«عين شمس»: باعة جائلون أمام مجمع مدارس الابتدائى والإعدادى.. وأولياء الأمور: «مابنعرفش نوصل لولادنا»

يجلس الباعة الجائلون أمام «مشنّات» يبيعون فيها بضاعتهم، فيما تتربع بعض السيدات على الأرض لتقطيع الخضراوات وتقسيمها داخل أكياس لبيعها شبه جاهزة للسيدات العاملات ليوفرن عليهن الوقت الذى يستغرقنه فى طهيها، سيدات أخريات تخصصن فى تنظيف الفلفل والباذنجان والكوسة وتجهيزها للحشو يجلسن فى أحد الأركان، فيما تحاول طفلة صغيرة اختراق هذا الحشد لتمر بينهم وتصل إلى مدرستها، هنا سوق شارع محمد عسكر المتفرع من شارع عين شمس بمنطقة عين شمس الشرقية، وهنا أيضاً مجمع تعليمى يضم ثلاث مدارس هى: «الزهراء الابتدائية، الخنساء الابتدائية، محمد عبده الإعدادية».

قالت نادية محمد، والدة طالبين فى مدرسة الزهراء الابتدائية: «المنطقة فيها 3 مدارس، يعنى الدنيا بتبقى زحمة جداً، سواء بسبب الطلبة أو أولياء الأمور اللى بيبقوا معاهم عشان يوصلوهم لأن فيه مدرستين ابتدائى، ومش طبيعى يكون فيه سوق فى نفس المكان ده، ما البلد واسعة اشمعنى يعين الحتة دى اللى يسيبوهم يقلبوها سوق بالشكل ده».

وتابعت «نادية»: «فيه بياعين بيبقوا واقفين على باب المدرسة عشان يقعدوا يشبّطوا الأطفال فى الحلويات وشوية تانيين بيبيعوا الفول السودانى والترمس، ودى حاجات أصلاً مش مضمونة، يعنى ممكن تسبب للأطفال مشاكل صحية كتير، ولو جينا اعترضنا واتكلمنا مع البياعين، هيتخانقوا معانا وممكن يضايقونا بعد كده».

إحدى المدرسات داخل «محمد عبده الإعدادية» قالت إن الحى طرد الباعة الجائلين أكثر من مرة من أمام المدارس، ولكنهم يعودون لأماكنهم فى اليوم التالى.

أحد الباعة الجائلين -رفض ذكر اسمه- قال إن هذا السوق يرتاده الكثير من سكان المنطقة، وإنهم يقدمون أسعاراً أقل من تلك المتوافرة فى محال بيع الخضار والفاكهة، وعن الزحام الذى يتسبب فيه وجودهم حول تلك المدارس، قال: «ما البلد كلها زحمة، وبعدين احنا ما بنعملش حاجة حرام، إحنا بنسترزق بدل ما نشحت ولا نعمل حاجة غلط».

مفاجأة غير سارة كانت فى انتظار أولياء أمور مدرسة محمد عبده الإعدادية الذين فوجئوا بالمسئولين فيها يبلغونهم أن عمليات الإصلاح والترميم فى المدرسة لم تنته بعد، وأنهم سيقومون بنقل الطلبة إلى مدارس أخرى فى منطقة مساكن عين شمس حتى تنتهى أعمال الصيانة تلك.

«إيرينى ماهر»، والدة إحدى الطالبات، أخذت وقتاً طويلاً فى محاولة استيعاب هذا القرار المفاجئ، ثم قالت: «وهما كانوا فين طول فترة الإجازة دى وليه، ماخلصوش كل ده؟ أنا لما سألت قالولى دى مش مشكلتنا دى غلطة المقاول، طيب وهما ماكانوش بيتابعوا ليه معاه ويشوفوه وصل لفين، ولا هما اتفاجئوا بميعاد دخول المدارس؟!».