المحتوى الرئيسى

لماذا فشلت الحكومة في القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين؟

10/18 20:12

تعاني محافظة القاهرة منذ سنوات طويلة من ظاهرة الباعة الجائلين، وبالرغم من وضع العديد من الحلول لها فإن الأجهزة التنفيذية بالأحياء لم تتمكن من التخلص من الظاهرة، فعادة عندما تسير في العديد من الشوارع الرئيسية بالعاصمة أو تنطلق إلى محطات المترو حتما ستصطدم بهم، وأيضا قد تلاحظ في بعض الأيام انتشار الأمن والعاملين بالأحياء في العديد من أماكن تمركز الباعة الجائلين لمنعهم من الوقوف، ولكن سوف يلفت انتباهك بعد انتهاء هذه الحملات عودة البائعين إلى أماكنهم من جديد، فما هو السبب وراء فشل الأجهزة التنفيذية في التخلص من هذه الظاهرة.

 اتخذت الدولة قرارا بنقل الباعة الجائلين من ميادين وشوارع وسط المدينة منذ أكثر من 3 سنوات إلى سوق الترجمان، وبالفعل نجحت المحافظة في هذه المهمة ولكنها لم تنجح في توفير المكان المناسب الذي يمنع عودة الباعة الجائلين إلى شوارع القاهرة مرة أخرى، حيث وصف الباعة الجائلين سوق الترجمان بالمهجور وأنه غير صالح لهم، نظرا لعدم وجود حركة بيع أو شراء، وهو ما دفع محافظة القاهرة لبذل مجهود لجلب المواطنين من خلال عمل معارض تبيع السلع بأسعار مخفضة ولكن الإقبال يستغرق أياما ثم يعود الترجمان لحالة الركوض وهو ما جعل البائعين يهجرون المكان ويتجهون إلى الشارع مرة أخرى.

الأمر مر ببعض الصعوبات إذ بعد تطوير الميادين والشوارع بمنطقتي العتبة والموسكي، بدأت محافظة القاهرة في دراسة نقلهم إلى سوق الخميس بالمطرية، وهو ما رفضه الباعة الجائون لأن السوق غير مناسب لهم وليس هناك حركة بيع وشراء وسيكون مصيرهم نفس مصير الباعة الجائلين في الترجمان، فأسواق العتبة والموسكي تاريخية ومن الصعب نقلها حسب ما أكده الباعة الجائلون ومر ما يقرب من ثلاث سنوات ولم ينتقل الباعة إلى المطرية، كما لم يمنع تطوير كورنيش النيل بمنطقة عبد المنعم رياض والذي عكفت عليه محافظة القاهرة ليظهر بشكل حضاري، من انتشار ظاهرة الباعة الجائلين بطول الكورنيش.

هالة السيد رئيس حي التبين قالت لـ"التحرير" إن أزمة الباعة الجائلين ليس لها حل سوى إنشاء سويقات حضارية، تساعدهم على عملية البيع والشراء وتمنع عودتهم مرة أخرى إلى الأرصفة والشوارع، موضحة أن حملات التخلص من الباعة الجائلين لا تنتهي وتتم بشكل يومي في كافة الأحياء.

ومن جانبه قال الدكتور حسن الخيمي المستشار القانوني السابق بالأمانة العامة للإدارة المحلية، إن السبب في عدم نجاح الأجهزة التنفيذية في القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، هو عدم وجود مواد في القانون بها عقوبة مشددة على كل من يشغل حرم الطريق أو يحتل الأرصفة، فالعقوبة المقررة هي الغرامة وبتسديد الغرامة يعودة المخالف إلى مكانه مرة أخرى.

موضحا أن أزمة الباعة الجائلين تحتاج إلى إنشاء سويقات حضارية مناسبة لهم وبها حركة بيع وشراء حتى لا يعود البائعون إلى أماكنهم بمجرد اختفاء الأجهزة التنفيذية.

مصطفى السيد أحد الباعة الجائلين الذين تم نقلهم إلى الترجمان منذ ثلاث سنوات قال لـ"التحرير" إن الباعة الجائلين مواطنون يبحثون عن مصدر رزق فلم يجدوا سوى الوقوف على الأرصفة للحصول على احتياجات أسرهم، موضحا أن البائعين ليسوا ضد الحكومة، وإنما يطالبون فقط بتوفير أسواق مناسبة لهم وبها حركة بيع وشراء، لافتا إلى أن أغلب الأسواق التي تعلن عنها محافظة القاهرة ليس بها حركة بيع أو شراء وهو ما يجعل البائع يترك مكانه بهذه الأسواق ويتجه إلى شارع آخر لا تطارده فيه أجهزة المحافظة، موضحا أن النقل إلى أسواق بها ركوض لن يحل الأزمة بل سيجعلها تتفاقم لأنه لا مفر من اللجوء إلى الشارع مرة أخري، موضحا أن هناك عددا كبيرا من بائعي وسط البلد هجروا سوق الترجمان واتجهوا لجلب الرزق من سوق العتبة وأسواق أخرى يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين.

جدير بالذكر أن حملات الأجهزة التنفيذية للتخلص من ظاهرة الباعة الجائلين تتم بصورة يومية ولكن دون جدوى حيث يعود البائعون مرة أخرى لأماكنهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل