المحتوى الرئيسى

موجة لجوء محتملة من كردستان لأوروبا؟

10/18 15:56

انسحبت قوات البيشمركة الكردية من كثير من المناطق المتنازع عليها بينها وبين الحكومة المركزية في بغداد، لتسيطر عليها القوات العراقيةا، حيث سيطرت القوات العراقية على منطقة خانقين الواقعة على الحدود بين العراق وإيران، بالإضافة إلى قضاء سنجار ذي الغالبية الإيزيدية وقضاء مخمور، وذلك بدون قتال بعد أن انسحبت منها القوات الكردية.

يأتي هذا بعد أن انتزعت قوات الحكومة العراقية السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد، في رد عسكري قد يغيّر ميزان القوى في البلاد. وتعد خسارة أرض بالنسبة للأكراد، خاصة كركوك التي يعتبرونها قلب وطنهم، ضربة قوية بعد ثلاثة أسابيع فقط من تصويتهم على إعلان دولة مستقلة وهو هدفهم منذ عقود.

ونزح آلاف السكان من كركوك خوفاً من المعارك إلى المناطق الأخرى في إقليم كردستان. ويتخوف السكان في المناطق المتنازع عليها، خصوصاً بعد أنباء عن تمثيل عناصر الحشد بجثث بعض أفراد البيشمركة الذين وقعوا بأيديهم، بالإضافة لحرقهم سوقاً في قضاء طوزخورماتو.

بعض الناس يضعون علم العراق على شعار الاتحاد الوطني الكردستاني

التخوف من سوء الأوضاع الأمنية بالإضافة للأزمة الاقتصادية التي يعيشها الإقليم منذ عدة سنوات دفعت البعض من سكانه للتفكير باللجوء إلى أوروبا من جديد، بالرغم من إدراكهم لصعوبة الطريق.

يقول آزاد أنور صالح، أحد سكان كركوك، لمهاجر نيوز إنه مستعد أن يبيع بيته وجميع أملاكه في سبيل الوصول إلى أوروبا، ويضيف: "لدينا مخاوف كبيرة من الحشد الشعبي، فلا أحد في كركوك يضمن حياته، خاصة إن كان من مذهب أو دين أو قومية أخرى".

ويتابع صالح، الذي يعمل فناناً تشكيلياً، أنه يريد أن يتوجه مع زوجته وأطفاله الثلاث إلى ألمانيا، لكي يعيش حياة آمنة، ويضيف: "السياسيون الأكراد يتاجرون بنا، فقط من أجل النفط، وها قد باعونا لإيران. لا يتركوننا نعيش بسلام، ولهذا السبب أريد الذهاب لألمانيا لأعيش حياة كريمة".

بعد سيطرتها على كركوك وسنجار، القوات العراقية تستعيد كامل حقول النفط التي تديرها شركة نفط الشمال، والإعلام الكردي يتحدث عن بيان مرتقب لرئيس الإقليم مسعود برازاني للحثّ على تفادي "حرب أهلية". (17.10.2017)

أكد الرئيس الأمريكي ترامب أنه لا ينحاز لأي طرف في الأزمة بين أربيل وبغداد بشأن كركوك، في حين أكدت ممثلة الشؤون الخارجية للإتحاد الأوروبي موغيريني على وحدة أراضي العراق. يأتي هذا مع وقف ألمانيا برنامجا لتدريب البيشمركة. (16.10.2017)

ويؤكّد صالح الذي يبلغ الثالثة والخمسين من العمر أنه سيظل يبحث عن طريق حتى يحقق مبتغاه في الوصول إلى ألمانيا، ويقول: "لو كان هناك طريق آمن، فإنني أؤكد أن الكثير من أهل كركوك سيتوجهون إلى أوروبا نتيجة لسوء الأوضاع الأمنية، وخاصة بعد التطورات الأخيرة".

من جانبه يقول الإعلامي شاهو عبدالقادر من كركوك لمهاجر نيوز أن رغبة العديد من سكان كركوك بالذهاب إلى أوروبا ليست جديدة، لكن صعوبة طريق الوصول، خاصة بعد اتفاقية تركيا مع الاتحاد الأوروبي، تجعلهم يبعدون هذه الفكرة عن ذهنهم ولو مؤقتاً، ويتابع: "لكن تفاقم الوضع قد يكون السبب في موجة لجوء أخرى نحو أوروبا، فبعض الناس تبيع سياراتها وبعض أملاكها كي تصل إلى مكان آمن".

العديد من سكان كركوك فروا من الصراع إلى السليمانية

وتثير التطورات الأخيرة مخاوف سكان الإقليم من إمكانية استمرار الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الإقليم منذ عدة سنوات نتيجة قطع الميزانية البالغة 17 بالمائة من بغداد، بالإضافة لعدم الشفافية في ملف النفط في الإقليم، ما أدى إلى قطع الرواتب واتخاذ إجراءات للتقشف، بالإضافة إلى إيقاف العديد من المشاريع، ما أدى بدوره إلى ارتفاع نسبة البطالة.

يقول عبدالقادر إن الوضع الاقتصادي صعب جداً خاصة للموظفين الذين يستلمون معاشاتهم من حكومة إقليم كردستان، ويتابع: "متوسط المعاشات الآن يبلغ حوالي 300 دولار، وهو ما لا يكفي الأسر لإعالة أبنائها". ويؤكد الإعلامي الذي يتابع أوضاع كركوك عن كثب أن العديد من العوائل تريد الوصول إلى أوروبا ولكنها لا تملك النقود لذلك، ويضيف: "مهربو البشر يطلبون 10 آلاف إلى 12 ألف دولار للشخص الواحد من أجل إيصاله بالطائرة إلى أوروبا".

ولعل القارة العجوز تدرك أن أي نزاع في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة نحوها، لهذا عبرت عن موقفها مما يجري في العراق عاجلاً، وذلك لسان وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان لها بعد مكالمة مع العبادي، حيث أبدت "قلقها إزاء العمليات العسكرية للقوات الفدرالية والمواجهات التي أفيد عن وقوعها"، كما دعت الطرفين إلى حل المشكلات عن طريق الحوار.

وقعت الحكومة العراقية مع الاكراد اتفاقيات سلام عدة، إحداها بين الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف الظاهر في الصورة والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني - يسار الصورة- بعد سلسلة من الثورات. الاتفاقية منحت للأكراد حكما ذاتيا واعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية.

تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك والأكراد ينادون بثورة جديدة.

جلال طالباني أعلن من دمشق عن تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بما مثل انشقاقا جوهريا تاريخيا وخروجا عن سلطة الملا مصطفى برزاني الذي يعده الاكراد زعيما تاريخيا.

جلال طالباني (يسار) ومسعود برزاني (يمين)، نجل مصطفي برزاني، يعلنان عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد الى هزات عنيفة وشهدت حربا بين الزعيمين وحزبيهما.

قوات كردية بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت وهزيمة القوات العراقية فيها. لكن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أخمدها بالقوة لينزح على إثرها أكثر من مليون كردي الى دول الجوار.

عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل عاصمة الاقليم ضمن منطقة الحماية الجوية الدولية شمال خط العرض 36 ، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2 بالمئة من الاصوات فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8 بالمئة ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.

اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تمتد الى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998.

بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود برزاني رئيسا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل