المحتوى الرئيسى

«معارك التكتيك 3».. جوارديولا يقهر سارى بالـ«ديناميكية» و«ظهيرى الجنب»

10/18 16:25

فى كل جولة وليلة من ليالى مباريات الساحرة المستديرة، نجد أنفسنا أمام معركة من نوع خاص، يتصارع فيها المدربون على إثبات الهيمنة والسيطرة على المستطيل الأخضر بالفنيات وأساليب اللعب، لكنها تشبه تلك المعارك، التى دارت فى عشرينيات وأربعينيات القرن الماضى بين جبهتى المحور والحلفاء، إلا أنها ليست صراعات عسكرية، بل تكتيكية.

وترصد «الدستور» فى الحلقة الثالثة من معارك التكتيك، الصراع الذى دار بين بيب جوارديولا، المدير الفنى لمانشستر سيتى، وماوريزو سارى، المدير الفنى لنابولى، فى المباراة التى انتهت بفوز الأول بهدفين مقابل هدف.

وتفوق بيب تكتيكيًا على نظيره سارى خلال أحداث المباراة، ليستحق النقاط الثلاث والاقتراب من الصعود للدور المقبل.

المعركة الأولى.. أم معارك المباراة «ظهيرى الجنب»

بدأ بيب جوارديولا المباراة بخطة الـ4-3-3 هو الشكل المعلن، أما على المستطيل الأخضر فبدأ الستيسنز فى التحولات التكتيكية بتقدم كيل والكر، وفابيان ديلف إلى منتصف الملعب، وتقدم جون ستونز، ونيكولاس أوتاميندى بجوار فيرناندينيو، لتتحول الخطة إلى 3-4-3، تتيح للستيسنز العديد من الحلول الهجومية.

وعلى الناحية الأخرى، اعتمد سارى على انطلاقات ظهيرى الطرف أيضًا بوجود ألسيد هيساج، وفوزى غلام، والضغط العالى من كوليبالى وألبيول بجوار دياورا، لحرمان لاعبى مانشستر سيتى من السيطرة.

ولكن الفاصل هنا كان قلة التزام ظهيرى نابولى بالأدوار الدفاعية والتغطية العكسية، الأمر الذى منح لاعب السيتسنز مساحات فى خلف خط الدفاع، استطاعوا استغلالها، معتمدين على سرعات كيل والكر، وديلف، وتمريرات ديفيد سيلفا، وكيفن دى بروين الخطيرة.

كما أربكت التبديلات التى أجراها لاعبو السيتى فى التمركزات داخل الملعب دفاعات نابولى، وهو ما نتج عنه هروب كيل والكر مثلًا من الرقابة فى الكرة التى نتج عنها الهدف الأول.

المعركة الثانية «وسط الملعب الديناميكي»

اكتمالًا لسيطرته التكتيكية الواضحة على مجريات اللقاء، فاز بيب جوارديولا فى معركة ثلاثي وسط الملعب باعتماده على البرازيلي فيرناندينيو كمفسد هجمات يحرم الخصم من الانتقال السريع من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية، ومدافع ثالث فى الحالة الهجومية لفريقه بجوار ستونز وأوتاميندي ليمنح ظهيري الجنب الحرية فى الانطلاق.

وتظهر أرقامه فى اللقاء أنه لمس الكرة109 مرة مقابل 204 لمسة لثلاثي وسط نابولي مجتمعين، و77 لأمادو دياوارا الذي يلعب فى نفس مركزه بالفريق الإيطالي.

أما عن كيفن دي بروين وديفيد سيلفا، فيبدو أن جوارديولا بات على موعد مع اكتشاف ثنائي مخضرم يقارب ثنائية تشافي وإنييستا فى برشلونة وقت تدريبه للبلوجرانا.

ففى أقل من لحظة نجد دي بروين لاعب الارتكاز يتحول إلى جناح صريح معتمدًا على قدراته المهارية فى العبور بالكرة من بين مدافعي الخصم، بالإضافة إلى تمريراته الخاطفة فى المساحة بين قلب الدفاع والظهير، وخلف خط الظهر، وهو ما يضع زملائه فى أغلب الأوقات فى موقف إنفراد بالحارس، كما أكمل أمس 81% من تمريراته صحيحة، ليعلن جوارديولا براءة اختراعه لدي بروين الجديد.

أما ديفيد سيلفا، الذي بات العنصر الأهم فى نسخة مانشستر سيتي الخاصة بجوارديولا، فتظهر خرائطه الحرارية تحركاته فى كل مناطق الملعب تقريبًا، ومرونته التكتيكية الكبيرة بين لاعب وسط الارتكاز، وصانع الألعاب، والجناح الأيسر، بالإضافة إلى تغطيته الدفاعية خلف ظهيري الجنب.

كل هذه المعطيات تظهر أن طريقة وأسلوب بيب مع مانشستر سيتي لن تعتمد فقط على الهجوم الكاسح، والضغط العالي، لكنها أيضًا تنطوي على جزء من التحفظ الدفاعي وإن كان بسيطًا، ليتمم سيلفا 91% من تمريراته بنجاح، ويراوغ منافسيه فى 3 مرات بدقة خلال مباراة الأمس.

لا يختلف إثنان على أن أهم ما يميز سيتي "بيب" الحالة الهجومية الكاملة للفريق، وتغيير المراكز بمرونة ودقة تربك لاعبي الدفاع، وتجعلهم يخطئون فى أبسط مهامهم وهي التمركز.

فى مباراة الأمس ظهر جابريل خيسوس، مهاجم الفريق فى أكثر من مركز فى الملعب، إذ وجد فى بعض الأحيان كلاعب خط وسط، كما انتقل للعب على الناحية اليمنى تارة واليسرى تارة أخرى.

كما وجدنا رحيم ستيرلنج الجناح الأيمن يوجد لنفسه تمركزات بعيدة عن رقابة لاعبي نابولي بتواجده على حدود منطقة الـ18 وهو ما ظهر خلال كرة الهدف الأول.

الأمر ذاته تكرر مع ليروي ساني، الجناح الأيسر للفريق الذي كان يتحرك بعرض الملعب وفى المنطقة أمام الـ18 لمنح فابيان ديلف، ظهير الجنب الحرية الهجومية فى الانطلاقات.

أضف إلى كل ذلك الزيادة العددية من ديفيد سيلفا، وكيفن دي بروين، مع كيل والكر، وفابيان ديلف، ليصبح الخصم محاصرًا فى بعض الأحيان بـ7 لاعبين مما يصعب مهمة الخروج بالكرة من المناطق الدفاعية، وأيضًا التمركز الدفاعي.

سدد لاعبو السيتي 15 كرة خلال اللقاء كانت 8 منها بين القائمين والعارضة، فيما سيطروا على الكرة بنسبة 53.9% مقابل 46.1%، وأكملوا 546 تمريرة صحيحة من أصل 620 بنسبة وصلت إلى 88%، مقابل 443 تمريرة صحيحة لأبناء ساري من أصل 525 بنسبة 84%.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل