بالموسيقى

10/18 22:22

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب يوسف أبو لوز، جاء فيه: من ملوك الموسيقى، وبخاصة العزف على الآلات القديمة والحديثة: سيد مكاوى، وفريد الأطرش.. الأول مَيّلْ أجساد سمّيعة السبعينيات، وجعلها لينة خفيفة وهو يحتضن العود إلى صدره مثل طفل: «أوقاتى بتحلّو.. بتحلّو معاك» و«يا مسهّرني» و«الأرض بتتكلم عربى» بأصابعه العاجية، وصوته المولود من قلبه.. والثانى: «عش.. أنتَ.. إنى مُتُّ قبلك.». فى مقدمة موسيقية أشبه بالصوفية، جعلت من العود بيتا من الأوتار وتلك المفاتيح على وجه الخشب المقوس وكأنها عناقيد يفككها ببراعة ساحر يرتدى الأبيض والأسود.

فى حديقة «الماريوت»، وعلى مقربة من طاولة رفاقية ملمومة كالعائلة فى مساء قاهرى كانت درجة الحرارة فيه دون العشرين يجلس إلى طاولة مجاورة مجدى الحسينى، وهانى مهنا.

هانى مهنا، ومجدى الحسينى ملكان متوجان على «الأورغ»، وفى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، ثنائى أعجوبى أسطورى أدخلا إلى كلاسيكيات الموسيقى العربية «قوس قزح» غربى مع المحافظة على شخصيتها الأصيلة.

لن أنتظر طويلا.. أتقدم إلى مهنا والحسينى، يقف الرجلان من دون سابق معرفة، أصافحهما مع كلمة صغيرة: كنتما جزءا عزيزا من تكويننا الغنائى والثقافى فى السبعينيات، لحظة قصيرة قرأت خلالها وبسرعة تواضع الرجلين واستقبالهما الأليف لرجل غريب «يقتحم» الطاولة ويصافح، وإذ تتحرك الغريزة الصحفية أطلب موعدا للقاءٍ صحفى مع الثنائى.. أطلب لقاء مع «الأورغ»، وأستدعى ثالثا كان جوارهما: عمر خورشيد.. الغائل الذى ملأ الموسيقى والسينما وسامة وشفافية كالقصائد التى تكتب فى الربيع.

عزف على الكمان أحمد الحفناوى فى الثلاثينيات من القرن العشرين، كانت الفرقة الموسيقية آنذاك تملأ المسرح، وفى المقدمة يقف المغنى مثل ملك: أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، شادية، فايزة أحمد، عفاف راضى، محرّم فؤاد وغيرهم، وفى الخلفية أو أسمّيها الآن المقصورة الملكية الموسيقية التى تصنع الأغنية والمغنى يجلس أساتذة العزف:.. هذا هو سمير سرور.. الأسمر المملوء الخفيف. فى فمه قصبة سُكر اسمها: «الساكسفون» ينفخ فى النحاس فيحوله إلى غيوم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل